القيادة وفق توجيهات الإسلام
محمود زياد مشكلة القيادة عمومًا قديمة قِدم المجتمع البشري نفسه، وتمتدّ جذورُها إلى الوقت الذي بدأ فيه التَّفاعُل الاجتماعي، وتوْزيع العلم بين الأفراد والجماعات وأنصارهم، في تنظيمات ونظُم اجتماعيَّة متعدّدة، ومن الحكْمة الإلهيَّة أنَّ الأفراد في أيَّة جماعة عادةً ما ينقسمون إلى فئَتين: فئة مسيْطِرة تصلح للقيادة والتَّوجيه، وفئة تابعة يكون منهم التَّابعون وأعضاء الجماعة الَّذين لا تستطيع الجماعة أن تَحيا أو تتقدَّم أو تحقِّق أهدافها بدونهم.
وتستطيع القيادة أن تفعل المعجزات، وأن تحقِّق الكثير من النَّفع في أشقِّ الظُّروف وأحلك السَّاعات، إنَّها تستطيع أن تحقِّق الوحدة والتَّماسُك وغزارة الإنتاج، كما أنَّها تعبِّئ الجهود وتجنِّد الصفوف وتبثُّ روح العزم والرَّغبة في العمل وسط العاملين معها.
على أنَّ المشكلة ليستْ في قدمها ولكن في تطوُّر مفهومها، فهي تتطوَّر بتطوُّر العصور، وما أحبُّ أن أشير إليه هو أنَّها – أي: القيادة - لا بدَّ أن يكون مفهومُها مشتقًّا من الجماعة مسايرة لتطوُّرات العصر؛ فما يصلح لعصر معيَّن من سمات معيَّنة لا يصلح لغيره، وما يصلح لمجتمع لا يصلح لمجتمع آخر؛ ولذلك يجب أن نشير إلى أنَّ كلمة "قيادة" هي مفهوم قد تطوَّر تطوُّرًا كبيرًا خلال نصف القرن الأخير، فقد حلَّت كلمة "قيادة" محلَّ اللَّفظ القديم "رئاسة"، وهذا التَّطوُّر الَّذي أصاب اللَّفظ مظهرٌ من مظاهر التطوُّر للعقل البشري واتجاهات النَّفس البشريَّة؛ لأنَّ زمانَنا يؤمن بالقيادات التي تعمل لصالح البشريَّة، فالفكرة عن القيادة أنَّها تعمل دائمًا للجانب الإنساني وتحقّق الإنتاج، وقيادة تستند في قراراتِها إلى الأسلوب العلمي الذي يساير أحدث ما في العصر.
وفي هذا المقال نعرض للآتي:
1- العوامل التي أدَّت إلى تغير مفهوم القيادة في العصر الحالي والسّمات الخاصة بهذا المفهوم.
2- أنواع القيادات، وتشمل المفاهيم الآتية:
أ- معنى القيادة الغائبة كمفهوم عصْري، وما العوامل المؤثرة في وجودها؟
ب- القيادة الديمقراطيَّة.
ج- القيادة الأوتوقراطية.
د- القيادة الفوضويَّة.
3- توجيهات الإسلام ومفكّريه في موضوع القيادة.
العوامل الَّتي أدَّت إلى تغير مفهوم القيادة في عصرنا الحالي:
1- التطوُّرات التكنولوجيَّة الهائلة في هذا العصر:
يتميَّز هذا العصر بتطوُّرات علميَّة هائلة، واختراعات بلغت شأنًا كبيرًا، حتَّى أصبحْنا نلمَس أثرَها في حياتنا اليوميَّة، وقد سمعْنا عنها في كلِّ ما يُكْتَب حولها، وقد كان لهذا أثرُه في المجتمع من تغيُّر في تفكير كلِّ فرد وفي حياة كلّ مجتمع؛ وعلى هذا كان لا بدَّ من تغيُّر في مفهوم القيادة باعتِبارها إحدى الظَّواهر الأساسيَّة في المجتمع؛ وعلى ذلك فلم يعد مفهوم القائد أنَّه هو الذي وُهب القوَّة العضليَّة أو قدرات خارقة تفوق البشر، أو هو الملْهَم الَّذي أُوتى الإلهام دون عباد الله، بل هو الإنسانُ الَّذي أعطاه الله القُدرات العاديَّة للبشَر، ولكن يتميَّز بأنَّه شخص عرف هذه القُدُرات وفهِمَها فأخذ ينميها وفق تطوُّرات العصر.
