الرماد أمامك.. فاروق شوشة.
الرماد أمامك..
والبحر خلفك..
فاترك - لمن خلعوك- الخلافة
هذا زمان لدهماء هذا الزمان
يعيثون فيه فسادا
ويرجون منه امتدادا
ويحيون...
يرتكبون صنوف الخطايا
وفي طيشهم يوغلون
فلا يستدير إليهم أحد!
الرماد يسود..
تقدم...
وكن واحدا لا نصيب له
في الرهان
ولا شوكة تستفز,
وإلا...
فأنت الحصاة التي تفسد الزيت
في آلة الناهبين,
وأنت البلاء المسلط,
أنت الدمار المسيطر
حاذر
فرأسك أول ما سيطير
إن ارتفع الرأس عن شبره المفترض
أو تجاوز أبعد من كتف القانص
المعترض
أو تأمل بعضا من اللوحة المدهشة
مشهدا,
مشهدا,
كازدحام الأفق..
بالجياع الذين يبيعون أعمارهم
لاقتناء رصاصة
والصغار الذين يسيرون تحت النعوش
لكي يكبروا في القبور
والشيوخ الذين يؤهلهم عجزهم
لابتلاع المرارة
وتهوي الأوابد عبر المفاوز
وهي تنقب عن طلل في الرمال
هنالك..
تصبح عولمة الفاتحين شظايا
وبعض زجاج تهشم
فوق الرؤوس المليئة بالكبر
لاتمتلك الآن غير الخشوع
لسيدها الموت
يدفعها في اتجاه العناد
وفي لوثة الكبرياء
لعل الجراح يرممها الثأر
والثأر نار بغير انتهاء!
***
الرماد انطلق..
هل تطيق لصهيون هيمنة لاترد!
وهل تتنازل عن قدس أقداسك
المستباحة؟
هل يطمعونك حتى تكون شريكا
وأنت الذي يتحلق حولك
كل الذين يرونك خيط الرجاء
إلي وطن مستباح
وأرض
وخاتمة ــ حرة ــ للمطاف؟
هل تخون دمك؟!
إنه وطن ساكن في شرايين قلبك
ملتصق في وتينك
مشتعل في رؤياك
ومخضوضل في جبينك
مرتسم في يقينك
منطلق في جناحيك
محتشد في قرارة ذاتك
مستمسك بالضلوع!
فانطلق..
لا رجوع!
***
ولا حائط غير جلدي
ومتكأ غير مائك
مسرجة غير وجهك
أنت الرفيق الذي لايخون
وأنت المعين الذي لا يضيق
وأنت الدليل الذي لا يضل
وأنت الزمان القديم الجديد
الزمان الذي ليس عنه بديل!
فلتطل هجمات الرماد القبيح
وليضع مرة واحدة
مابدا واهنا من رجاء شحيح
وليفز بالغنيمة من يهرعون
ومن يؤجرون
ومن يهتفون..
لايهم!
وحدك الآن..
تبقي مدى الدهر
أنت الحقيقي,
أنت الصحيح
وأنت الجميل الجليل!