السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

ظهر خلال اليومين الماضيين شائعة قوية فى مصر عن سقوط جسم ملتهب من السماء على احدى قرى محافظة سوهاج مما ادى الى اشتعال الحرائق ولكن فيما يلى حقيقة تلك الاشاعات

تحقيق وتصوير: خالد حسن

هدأت العاصفة وانطفأت الحرائق وعاد الهدوء الي قري مركز البلينا بسوهاج بعد أن شهدت في الاسابيع الماضية ظاهرة احتراق عشرات المنازل.. هدأت العاصفة وهدأت الشائعات أيضا ولكن!
لم يكن الجن أو الشياطين السبب.. ولم تسقط من السماءشهب أو نيازك دمرت 172 منزلا وشردت 186 أسرة وانما جاءت الحقيقة في سطور تقرير المعمل الجنائي.. السبب هي الموجة الحارة.
اشعلت النيران ذاتيا في بعض المخلفات الزراعية!
كيف تبدو الصورة الآن؟!
سطور هذا التحقيق تجيب عن هذا السؤال!

سيطرت حالة من الهدوء علي قري مركز البلينا بسوهاج والتي شهدت في الاسابيع الماضية ظاهرة احتراق المنازل بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل وغرقت هذه القري في دوامة كثيفة من الشائعات المغرضة وردد خلالها الاهالي ليس في البلينا فحسب لكن في كل ارجاء المحافظة قصصا وهمية لا يصدقها عقل مثل اشتعال الحرائق بفعل الجان والشيطان أو سقوط كتل لهيبة في صورة كور نارية أو نيازك أو شهب.
وتراجعت معدلات الحرائق تراجعا كبيرا في الاسبوع الماضي الي أن كادت تختفي نهائيا ولم يعد هناك اية بلاغات حرائق تذكر في اليوم الواحد وأشارت تقارير المعمل الجنائي بمديرية أمن سوهاج الي أن انكسار الموجة الحارة خلال الايام القليلة الماضية هو السبب الرئيسي وراء اختفاء ظاهرة الحرائق وكانت هذه الموجة ساهمت بصورة كبيرة في اشتعال النيران ذاتيا مع تراكم المخلفات الزراعية كالبوص والحطب فوق جميع أسطح منازل القري وهي عادة متأصلة في أهل الريف في الصعيد فالبوص كما يقول عاطف نورالدين عميد معهد ازهري بالشيخ سعيد يتخذه الفلاحون ستائر للحظائر وأسقف للبيوت والعشش كما يتخذه البعض وقودا رخيصا لاحتياجات المعيشية.

