Post: #1
|
||
ahmeddodo Joined: 07-10-2014 Posts: 2,360 Country: |
تفسير قوله تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا )
السؤال أريد تفسير هذه الآية ، لأنني قد صادفت بعض الماكرين من اليهود الذين يحاولون أن يضللوا الناس بشأن تفسيرها . الآية هي : قال تعالى : (وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) وقد نقل لي بعضهم أن القرطبي قال في تفسيره : " ( الآخرة ) أي : يوم القيامة . (جئنا بكم لفيفا) أي : أخرجناكم من قبوركم ، وجمعنا المؤمنين وغير المؤمنين في مكان واحد " فهل هذا التفسير صحيح ، وهل يُنسب إلى الإمام القرطبي ؟ الجواب : الحمد لله الآيات المقصودة في السؤال هي الآيات الآتية من سورة الإسراء ، حيث يقول الله عز وجل : (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا . قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا . فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا . وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) الإسراء/101-104. وقد ناسب ذكر هذا المقطع من قصة موسى وبني إسرائيل سياق سورة الإسراء كاملة ، حيث بدأت بالحديث عن بني إسرائيل وإفسادهم في الأرض ، ثم أعاد الحديث هنا عن واحد من مواقف التكذيب التي وقفها بعض بني إسرائيل ، رغم إرسال تسع معجزات ظاهرات باهرات ، ورغم الآية العظيمة التي رأوها عيانا حين انفلق البحر فلقتين . فجاءت هذه الآيات في سياق الامتنان على بني إسرائيل بالتمكين في الأرض ، وتذكيرهم بنجاتهم من فرعون وعمله ، ووعظهم بأن هذا المتاع إنما هو إلى أجل مسمى ، وهو أجل الآخرة ، فإذا جاء يوم القيامة حشر الناس كلهم ، المؤمن والكافر ، والظالم والمظلوم ، في صعيد واحد مجتمعين ليقضي الله بينهم يوم الحساب الأكبر . وهذا معنى قوله عز وجل : (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) قال الإمام البغوي رحمه الله : " (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ ) أي : من بعد هلاك فرعون (لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ ) يعني : أرض مصر والشام . (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ ) يعني يوم القيامة (جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا) أي : جميعا إلى موقف القيامة . واللفيف : الجمع الكثير إذا كانوا مختلطين من كل نوع ، يقال : لفت الجيوش إذا اختلطوا ، وجمع القيامة كذلك ، فيهم المؤمن والكافر ، والبر والفاجر " انتهى. " معالم التنزيل " (5/135) وقال الإمام القرطبي رحمه الله : " (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ ) أي : من بعد إغراقه . (لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ ) أي : أرض الشام ومصر . ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ ) أي : القيامة . ( جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) أي : من قبوركم مختلطين من كل موضع ، قد اختلط المؤمن بالكافر ، لا يتعارفون ، ولا ينحاز أحد منكم إلى قبيلته وَحَيِّه . وقال ابن عباس وقتادة : جئنا بكم جميعا من جهات شتى . والمعنى واحد. قال الجوهري : واللفيف ما اجتمع من الناس من قبائل شتى ، يقال: جاء القوم بلفهم ولفيفهم، أي وأخلاطهم. والمعنى : أنهم يخرجون وقت الحشر من القبور كالجراد المنتشر ، مختلطين لا يتعارفون " انتهى. " الجامع لأحكام القرآن " (10/338) وعلى ذلك عامة المفسرين ، أن المقصود بوعد الآخرة : هو يوم القيامة ، وأن معنى " لفيفا " أي : جميعا . وقد راجعنا عشرات التفاسير المتقدمة فلم نجد أحدا يخالف هذا التفسير ، اللهم إلا رواية ضعيفة عن ابن عباس رضي الله عنهما فيها قصة من الإسرائيليات ، يمكن مراجعتها في "جامع البيان" للإمام الطبري (13/174) وبهذا يتبين أن استدلال بعض المعاصرين بهذه الآية على اجتماع اليهود في الأرض المقدسة في زماننا هذا ، وأنه من وعد الآخرة – استدلال فيه نظر . ولم يتبين لنا وجه الاستغراب في أن يقول القرطبي الكلام المنسوب إليه في السؤال ، والذي هو كلامه وكلام غيره من أهل العلم ؛ وليس في ذلك تضليل في الدين ، ولا تشكيك في الشرع . والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب |
|
|
||
Post: #2
|
|
Guest Joined: Today Posts: 0 Country: |
تفسير قوله تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) |
|
|
Post: #3
|
|
Guest Joined: Today Posts: 0 Country: |
تفسير قوله تعالى : ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) جزاك الله خيرا
|
|
|
Bookmarks | ||||
|
|