اللبن
يُعدّ اللبن أحد منتجات الحليب، حيث يُصنع من خلال بسترة الحليب، ثمّ تخميره بإضافة بكتيريا بادئات التخمُّر (بالإنجليزيّة: Bacteria cultures)، وبعد ذلك يُوضع على درجات حرارةٍ مناسبةٍ لتشجيع نموّ البكتيريا؛ حيث تبدأ هذه البكتيريا بتخمير سكر الحليب المُسمّى باللاكتوز لتُنتج حمض اللاكتيك (بالإنجليزيّة: Lactic acid)؛ وهو المسؤول عن الطعم المميّز للبن، كما أنّه غذاءٌ مفيدٌ للصحة، ويساعد على تعزيز صحة بكتيريا الأمعاء، ولكن يمكن لطرق التصنيع وإضافة المواد له أن تجعله غير صحيّ.
أضرار اللبن
يُعدّ تناول اللبن آمناً على الصحة لمعظم الأشخاص البالغين، لكن هناك بعض الحالات التي قد يُسبّب فيها بعض الآثار الجانبية؛ مثل الإسهال، والطفح الجلدي، واضطرابات المعدة، كما يمكن أن يُصاب البعض بالمرض نتيجة تناول لبن مُلوَّث بالبكتيريا المُسبّبة للأمراض، ولذلك يُنصح باختيار اللبن المُصنَّع والمُخزَّن بطريقة سليمة، وبالإضافة إلى ذلك فإنّ تناول اللبن الزبادي قد يرتبط بعدد من الآثار الجانبية الأخرى في بعض الحالات، ومن هذه الآثار ما يأتي:
عدم تحمُّل اللاكتوز: إذ يحتوي اللبن على كميات أقلّ من اللاكتوز مُقارنةً بالحليب؛ حيث تتحلّل كميةٌ من اللاكتوز إلى جلوكوز وجلاكتوز خلال عمليّة تصنيعه، ولذلك يمكن أن يتحمّله الأشخاص الذين يُعانون من عدم تحمّل اللاكتوز، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للبروبيوتيك أن تساعدهم على هضم اللاكتوز.
حساسية الحليب: حيث تُعدّ حساسية الحليب نادرة الحصول، ولكنّها تصيب عادةً الأطفال أكثر من البالغين، وتنتج عن بروتين مصل اللبن والكازين الموجودين في الحليب ومنتجاته، ولذلك يُنصح المُصابون بهذه الحساسية بتجنُّب تناول اللبن.
السكر المُضاف: إذ تحتوي العديد من أنواع اللبن قليل الدسم على كميات عالية من السكر المُضاف، وقد ارتبط استهلاك كميات كبيرة من هذا السكر بالعديد من المخاطر الصحية؛ مثل أمراض القلب، ومرض السكّري من النوع الثاني، ولذلك يُنصح بقراءة المُلصق الغذائي الموجود على اللبن، وتجنُّب شراء الأنواع التي تحتوي على السكر مثل السكروز، أو شراب الذرة عالي الفركتوز.
ضعف جهاز المناعة: حيث يوجد مخاوف من أنّ البكتيريا الموجودة في اللبن يمكن أن تتكاثر بشكلٍ خارجٍ عن السيطرة، ممّا يُسبّب المرض للأشخاص الذين يُعانون من ضعفٍ في جهاز المناعة؛ مثل الأشخاص المُصابين بالإيدز، أو الذين خضعوا لزراعة الأعضاء؛ حيث سبّبت البكتيريا العصية اللبنية (بالإنجليزيّة: Lactobacillus) في حالات نادرة المرض لهؤلاء الأشخاص، ولذلك يُنصح المُصابون بضعف المناعة بتجنُّب تناول اللبن المحتوي على البكتيريا الحية بكميات كبيرة ولفترات طويلة دون استشارة الطبيب.
فوائد اللبن
يُقدّم اللبن العادي غير المُحلّى العديد من الفوائد الصحية لجسم الإنسان، وفيما يأتي أهمّ فوائده المدعّمة بالأدلّة العلمية:
غنيّ بالبروتين: حيث يحتوي اللبن على كميات عالية من البروتين، والذي ظهر أنّه يُعزّز عملية الأيض من خلال زيادة صرف الطاقة؛ أي زيادة عدد السعرات الحرارية التي تُحرق خلال اليوم، كما يُعدّ البروتين مهمّاً لضبط الشهية؛ حيث إنّه يزيد من هرمونات الشبع، وبالتالي فإنّه يمكن أن يُقلّل عدد السعرات الحرارية المُتناولة، ممّا يساهم في السيطرة على الوزن، ومن الجدير بالذكر أنّ اللبن اليوناني يحتوي على كميات من البروتين أكبر من تلك الموجودة في اللبن العادي.