فالقائد بدأ يفهم كيفيَّة استخدام التكنولوجيا في اتِّخاذ القرارات لصالح ولرفاهية مجتمعه وفي تقدمه؛ وعلى هذا فمتَّخذ القرارات لا بدَّ أن يستند إلى الأسلوب العلْمي المستند إلى التكنولوجيا الَّتي تزوِّده بالبيانات الكافية نحو أيَّة مشكلة.
2- ارتفاع مستوى التعليم:
إنَّ مستوى التَّعليم بدأ ينتشر بصورة مذهلة في المجتمع البشَري، وقد أدَّى ذلك إلى تأْثير في حياتهم ونظرتهم نحو الأمور والمفاهيم، ولا شكَّ أنَّ ذلك يمتدُّ إلى تصوُّراتهم عن القيادة، فالنَّاس في ظلِّ الجهل تقبل قيادة من نوع معيَّن، بعكس الأمَّة الَّتي تتميَّز بالتَّعليم فهي تتطلَّب نوعًا خاصًّا من القيادة الَّتي لها مواصفات خاصَّة.
3- ازدياد عدد السكان وتمدُّد المشكلات والأزمات:
العالم قد تزايد بصورة مذهلة في عدد السكَّان، وهذه حقيقة ملحوظة وملموسة، وقد ترتَّب على ذلك مشكِلات وأزمات تواجِهُها الدُّول دائمًا، والأزمات هي الَّتي تصنع الرِّجال، والزِّعامة هي التي تعمل على حلِّ المشكلات بقدرتِها على النَّفاذ لصميم المشكِلات، ببصيرة أعطاها الله للقائد، فيأخذ في البحث والفحْص للوصول إلى أيْسر الطُّرق، والمتتبِّع لهذه الحقيقة يرى أنَّ الزّعامة الحقَّة هي الَّتي كان المجتمع يُعاني أشدَّ وأقصى أنواع الذّلّ والهوان، ويواجه مشكلات كان يتصوَّر عدم القدرة على حلّها، ولكن القيادة جاءت لتحلّ هذه الأزمات.
ومن أهمّ السّمات الَّتي يجب توافُرها في القيادات كلّ في موقع عمله:
1- القائد الذي يتميَّز بقدرته على اتِّخاذ القرارات على أساس أسلوب علمي، وبقدرته على التَّفهُّم لمشكلات عصره والنَّفاذ إليها ببصيرته.
2- فنّ تنسيق جهود الآخرين بُغْية تحقيق هدف مشترك، ويلاحظ هنا أنَّ همَّ القائد ليس أداء العمل أو الوظيفة فحسب، بل هو القدرة على معاملة الأفراد أو العاملين حتَّى يتجاوبوا معه ويخدموا قيادته، ممَّا يمكن من إيجاد وخلْق علاقات طيِّبة يَسودها المحبَّة والاحتِرام والتَّقدير والثقة والإخلاص المتبادل مع مَن يقودهم.
3- التَّأثير على الآخرين من مواقف معيَّنة عن طريق عمليَّة الاتِّصال؛ وذلك لتنمية وترْبية الأفراد واكتِشاف قدراتِهم ومهاراتهم، وتوجيهها التَّوجيه السَّليم.