المحافظ مع الضحايا

من ناحية أخري قام اللواء سعيد البلتاجي محافظ سوهاج الجديد بزيارة تفقدية في قري البلينا التي شهدت الحرائق يرافقه اللواء حمدي الجزار مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج واللواء حيدر يونس مساعد المدير للمنطقة الجنوبية والعقيد زغبي أبوعقرب مأمور مركز البلينا بالانابة وأعلن المحافظ أثناء جولته في نجع الشيخ سعيد التي شهدت احتراق 20 منزلا أن أسباب الحرائق ترجع بالدرجة الاولي الي عدة أسباب منها تطاير الشرر من الافران البلدي والمواقد البلدية 'الكانون' مع تراكم وتكدس المخلفات الزراعية فوق أسطح المنازل وليس هناك أساس من الصحة لما ردده الاهالي من سقوط أجسام غريبة من السماء كالشهب والكتل اللهيبة فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ونتوقع من السماء كل خير ولا ننتظر منها أي شر ولابد أن نفكر بعقولنا في مثل هذه الامور ولا نعطي فرصة للشائعات والمغرضين أن ينالوا من أمننا واستقرار مجتمعنا الريفي البسيط.
وأضاف المحافظ أن عدد البيوت التي احترقت بلغت 172 منزلا تضم 186 أسرة و 516 فردا وأسفرت الحرائق عن مصرع طفلين شقيقين هما رفيع حافظ عبدالعال 6 سنوات وشقيقته هدي 4 سنوات وأصيب 6 آخرون باصابات مختلفة وقامت مديرية الشئون الاجتماعية بسوهاج بصرف قيمة التعويضات لجميع المضارين وقد أمرت بدفع قيمة الاعاشة من 25 جنيها الي 100 جنيه في اليوم الواحد كما كلفت مديرية الاشغال العامة والري باطلاق المياه في جميع المصارف والترع لمواجهة الحرائق لا قدر الله لو وقعت مستقبلا.
كما أشاد المحافظ بدور رجال الشرطة وقوات الاطفال والدفاع المدني وسرعتهم في الانتقال واخماد النيران كما اشاد المحافظ بالاهالي الذين استجابوا علي الفور لازالة المخلفات الزراعية من بيوتهم والتخلص منها فورا لانها سبب الحرائق بصورة عامة وطالب المحافظ من الاهالي البحث عن أراضي فضاء لتشوين هذه المخلفات بدلا من القائها علي جانبي الطرق مما يعوق حركة المرور فيها وتكثيف برامج التوعية في كل المساجد والكنائس حتي لا تكون هناك فرصة للاهمال في تشوين المخلفات الزراعية التي تعتبرها قنابل موقوتة في البيوت.
وقال المحافظ: لقد اسعدني تفهم الاهالي لهذه الظاهرة وابتعدوا تماما عن الشائعات التي ترددت علي ألسنة الكثيرين وراحت بعض الصحف تؤكدها مما اعطي انطباعا للرأي العام انها حقائق تحتاج لتحرك علي مستوي عال ولكن الواقع كان غير ذلك تماما فالظاهرة ابسط مما يتصور البعض ولم تخرج من كونها حرائق عادية لها أسبابها الواضحة وقام المحافظ بزيارة بعض الاسر المتضررة وزار قرية المعيسرة والعمارنة والشيخ سعيد وفي المعيسرة حرص المحافظ البلتاجي علي تقديم واجب العزاء للام فوزية عبدالعزيز محمد التي فقدت طفليها رفيع وهدي في الحريق الذي تسبب في انهيار منزلها أيضا وعندما علم المحافظ منها ان طفليها وحيدين لها ربت علي كتفها وراح في لمسة انسانية يخفف عنها أحزانها ووعدها بالمساهمة في بناء بيتها ومساعدتها في زيادة قيمة التعويض ومدها ببعض المواد الغذائية والاثاث وهنا انخرطت السيدة المكلومة في البكاء.
كما أكد اللواء حمدي الجزار مدير أمن سوهاج أن الحرائق تكاد تكون اختفت تماما من مركز البلينا وان كانت السجلات قد سجلت بلاغات عشرة في قري مراكز أخري لا يوجد فيها مركز البلينا ورغم ذلك فالاستعدادات علي أهبها واجهزة الامن في حالة طواريء لمواجهة اية حرائق قد تحدث في اية لحظة.
وأضاف مدير أمن سوهاج انه تم عقد اجتماع موسع بنادي ضباط الشرطة بسوهاج حضره جميع عمد ومشايخ المحافظة وذلك لحث المواطنين علي ازالة المخلفات الزراعية وتوعيتهم التوعية اللازمة وعدم انسياقهم وراء الخرافات والخزعبلات والشائعات المغرضة فالحقائق واضحة لالبس فيها وجميع الحرائق سببها معروف لدي الجميع وقال مرعي السيد حسين رئيس مركز البلينا ان زيارة المحافظ للاسر المضارة أعاد الهدوء والطمأنينة لدي نفوس الاهالي بعد أن سيطرت حالة من الرعب والقلق جميع قري مركزالبلينا.
وأشاد رئيس المدينة بجهود رجال الشرطة ودورهم الكبير في انحسار الظاهرة وتقليل قيمة الخسائر .

المـــصــــــدر