تعزيز صحة الجهاز الهضمي: حيث تحتوي بعض أنواع اللبن على البكتيريا الحيّة أو البروبيوتيك المفيدة لصحّة الجهاز الهضمي، لكنّ المعالجة الحرارية أو ما يُسمّى ببسترة اللبن قد تقتل البكتيريا النافعة فيه، ولذلك يُنصح بقراءة الملصق الغذائي، واختيار الأنواع التي تحتوي على هذه البكتيريا، ومن الجدير بالذكر أنّ بعض أنواع البروبيوتيك؛ مثل البيفيدوباكتيريا (بالإنجليزيّة: Bifidobacteria)، والبكتيريا العصية اللبنية تساعد على تقليل الأعراض المُرافقة لمتلازمة القولون المُتهيّج؛ مثل الانتفاخ، وتكرار التبرز، ومن جهةٍ أخرى فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ اللبن الذي يحتوي على البيفيدوباكتيريا قد حسّن الأعراض الهضمية، ونوعيّة الحياة عند النساء، كما وجدت دراسة أخرى بأنّ البروبيوتيك يمكن أن تمنع الإصابة بالإسهال المُرتبط بالمضادات الحيويّة، والإمساك.
تعزيز جهاز المناعة: إذ يمكن لتناول الللبن بانتظام؛ وخاصةً الأنواع التي تحتوي على البروبيوتيك؛ أن يُقوّي المناعة، ويُقلّل من خطر الإصابة بالأمراض، حيث وُجِدَ أنّ البروبيوتيك تُقلّل من الالتهابات التي ترتبط بالعديد من الحالات المرضيّة، كما تُشير بعض الأبحاث إلى أنّها يمكن أن تُقلّل من الإصابة بالرشح، ومدّته، وحدّته، وتعود فائدة تعزيز المناعة بشكل جُزئي إلى المغنيسيوم، والزنك، والسيلينيوم التي تلعب دوراً مهمّاً في صحة جهاز المناعة، كما يمكن لأنواع اللبن المُدعّمة بفيتامين د أن تساهم في تعزيز المناعة أيضاً.
إمكانية تقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام: حيث يحتوي اللبن على الكالسيوم، والبوتاسيوم، والبروتين، والفسفور، وفيتامين د؛ وهي عناصر مهمّة للمحافظة على صحة العظام، وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام؛ وهي حالة ضعف العظام التي تُصيب كبار السن، حيث تكون كثافة العظم منخفضة لديهم، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالكسور.
تعزيز صحة القلب: حيث أشارت بعض الدراسات إلى أنّ الدهون المُشبعة الموجودة في اللبن كامل الدسم يمكن أن تزيد من مستويات الكوليسترول النافع، ممّا قد يساهم في المحافظة على صحة القلب، كما تبيّن في دراسات أخرى أنّ تناول اللبن يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، بالإضافة إلى ذلك فقد وُجِد أنّ منتجات الألبان تساعد على تقليل ضغط الدم؛ والذي يُعدّ من عوامل الخطر الرئيسة المؤدّية إلى أمراض القلب، لكنّ هذا التأثير ظهر بشكل أكبر عند الأشخاص الذين يُعانون من الأساس من ارتفاع ضغط الدم.
المحافظة على الوزن: حيث يمتاز اللبن باحتوائه على البروتين الذي يساعد بالتعاون مع الكالسيوم على زيادة هرمونات تقليل الشهيّة، كما وجدت الدراسات أنّ تناول اللبن مرتبطٌ بتقليل الوزن، ونسبة الدهون في الجسم، ومحيط الخصر، وأشارت دراسة أخرى إلى أنّ الأشخاص الذين يتناولون هذا الغذاء يميلون لأن يكون غذاؤهم أفضل من غيرهم؛ وقد يعود سبب ذلك لاحتوائه على كميات أعلى من العناصر الغذائية، مع عدد منخفض من السعرات الحرارية.
القيمة الغذائية للبن
يوضّح الجدول الآتي العناصر الغذائية المتوفرة في 100 غرام من اللبن كامل الدسم:
العنصر الغذائي الكمية الغذائية
الماء 87.90 غراماً
السعرات الحرارية 61 سعرة حرارية
البروتين 3.47 غرامات
الدهون 3.25 غرامات
الدهون المُشبعة 2.096 غرام
الكربوهيدرات 4.66 غرامات
السكّريات 4.66 غرامات
البوتاسيوم 155 مليغراماً
الكالسيوم 121 مليغراماً
الصوديوم 46 مليغراماً
فيتامين أ 99 وحدة دولية