You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
20-04-2015 10:47
ahmeddodo


Joined: 07-10-2014
Posts: 2,360
Country: Egypt
Male ahmeddodo is Offline now
لا تُزكّوا أنفسَكم

لا تُزكّوا أنفسَكم


 




عندما ينزل بنا بلاءٌ، أو تحلُّ بنا مصيبة، نسارع في الحكم على أن هذا ابتلاء يريد الله أن يرفع لنا به الدرجات، وأما أن نتهم أنفسنا ونرى أن هذا البلاء قد يكون عقوبةً من الله على ذنوبنا أو تقصيرنا، وأن الله يريد تأديبنا بهذه المصائب على معاصينا، فهذا آخر ما نفكر فيه.

لست أدري من أين أتتنا هذه التزكية وهذا اليقين من كرامتنا على الله وحبه لنا أو رضاه عنا حتى نظن استحقاق الرفعة في الدرجات في كل ما يصيبنا؟! فيكفي أننا أضعنا الأقصى، وأسلمنا الأسرى، ونسينا الثكلى، وظلمنا الأيامى، وأكلنا أموال اليتامى، لتنزل علينا صواعق من السماء لتحرقنا، ولكن رحمة الله وحكمته.

يقول الله عز وجل: ﴿وَمَاۤ أَصَٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:30]: «وما أصابكم ـ أيها الناس ـ من مصيبة في دينكم ودنياكم فبما كسبتم من الذنوب والآثام، ويعفو لكم ربكم عن كثير من السيئات، فلا يؤاخذكم بها». ويقول سبحانه: ﴿وَمَاۤ أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾ [النساء:79]، قال المفسرون: «أي بذنبك».

كان إبراهيم بن أدهم ـ إذا رأى اشتداد الريح وتقلب السماء ـ يقول: هذا بسبب ذنوبي، لو خرجت من بينكم ما أصابكم.

كنتُ قد تعرّفتُ في ما مضى على امرأة، كنت كلما التقيتها أراها لا تفتأ تزكي نفسها، إما مباشرة أو تعريضاً، دائماً تشعر أنها محسودة، ولست أدري على ماذا يحسدها الناس؟! فهي ـ كما رأيت ـ ليس فيها أو عندها ما يثير الحسد.

كانت كلما نزل بها كرب تظن أنه ابتلاء من الله لمنزلتها عنده، وأما أن تخطئ مرة وتظن أنه بسبب ذنوبها، فهذا ما لم يحدث على الإطلاق خلال تعاملي معها، وما أنكد أن تتعامل مع شخصية كهذه.

بعض الأشخاص ـ وما أكثرهم ـ من خلال محاوراته أو تحليلاته لآراء ومواقف غيره، لسان حاله يقول: رأيي أو تحليلي صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي وتحليل غيري خطأ لا يحتمل الصواب. تجده ينتقد هذا ويجرح في ذاك، أو يشكك في صحة مواقفه وآرائه، ثم يقول لك: ما أبقى لي الحق صاحباً! ولست أدري من أدراه أنه على الحق؟ فربما يكون خصمه المحق، وقد يكون هو المخطئ وخصمه المصيب، ومَن المعصوم منا؟ فكلنا يخطئ ويصيب، فلماذا هذه التزكية وهذا الترفع عن الناس؟



فَلا تَحْقِرَنَّ خَلْقًا مِنَ النَّاسِ عَلَّهُ *** وَليُّ إِلَهِ الْعَالَمينَ وَمَا تَدْرِي
فَذُو الْقَدْرِ عِنْدَ اللهِ خَافٍ عَنِ الْوَرَى *** كَمَا خَفِيَتْ عَنْ عِلْمِهِمْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ



أحياناً وفي خضم الانتصارات قد نعزوا النصر لأنفسنا أو لقوتنا، وننسى أن النصر من عند الله، مع أن هذا موضع تواضع لا تزكية، واعتراف بفضل الله وتوفيقه، لا عُجْب أو غرور.

لمّا فتح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مكة، دخلها مطأطأ الرأس حتى تكاد تلمس لحيته ظهر رحله؛ متواضعاً لله شاكراً له على نصره.

وفي فتح بيت المقدس، تجلى تواضع عمر ـ رضي الله عنه ـ حين دخلها يمشي بثوبه المرقع، وغلامه راكباً.

وعندما حرر صلاح الدين بيت المقدس، كان أول شيء فعله عندما دخل أن سجد هو وجيش المسلمين لله شكراً على ما يسره على أيديهم.


صيد الفوائد

The following 2 users say thank you to ahmeddodo for this useful post:
,

Post: #2
20-04-2015 21:07
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- comanda is Offline now Disabled
لا تُزكّوا أنفسَكم
:thankyou:
The following user says thank you to Guest for this useful post:

Post: #3
24-04-2015 08:28
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- abd2008 is Offline now Disabled
لا تُزكّوا أنفسَكم
:thankyou:

Post: #4
06-06-2015 03:34
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- Th3MoHanD is Offline now Disabled
لا تُزكّوا أنفسَكم
:thankyou:

Post: #5
28-06-2015 01:32
bouziane75


Joined: 30-10-2014
Posts: 126
Country: Algeria
Male bouziane75 is Offline now
لا تُزكّوا أنفسَكم
:thankyou:



Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: