لماذا ... التنصل من المسؤولية
[b]بقلم/ فريدة العبيدلي :[/b]
[b]صفة التنصل من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين أصبحت صفة سائدة لدى الكثيرين في مجتمعنا ، ونلمس ذلك بوضوح على مستوى أفراد الأسرة الواحدة أو على مستوى العائلة الكبيرة وبدأت ملامحها تنتقل تدريجيا لتشمل مختلف قطاعات العمل في الدولة ومختلف الوظائف بدءًا من تصريحات وردود أفعال كبار المسؤولين وانتهاء بمبررات أصغر الموظفين حتى باتت المسؤولية شماعة يعلق عليها كل مقصر أومتهاون أو لامبال نتائج عمله.[/b]
[b]الأب يلقي باللوم على الأم عند حدوث أي تقصير في نطاق الأسرة وبالذات ما يتعلق منه بالأبناء ، رسوبهم ، مرضهم ، سوء سلوكياتهم ، انحرافاتهم ، تقصيرهم في المدرسة ، إهمالهم وفصلهم منها, سوء الصرف المالي ، مشاكل الخدم والسائقين ، ولا تقل عنه الأم شأناً في هذا المضمار علماً بأن المسؤولية في التنشئة الأسرية بينهما مشتركة ولا توجد أي حجة للتنصل من هذه المسؤولية التي فرضتها عليهما حياتهما كزوجين ووالدين ، وتكتظ ملفات المدارس والمؤسسات الاجتماعية والمستشفيات وشرطة الأحداث والمراكز الأمنية وسجلات النيابة والمحاكم ومكاتب المحامين بالكثير من هذه القضايا التي يشغل التنصل من المسؤولية جزءاً كبيرا منها .[/b]
[b]وفي واقع الحياة العملية أصبحت مثل هذه القيم السلبية سلوكيات سائدة تمارس وتطغى على معظم قيم العمل والانتاجية وباتت الاتهامات وإلقاء اللوم والتنصل من المسؤولية يخرج عن نطاق الدائرة الواحدة أو الوزارة ليمس وزارات ومؤسسات أخرى .[/b]
[b]ونلمس ذلك من خلال تصريحات المسؤولين أو تبرير العاملين أو مشاكل المراجعين أو معاناة المواطنين او شكاوى برنامج وطني الحبيب صباح الخير كل يلقي باللوم على الآخر.
قضية تخطيط الشوارع والمباني الحكومية والخاصة.[/b]
[b]مدن حديثة أبراج شاهقة مواقف وخدمات عامة قليلة ،شوارع مزدحمة يشكو مستخدموها من الأشغال المستمرة والحفر والمطبات ، مستشفيات معدودة ضاقت بمرضاها لا تتناسب والزيادة السكانية المطردة وبالأخطاء الطبية التي تضيع أسبابها بين دهاليز التنصل من المسؤولية , أسواق تنقصها السعة والتنظيم والنظافة , كورنيش جميل يسر الناظرين يندر مثيله في كثير من دول العالم يفتقر لكثير من الخدمات العامة .[/b]
[b]وعند السؤال أو الاستفسار عن السبب يأتي الرد مقتضباً :
المهندس أجنبي وتختلف حساباته عن الواقع المطلوب ، الميزانية قليلة ، التكلفة عالية ، العمالة سيئة ، الوقت ضيق ، قصور النظرة المستقبلية .
ألا يرأس هذا المهندس مسؤول أدرى بالمطلوب من واقع مسؤولياته الادارية والمهنية ،من المسؤول عن المشروع ؟ وعن تحديد الميزانية ؟ وجلب العمالة غير المدربة ؟.[/b]
[b]التنصل من المسؤولية يضيع الحقوق والواجبات ويفرز العشوائية والضبابية ويعرقل الإنجازات ويؤخر مسيرة التنمية المنشودة
لو كل فرد في هذا المجتمع على اختلاف دوره ومهامه أدرك
مسؤولياته واستوعب حقوقه وواجباته وحدود صلاحياته و قام بدوره مراعياً المصلحة العامة واعترف بالخطأ عند حدوثه لما اضطر أحد أن يتنصل من المسؤولية[/b]
[b][/b]