يعد نزيف الأنف من الأمور شائعة الحدوث، فهو يحدث مرة واحدة على الأقل لأي إنسان. ولحسن الحظ فإن السبب وراء حدوث ذلك النزف الأنفي غالبا ما يكون بسيطا وغير خطير.
ويشيع حدوث نزيف الأنف أثناء الليل خاصة لدى الأطفال، وفي الغالب يرجع السبب وراء النزيف إلى الهواء الجاف، والذي يتسبب في جفاف الطبقة المبطنة للأنف، مما يتركها في حالة تشقق وعرضة للنزف.
[b]
[/b]
* أنواع نزيف الأنف
1- نزيف الأنف الأمامي
إن النسيج المبطن للأنف من الداخل يتكون من غشاء رطب رقيق يضم عددا كبيراً من الأوعية الدموية القريبة من السطح؛ مما يجعلها عرضة للنزيف الدموي حال حدوث أي إصابة بسيطة لهذا النسيج، وفي تلك الحالة يصبح النزيف الأنفي أماميا، وهو النوع الأكثر شيوعا والأقل خطورة في أغلب الأحوال، حيث يحدث النزيف بالجزء الأمامي من الأنف، وغالبا ما يحدث بالحاجز الأنفي الذي يفصل بين فتحتي الأنف.
2- نزيف الأنف الخلفي
في أحيان أخرى أكثر ندرة وخطورة يحدث النزيف بنهاية الممر الأنفي بالقرب من الحلق، فيما يعرف بنزيف الأنف الخلفي، وفي تلك الحالة يكون النزف بأحد الشرايين الأكبر بالأنف، وقد يتدفق الدم عبر فتحتي الأنف أو إلى الخلف في اتجاه الحلق.
غالبا ما يحدث نزيف الأنف الخلفي لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مرض نزفي، وهو نادر الحدوث بالأطفال.
[b]
[/b]
* أسباب حدوث نزيف الأنف أثناء الليل
1- جفاف البيئة المحيطة
حيث يتسبب الهواء الجاف في تشقق الغشاء الرقيق المبطن للأنف من الداخل مما يؤدي إلى حدوث النزيف، ويشيع حدوث النزف الأنفي الليلي في أوقات تغيير الفصول، وفي الأوقات الباردة بسبب تشغيل المدفأة ليلا والتي تتسبب في جفاف الهواء.
2- البرد والتحسس
إن الإصابة بالبرد أو أحد الأمراض المعدية بالجزء العلوي من الجهاز التنفسي قد تؤدي إلى حدوث نزيف الأنف؛ حيث تتسبب تلك الأمراض في زيادة بإفراز المخاط وبالتالي كثرة التمخط والعطس، وكل هذا يؤدي إلى تهيج الأنف من الداخل مما يزيد من احتمالية حدوث نزيف بالأنف خاصة أثناء الليل حيث تزداد تلك الأعراض سوءا. الأمر ذاته يحدث خلال التعرض لمسببات الحساسية.
3- التعرض للكيماويات
إن التعرض للمواد الكيماوية واستنشاقها خلال العمل أو في الأماكن التي تتسم بتلوث الهواء قد يتسبب في نزف أنفي؛ حيث أن التعرض لتلك المواد الكيماوية قد يتسبب في تهيج أو حدوث ضرر بالنسيج الأنفي المبطن، مما يجعلها أكثر عرضة للنزيف. الأمر ذاته ينطبق على دخان السجائر أيضا.
4- الأدوية
تتداخل بعض الأدوية مع عملية تجلط الدم مثل:
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية كالأسبرين والإيبوبروفين.
- الأدوية الوصفية المضادة للتجلط أو مرققات الدم.
وفي حال استعمال أي من أنواع الأدوية تلك، تزداد فرص حدوث نزيف بالأنف.
- بالإضافة إلى هذا، فإن نزيف الأنف من الأعراض الجانبية لبعض بخاخات الأنف التي تحتوي على الستيرويد، لذا يجب استخدام تلك البخاخات بطريقة صحيحة وفقا للإرشادات لتقليل فرص حدوث نزف الأنف.
- كما قد تؤثر بعض المكملات الغذائية على نزيف الأنف عبر إطالة مدة حدوثه، خاصة تلك التي تحتوي على الجنسنج أو الثوم أو الزنجبيل أو الجينكوبيلوبا أو فيتامين (هـ).
[b]
[/b]
* علاج نزيف الأنف بالمنزل
1- ينصح بزفر الهواء عبر الأنف لطرد أية جلطات تكونت بداخل الأنف. الأمر الذي قد يزيد من النزف قليلا بصورة مؤقتة، لذا يتم تجنب تلك الخطوة في الأطفال.
2- يجب الجلوس مع إمالة الجسم قليلا للأمام. ويحذر الاستلقاء أو إمالة الرأس إلى الخلف لمنع رجوع الدم إلى الحلق، مما قد يتسبب في الاختناق أو القيء.
3- يتم إمساك الأنف من الجانبين بالقرب من القاعدة مع الضغط بحيث يتم غلق فتحتي الأنف. يتم تطبيق هذا الأمر لمدة 10 دقائق بالنسبة للكبار ولمدة 5 دقائق بالنسبة للأطفال، مع مراعاة التنفس عبر الفم.
4- يمكن وضع كمادات الثلج على الحاجز الأنفي لإبطاء النزيف عبر تضييق الأوعية الدموية بفعل البرودة. وفي حال استمرار النزيف يتم الضغط على جانبي الأنف لإغلاقها مدة 30 دقيقة.
[b]
[/b]
* متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن غالبية حالات نزيف الأنف يمكن علاجها بسهولة وسرعة في المنزل، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستدعي طلب رعاية طبية واستشارة الطبيب مثل:
- استمرار النزيف وفقد كمية كبيرة من الدم.
- وجود صعوبة بالتنفس.
- حدوث شحوب وتعب شديد وفقدان بالانتباه.
- حدوث النزيف بأماكن أخرى بجانب الأنف.
- بعد إجراء جراحة بالأنف.
- وجود ورم سرطاني بالأنف.
- وجود إفرازات ذات روائح كريهة.
- حدوث النزيف الأنفي بشكل متكرر.
- استعمال أدوية معينة تزيد من سيولة الدم مثل الوارفارين، كلوبيدوجريل، دابيجاتران، ريفاروكسابان، فوندابارينكس، والأسبيرين.