نَخلص ممَّا سبق أنَّ هذه السّمات ليس بالضَّرورة أن توجد في كلّ قائد، ولكن قد توجد فيه بنسب معينة ويتميَّز بخاصية منها عن الأخرى في القائد، ويعرف عن العصر الحالي أنَّه تخصّص التَّخصّص، وكذلك القيادة هي تخصّص يتدرَّب عليها الأفراد.
أنواع القيادة:
أوَّلاً: القيادة الغائبة:
من الأبحاث العلميَّة الجديدة في علم القيادة اكتُشف ما يسمَّى بالقيادة الغائبة، وهي تلك القيادة التي تتميَّز بأنَّه عند غيابها عن المجموعة فإنَّها تستمرّ في عملها وكأنَّ القائد موجود بينهم، لا يعلم أحد بغياب قائدِهم؛ لأنَّ العمل يسير وفقًا لتخطيط مشترك مسبق موزَّع بينهم، كل وفق قدراته ومهاراته، كلّ فرد مقتنع بعمله، كلّ فرد يحب عمله متفان فيه، كل فرد محب لرئاسته أو قائده، كلّ يعمل بإخلاص وتفانٍ وقد أنجز عمله بسرعة وإتقان في الوقت المحدَّد، هذه هي أهمّ سمات العلم في هذه الجماعة، وهنا نضع مواصفات معيَّنة لهذا القائد مستمدَّة من واقع التَّجريب العملي والمشاهدات الخاصَّة؛ حتَّى لا تكون مواصفات مجرَّدة ليس لها أساس في الواقع؛ وعلى هذا فما هي هذه المواصفات؟
1 - الذكاء العملي:
أي: الذكاء الذي يلمّ بالموضوع كلّه ولا يقتصر على جانب واحد منه، أو يهتم بالتفاصيل في لبّ الموضوع؛ فالقائد لا بدَّ من إلمامه إلمامًا ذكيًّا بالجوانب المتعدِّدة ذات الاتِّصال بعمله في المجتمع الَّذي يعيش فيه، ويتوقَّف ذكاء الشَّخص عادةً على قدرته على التَّخيّل، وتمتُّعه بالأفق الواسع والتَّفكير السَّليم.
2- القدرة على التعبير:
أي: كونه قادرًا على التَّعبير عمَّا يريد باللَّفظ أو الكتابة، وليس من المهم أن يكون فصيحًا، ولكنَّ الدّقَّة وحسن استعمال الألفاظ وعرْض المشاكل، والقدرة على كتابة تقرير دقيق مفهوم، كلها أمور لا بدَّ من توافُرها لنجاح القائد في عمله.
3- الحيوية:
وهي صفة ترتبط بالصّحَّة دائمًا وإن لم ترتبط بالسّنّ في كلّ الأحوال، وهي صفة ضروريَّة لدفْع عمليَّة الإنتاج إلى الأمام، وشحذ الهِمَم والحركة الدَّائمة بين الصفوف؛ فممَّا لا شكَّ فيه أنَّ القائد الذي يتمتَّع بقوَّة وحيويَّة يستطيع أن يبسط نفوذَه وتأثيرَه في الآخرين؛ وذلك لأنَّ العمل الَّذي يقوم به القائد يتطلَّب ساعات طويلة، والمشاكل التي تُواجهُه تَحتاج إلى صبرٍ وأناة وقوَّة احتمال.
4- الثِّقة بالنَّفس:
يجب أن يُشْعِر القائد مرْؤوسيه بالثِّقة في أنفُسهم، وبأهمّيَّة ما يقومون به من جهة، وأن يعمل على رفع رُوحهم المعنوية والقائد النَّاجح هو الذي يغلّب الحب على الكراهية، والأمل على اليأس، والإنشاء على التدمير، وأن يكون ذلك في إطار الشَّريعة والتزام حدودها.
