You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
13-07-2016 12:18
ahmeddodo


Joined: 07-10-2014
Posts: 2,360
Country: Egypt
Male ahmeddodo is Offline now
في معنى قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «نُصرتُ بالرعب»

في معنى قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «نُصرتُ بالرعب»


السؤال:


في قولِه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»، هل هذه الفضيلةُ خاصّةٌ بالنّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم أم عامّةٌ لأمّتِه؟ وجزاكمُ اللهُ خيرًا.


الجواب:


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:


ففي الصّحيحين عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رضي اللهُ عنهما أنّ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم قال: «أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً»(١.


فظاهرُ هذا الخطابِ يفيد أنّ فضيلةَ النّصرةِ بالرّعبِ عامّةٌ في النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم، إذ كلّما توجّه صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم إلى عدوٍّ ملأ اللهُ قلوبَهم رعبًا شديدًا وخوفًا وهَلَعًا مِن مَقْدَمِه عليهم، كما تعمّ هذه الفضيلةُ سائرَ مَنِ اتّبع هديَه وسار على نهجِه بأنْ حقّق الإسلامَ وصحّح العقيدةَ وقام بالشّريعةِ، وسَلِمَتْ سريرتُه مِنَ الدَّغَلِ والدَّخَنِ، وسيرتُه مِنَ الاضطرابِ والاعوجاجِ، فإنّ الرّعبَ باقٍ في نفوسِ أعداءِ الإسلامِ، والملاحَظُ أنّه بالرَّغمِ مِنْ ضعفِ المسلمين في هذا الزّمانِ إلاّ أنّ الكفّارَ في جملتِهم مرعوبون منهم ومِن عودةِ الإسلامِ، لذلك يحدث منهم الهجومُ الشَّرِسُ على المسلمين بمختلفِ الوسائلِ قصْدَ إبعادِهم عن دينِهم بأيديهم وأيدي بني جلدتِنا، كلُّ ذلك خوفًا ورعبًا مِنَ التّمكينِ للإسلامِ فتتزلزلُ أقدامُهم، قال تعالى: ﴿سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: ١٥١].


قال الدّمشقيّ -رحمه الله-: «إنّ هذا العمومَ على ظاهرِه، لأنّه لا أحدَ يخالف دينَ الإسلامِ إلاّ في قلبِه ضربٌ مِنَ الرّعبِ، ولا يقتضي وقوعَ جميعِ أنواعِ الرّعبِ في قلوبِ الكافرين، إنّما يقتضي وقوع هذه الحقيقةِ في قلوبِهم مِن بعضِ الوجوهِ»(٢.


قلت: والظّاهرُ -أيضًا- أنّ الفضائلَ الواردةَ في الحديثِ كلَّها عامّةٌ فيه صلّى اللهُ عليه وسلّم وفي أمّتِه، سواء في سَعَةِ الأرضِ للصّلاةِ وطهارةِ تربتِها، أو في إحلالِ الغنائمِ، أو في الدّعوةِ إلى اللهِ تعالى للنّاسِ كافّةً، ما عدا الشّفاعةَ العظمى فهي خاصّةٌ به دون الشّفاعةِ لأهلِ المعاصي مِنَ الموحِّدين، فهي عامّةٌ له وللأنبياءِ والصّالحين مِن عبادِ اللهِ تعالى.


والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.


الجزائر في: ٠٢ من ذي الحجَّة ١٤٣١ﻫ
الموافق ﻟ: ٠٨ نـوفمـبـر ٢٠١٠م


 أخرجه البخاريّ في «التّيمّم» باب التّيمّم (١/ ٧٨، ومسلم في «المساجد ومواضع الصّلاة» (١/ ٢٣٦ رقم (٥٢١، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.


 «اللّباب في علوم الكتاب» للدّمشقيّ (٥/ ٥٩٥.


 


المصدر موقع الشيخ فركوس حفظه الله



Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: