حديث: (اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة)
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات إذا أصبح وَإذا أَمْسَى: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ مِنْ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تحتي)).
تخريج الحديث وتحقيقه:
صحيح: أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (1200)، وأبو داود (5074)، والنسائي في ((المجتبى)) (8/ 282) مختصراً، وفي ((عمل اليوم والليلة)) (566)، وفي ((الكبرى)) (7970، 7971)، وابن ماجة (3871)، وابن حبان (961)، والحاكم (1/ 517، 518)، وأحمد (2/ 25)، وابن أبي شيبة (10/ 239)، (14/ 165)، وعبد بن حميد (837)، وابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (40)، والطبراني في ((الكبير)) (12/ رقم: 13296)، وفي ((الدعاء)) (305)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات)) (278)، وفي ((الدعوات الكبير)) (32)، والمزي في ((تهذيب الكمال)) (14/ 192)، والمستغفري في ((الدعوات)) كما في ((داعي الفلاح)) للسيوطي (ص36)، وابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (2/ 361)، ونعيم بن حماد في ((الفتن)) (ص376)، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (12/ 187)، (19/ 200)، والأصبهاني في ((الترغيب)) (330)، وغيرهم من طريق عن عبادة بن مسلم الفزاري حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، قال: سمعت ابن عمر يقول: ((لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات... فذكره))، ووقع في آخر الحديث عند النسائي وغيره في تفسير الاغتيال: قال جبير: وهو الخسف، قال عبادة: فلا أدري قول النبي صلى الله عليه وسلم، أو قول جبير.
قال الحاكم: صحيح الإسناد، وهو كما قال: فقد سكت عليه أبو داود ولم يذكره له النسائي علة، وصححه ابن حبان، ورجاله ثقات.
وأما قول الحافظ ابن حجر: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبادة بهذا السند.
فإن قوله: غريب، فواضح؛ إذ لم يروه عن ابن عمر إلا جبير، ولا عن جبير إلا عبادة، وأما قوله: حسن؛ فلعله لقول ابن حبان في عبادة: منكر الحديث على قلته، ساقط الاحتجاج بما يرويه.... ((المجروحين)) (2/ 173، 174).
قلت: ولعل مرجع هذا القول لابن حبان، ومعتمده إنما هو لرواية عبادة عن أبي داود نفيع الأعمى وهو كذاب، فألزق ابن حبان مناكير نفيع الأعمى بعبادة فأطلق فيه هذا القول، والله أعلم.
وانظر: ((تعليقات الدارقطني على المجروحين)) (259).
وأما عبادة: فثقة في نفسه، وثقه وكيع وابن معين والنسائي، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان أيضاً في ((الثقات))، وصحح له الترمذي.
((التاريخ الكبير)) (6/ 95)، و((الجرح والتعديل)) (6/ 96)، و((الثقات)) (7/ 160)، و((التهذيب)) (4/ 202).
قلت: وقد رواه يونس بن خباب عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس بنحوه مرفوعاً.
أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (698) [وقد تصحف عنده (ابن عباس) إلى (ابن عمر)]، والبزار ((3196 – كشف الأستار))، والطبراني في ((الدعاء)) (1297)، والمستغفري في ((الدعوات)) كما في ((داعي الفلاح)) (ص37).
قال البزار: قد روي من غير وجهه بغير لفظه، فذكرنا هذا الاختلاف لفظه، ولا نعلم أسند يونس عن ابن جبير غير هذا...)).
ويونس هذا: ضعيف، وحديثه منكر لتفرده به عن نافع.
وانظر: ((المجمع)) (10/ 175).
وحديث ابن عمر صححه الألباني رحمه الله في ((صحيح الترغيب)) (655)، وغيره، والله أعلم.
شبكة الألوكة