5- إيمانه بالهدَف الَّذي يسعى إليه:
يَجب أن يكون القائد ملمًّا بالهدف مدركًا حدوده وأبعاده، قادرًا على إحاطة معاونيه والعاملين معه بدور المنشأة الَّتي تضمّهم، وتحديد الأهداف المرجوَّة منهم، وشرح ما غمض عليْهم؛ فوضوح الهدَف سبيلٌ إلى تكْتيل الجهود نحو إدْراكه ويبثّ فيهم روح الفريق، ويلاحظ أنَّ تحديد الهدف لا يقتصِر على أبعاده المادّيَّة فحسب، بل يجب أن يقرن بمضمونه المعنوي.
6- مهارة التصور والتخيل:
يركز الكثيرون من المهتمّين بالقيادة على هذه المهارة باعتِبارها ضروريَّة لكلّ قائد ناجح، فالقائد النَّاجح يجب أن يتمتَّع بمهارة عالية للتصوّر؛ فعندما يتَّخذ قرارًا لا يكتفي فقط أن يُخضع نفسه للحقائق الموضوعيَّة الحاضرة والمتاحة، ولكنَّه يجب أن ينطلِق بفكره ليتصوَّر ما يمكن أن يحدُث نتيجة اتِّخاذ القرارات.
7- مهارات فنية:
وهي الَّتي تتَّصل مباشرة بالمجال المهني الَّذي يعمل فيه؛ فالقائد مثلاً في مجال نشر الدَّعوة الإسلاميَّة لا بدَّ أن تتوافر فيه صفات مهنيَّة معيَّنة متَّصلة بهذا العمل، ويُمكن أن نحدِّدَها فيما يلي:
أ- إيمانه العميق بالدَّعوة الإسلامية، والرَّغبة الأكيدة في نشْرها مهما كانت الصعوبات التي أمامه.
ب- أن يكون ملمًّا بِحقائق الموقف المتَّصلة بأبعاد المجال، من خصائص العاملين معه، من فهم لكيفيَّة توزيع العمل، إلى قراءة التَّقارير الخاصَّة بكل مثال، إلى فهم لتبويب النَّشرة أو الجريدة أو المجلَّة التي يصدرها.
ج- أن يكون قادرًا على التَّطوير والتَّجديد؛ فالمجلَّة مثلاً تَحتاج إلى مسايرة ركب التطوُّر، وهذا يتطلَّب بلا شكٍّ قيادةً من ذلك النَّوع.
د- أن يكون قادرًا على فهم مهارات الاتِّصال ووسائله مع الآخرين في مختلف المجالات.
من العرض السَّابق يتبيَّن لنا أنَّ مفهوم القيادة الغائبة عندما يتحقَّق، فيكون ذلك هبة من الله يضعها فيمَن يشاء من عباده.
ثانيًا: القيادة الديمقراطية:
شاع الحديث عنها دائمًا، وهي تعتمد على الأخذ بمبدأ تفْويض السلطة، وإتاحة الفرصة لاكتساب الخبرات، وتدريبهم على مُمارسة القيادة، وتعتمد على المشاركة في أعْباء الإدارة، ولا تؤمن بالشَّريعة الربَّانية في ضبط حركة الحياة.
ثالثا: القيادة الأوتوقراطية:
وهي تعتمد على الاحتفِاظ بالسلطة الكاملة في يد القائد، في كلّ كبيرة وصغيرة، وعدم الثِّقة في قدرة العامِلِين على اتِّخاذ القرارات بمفردهم.
رابعًا: القيادة الفوضويَّة:
وهي تعتمد على أنَّ القائد لا سلطانَ له على العاملين معه، ولا يكون له دور فعلاً يترك الأمور على حسب الظروف، ولا يهتم بحلّ المشاكل، ويؤدِّي ذلك إلى الفوضى وعدم الإنتاج.
[وقد أوْلت] توجيهات الإسلام اهتمامًا كبيرًا بالقيادة، بل إنَّ الإسلام أخرج بتعاليمِه الحميدة قادةً كان لهم وزنُهم في التَّاريخ، استطاعوا أن يغيروا في معالم التاريخ ويحققوا المُثُل والقيم والرَّخاء للبشر، فكانوا حقًّا قادة أشادت بهم الأمم، وشيَّدوا أعظم بناء للحضارة في العالم أجمع.
