۞ قال الله ﷻ :
{ فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
✍🏻 قال الإمام الألباني رحمه الله تعالىٰ :
جاء تفسير هذه الكلمات عن ترجمان القرآن ابن عباس - رضي الله عنهما -.. ما أخرج الحاكم " ٣/٥٤٥ " عنه : { فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ } قال : أي رب ! ألم تخلقني بيدك ؟ قال : بلىٰ، قال : ألم تنفخ فيَّ من روحك ؟ قال : بلىٰ، قال : أي رب ! ألم تسكنّي جنتك ؟ قال : بلىٰ، قال : ألم تسبق رحمتك غضبك ؟ قال : بلىٰ، قال : أرأيت إن تبتُ وأصلحت، أراجعي أنت إلىٰ الجنة ؟ قال : بلىٰ، قال : فهو قوله : { فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ } .
وقال الحاكم : "صحيح الإسناد " ووافقه الذهبي، وهو كما قالا .
قلت : وقول ابن عباس هذا في حكم المرفوع من وجهين :
الأول : أنه أمر غيبي لا يقال من مجرد الرأي .
الثاني : أنه ورد في تفسير الآية، وما كان كذلك فهو في حكم المرفوع كما تقرر في محله، ولا سيما إذا كان من قول إمام المفسرين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الذي دعا له رسول الله صلىٰ الله عليه وسلم بقوله : " اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل " .
وقد قيل في تفسير هذه الكلمات : إنها ما في الآية الاخرىٰ { قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } .
وبهذا جزم السيد رشيد رضا في " تفسيره " " ١/٢٧٩ " .
لكن أشار ابن كثير " ١/٨١ " إلىٰ تضعيفه، ولا منافاة عندي بين القولين، بل أحدهم يتمم الآخر، فحديث ابن عباس لم يتعرض لبيان ما قاله آدم عليه السلام بعد أن تلقىٰ من ربه تلك الكلمات وهذا القول يبين ذلك، فلا منافاة والحمد لله .
التوسل أنواعه وأحكامه (١١٤/١