Post: #1
|
||
ahmeddodo Joined: 07-10-2014 Posts: 2,360 Country: |
الجن والشياطين سلالة مَنْ؟
السؤال يقول الله - تعالى - وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة... ) الآية. فالإنس من بني آدم، ولكن الجن والشياطين مِنْ نسل مَنْ؟ وماذا قال أهل العلم في قوله - تعالى -: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء). فظاهر قول الملائكة أن الأرض كان يقطنها مخلوقون مفسدون، فمن هم؟ الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: فالذي يظهر والله أعلم أن إبليس هو أبو الجن وذلك هو ظاهر القرآن، ولا معارض له مقبول، فإن الله - سبحانه - قد أخبر في كتابه عن إبليس أنه اعترض على السجود بقوله: (خلقتني من نار وخلقته من طين) فهو يتحدث عن خلقه هو لا عن غيره من أب أو جد، فأول الجن خلقا هو إبليس وهو أبوهم (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو) كما أن أول الإنس خلقا هو آدم وهو أبوهم، وإبليس قد خلق قبل آدم (ولقد خلقنا الإنسان من صلصال من حمأ مسنون*والجان خلقناه من قبل من نار السموم). قال الحسن البصري - رحمه الله -: "ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط، وإنه لأصل الجن كما أن آدم أصل الإنس " . قال ابن كثير: "وهذا إسناد صحيح عن الحسن" (1/74) في تفسير قوله (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم). قال ابن القيم - رحمه الله -: واسأل أبا الجن اللعين أتعرف *** الخلاق أم أصبحت ذا نكران وقال ابن حجر في الفتح(6/369): "إبليس أبو الجن كلهم". وكل قول غير هذا فإنه معارض لظاهر القرآن، كما أن مستنده النقل عن بني إسرائيل، فمرة ينسب إلى حي من الملائكة، وأخرى إلى الجن ولكن اصطفى فكان بين الملائكة... إلى غير ذلك من الأقوال، والمسألة سمعية لا مجال للرأي فيها، ومثلها لا يستند فيه على الإسرائيليات، وتجدر الإشارة إلى أنها قد وردت مجموعة من الروايات عن المتقدمين في إبليس وكيفية نسبته إلى الجن، وتحديد مهمته، وذكر عبادته، وكيفية انتقاله، إلى السماء وتسميته، وغير ذلك، ومصدر ذلك -والله أعلم- الإسرائيليات. قال ابن كثير في تفسيره (3/87): "وقد روي في هذا آثار كثيرة عن السلف وغالبها من الإسرائيليات، التي تنقل لينظر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما قد يقطع بكذبه لمخالفته الحق الذي بأيدينا، وفي القرآن غنية عن كل ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وضع في هذا أشياء كثيرة ". وحينئذ فلا داعي للعدول عن ظاهر القرآن. وبهذا القول يزول الإشكال عن كيفية وجود إبليس بين الملائكة وهو ليس منهم، فالله قد خلقه وجعله بينهم، كما أنه خلق آدم وجعله في الجنة، ثم أنزل الجميع إلى الأرض جزاء وابتلاء، هذا بالنسبة لأبي الجن. وأما بالنسبة لأبي الشياطين فلا بد من مقدمة لبيان ذلك، فإن لفظ (شيطان) يطلق على إبليس، ويطلق على جنس من الجن وهم المردة من ذرية إبليس، ويطلق على المتمرد من الإنس على أوامر ربه. فأما إطلاقه على إبليس ففي مثل قوله - تعالى -: (فأزلهما الشيطان عنها) وقوله - تعالى -: (فوسوس لهما الشيطان) وقوله - تعالى -: (لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) وهذا غالب إطلاقه، فالشيطان علم في الغالب على إبليس. وأما إطلاقه على جنس من الجن ففي مثل قوله - تعالى -: (وما تنزلت به الشياطين) وقوله - تعالى -: (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين)، (والشياطين كل بناء وغواص)، (وجعلناها رجوما للشياطين) وهو ههنا وصف لهم. وأما إطلاقه على متمردي الإنس ففي مثل قوله - تعالى -: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الجن والإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) وهو هنا وصف لهم أيضا. وحينئذ فلا يمكن أن يقال: أبو الشياطين هو فلان، إذ منهم جن ومنهم بشر، إلا أن يكون الحكم أغلبيًّا، فيقال إبليس أبو الشياطين؛ لأن غالب الشياطين منهم، ولأنه مصدر شيطنتهم والله أعلم. س/ هل يدل قول الملائكة (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)؟ ج/ ليس في الآية دليل صريح على ذلك؛ إذ ربما عرفت الملائكة أن هذا الخليفة سيفسد في الأرض، ويسفك الدماء بوحي من الله إليها، كما نقل معناه ابن كثير عن الحسن البصري في تفسير الآية. وقد ورد في كتب التواريخ وبعض التفاسير: أنهم علموا ذلك بسبب أعمال من تقدم آدم من الجن الذين سكنوا الأرض، وسبق بيان شيء من ذلك آنفاً. والله أعلم. |
|
|
||
Post: #2
|
|
AlNajjar Eng.Mohamed Hosseini Al-Najjar Joined: 08-07-2012 Posts: 360 Country: |
الجن والشياطين سلالة مَنْ؟ شكرا على الموضوع
|
|
|
Bookmarks | ||||
|
|