وحتميَّة القيادة كضرورة اجتماعيَّة تظهر فيما روي عن الرَّسول الأمين، من قولِه: ((لا يحلّ لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلاَّ أمَّروا عليهم أحدهم))، كما روى قوله - عليْه الصَّلاة والسَّلام -: ((إذا خرج ثلاثة في سفرٍ فليؤمِّروا عليهِم أحدَهم)).
فالقيادة - كما هو واضح ممَّا تقدَّم - يفرضها الإسلام لتماسُك الجماعة واستِمرارها محقّقة لأهدافها في إشباع الحاجات الاجتماعيَّة والفرديَّة.
ويتمثَّل هذا أيضًا في قوله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: 159].
وقوله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59].
وقد حدَّد لنا بعض الكتَّاب العرب ومفكّريهم المسلمين خصائصَ خاصَّة بالقادة والقيادة، نخصّ بالذِّكْر منهم ابنَ خلدون، فيقول:
يشترط في القائد ما يلي:
1- العلم: الَّذي يخدم العمل الدعوي، ويعمل كلّ قائد على الأخْذ بأسلوب العلم، ولعلَّ هذا الاتِّجاه يُساير مفاهيم العصْر الَّذي نعيش فيه، من أخذ القائد بسمات التكنولوجيا في اتِّخاذ القرارات.
2- العدْل: الَّذي يقضي على أسباب الحقْد الاجتِماعي، ويهدم حواجز الشُّعور الطبقي والعدْل في توزيع الإنتاج والخدمات إلى الجماهير.
3- الكفاية: التي تَحول دون الانحراف والكفاية الفنّيَّة عن طريق التَّدريب والكفاية للعمل الجيّد المتقن.
4- سلامة الحواسّ والأعضاء من العجز والمرَض، أو ما يؤثّر على سلامة عقل القائد حتَّى يكون ناجحًا.
وعلى هذا نحدّد أهمَّ واجبات القيادة في ظلّ توجيهات الإسلام:
1- الشّورى: وهو نظام إلْزامي للأفراد بمقتضى قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159]، وقوله تعالى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، وقول رسولِه الكريم: ((استعينوا على أمورِكم بالمشاورة)).
2- الإخاء والمساواة: من مهمَّة القائد الإخاء والمساواة، في قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10]، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]، ويقول رسوله الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((النَّاس سواسية كأسنان المشط))، ثمَّ قول الرَّسول في خطبة الوداع: ((يا أيُّها النَّاس، إنَّ ربَّكم واحد، وإنَّ أباكم واحد؛ كلّكم لآدم وآدم من تراب، ليس لعربي على عجمي فضلٌ إلاَّ بالتَّقوى)).
3- الاهتِمام بالعلاقات الإنسانيَّة داخل الجماعة، ويستلزم ذلك أن يهتمَّ القائد بالعطف والاهتِمام بالعمل الجماعي، عن طريق تحقيق صالح الجماعة والرِّعاية لها، ويقول الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((كلّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيَّته)).
4- الاهتمام بالجانب الأخلاقي للجماعة، ويتطلَّب ذلك أن يرعى شؤون الجماعة من النَّاحية الأخلاقيَّة، فإذا وجد اعوجاجًا أخلاقيًّا هذَّبه بحكمته وحزمه، وكذلك تزويد جماعته بالنَّصائح بالحسنى، وإسداء النَّصيحة.
5- تحمّل المسؤوليَّة في القرارات التي تتَّخذ، وهذه هي صفة القيادة في أسمى صورِها، وقد مرَّ قول النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الشَّريف: ((كلُّكم راعٍ وكلُّ راع مسؤول عن رعيَّته)).
الألوكة.......................