بسم الله الرحمن الرحيم
كانت الأغرب من نوعها ..
تلك العلاقة لفتت انظار الجميع .. والكل تساءل .. ما السر الذي تخفيه خلفها؟ لكن الجواب كان الحب على مر السنين يؤكد .. ويعزز .. ويزيل الشكوك
.
جاء على لسان الصديقة التي قالت : اعرف صديقتيهذه منذ عدة سنوات، قد تتجاوز الخمس او الست سنين، عرفتها وهي متزوجة، حيث كنا نعملمعا في شركة اعلانات، لكني لم اكن اعرف شيئا عن زوجها غير اسمه حتى جاء يوما للشركةلاصطحابها ولم اكن اعرفه، كنت لحظتها خارج المكتب، وما عدت اليه الا ووجدت صديقتيبصحبة رجل، فألقيت التحية قائلة : مرحبا يا عمي، فرد تحيتي وسرعان ما قالت صديقتي : اعرفك على زوجي ! لحظتها كاد ان يغمى علي من هول المفاجأة والاحراج فلقد كان كبيرافي السن كفاية فناديته يا عم لاعتقادي بأنه والدها !! ولا ادري لم تزوجت رجلا بسنوالدها مع انها شابة وجميلة ومتعلمة
.
لم تحدثني يوما عن فارق السن الكبيربينها وبين زوجها ولم اشك للحظة في ان يكون كذلك خاصة وكنت اعرف طبيعة العلاقة التيبينهما، فلقد كان يتصل بها اكثر من مرة في اليوم الواحد، كانت تحادثه مبتسمة خجلةتبادله الضحك بهدوء، حتى انها كانت تبقى سارحة لبعض الوقت بعد المكالمة كالمراهقةالمبتدئة بقصص الغرام !!
ويوما وبعدما انهت مكالمة قصيرة وجدتها صامتة هادثةتخفي ملامح وجهها الذي ارتسمت عليه بدايات البكاء، فاقتربت منها اسألها ان كان كلشيئا على ما يرام فقالت :
والله لو كان شيء على غير ما يرام لما بكيت، ولكنيابكي لأن كل شيء بخير ، ابكي على هذه السعادة التي انا فيها خوفا من ان تزول، وعلىكل هذا الحب الذي اعيشه خشية ان تطاله عيون الحاسدين، فأنا وزوجي نحب بعضنا كثيراونعيش كل يوم وكأنه يوم جديد من شهر عسل لا ينتهي، فهو يحرص على الاتصال بي كل عدةساعات ليقول لي بأنه يحبني او بانه اشتاق لي، والغريب هو انه يفعل ذلك منذ عدة سنينوانا الاخرى اتزين له والبس له كل يوم اجمل ما استطيع، واستقبله في كل ليلة بأزهىحلة وكأني عروس جديدة والغريب باني ايضا افعل ذلك من عدة سنين والحقيقة انناالاثنين لم نشعر يوما بمرور كل تلك السنين ......
سعدت كثيرا عندما قالت ليذلك، وصدقتها اكثر وامنت بتلك العلاقة لأني كنت ارى ملامحها الخجلة، وسعادتهابالحديث ولهفتها للهاتف وسرحانها بعد كلامه، كنت اعيش معها قصة حبها، لذلك حسبتهاقصة مثالية شابة تمثل كفاح شابين حبيبين لحياة زوجية سعيدة، ولم اتوقع ان تكون قصةالحب العظيمة تلك بين شابة في الشعرينات، من العمر ورجل في اواخر الخمسين !! فقلتفي نفسي كم هو هذا الرجل محظوظ بهذه الشابة !!
بعد اعوام مات الرجل وانتهتجلسة العزاء .. وافترق الجميع .. فاقتربت منها لأني كنت الصديقة الأقرب الى قلبها،والأعلم بقصة حبها .. وقبل ان اسألها شعورها قالت :
مات .. لكن سر الحب لم يمت .. ويستحيل ان يموت ..
في تلك الليلة .. ليلة العزاء ، اعترفت لي بالسر وراء تلكالعلاقة العظيمة فعرفت كم هي كانت محظوظة بالعجوز فقالت :
قبل زواجي كنت علىعلاقة بشاب من عمري، كنت احبه كثيرا وكنت احلم بحياة عظيمة معه ولكنه كان فقيراوبسيطا بينما احلامه كانت غنية وكبيرة، لذلك عندما وجدنا سلما لتحقيق احلامنا لمنتردد، فاتفقنا على ان اتزوج لبعض الوقت الرجل الكبير في السن، العظيم الثراء الطيبالقلب حتى اتمكن من جمع مبلغ معقول من المال من هذه الزيجة ثم اطلب الطلاق واتزوجحبيبي ونحقق الاحلام !!
لكن حصلت مفاجأة بعد سنة كاملة من الزواج اصبحتحاملا ولكن ليس من زوجي بل من حبيبي!!
في ليلة مظلمة اتصلت به، اخبرته بانه يكفيما جمعته من مال، علينا انهاء الزيجة قبل ان يظهر الحمل، ولكنه لم يقبل بانهاءالزيجة بل طلب انهاء الحمل طلب انهاء العلاقة بيننا، طلب انهاء الموضوعنهائيا؟!؟!
اغلقت السماعة، بدأ بالبكاء مطولا لكل تلك الاسباب.. في تلكاللحظة دخل زوجي الغرفة اقترب مني يمسح دموعي قائلا : لا تبكي ! وابتسم ابتسامةعظيمة يقول فيها : انا اعلم بكل شيء
لم يجرحني بكلمة ولم يقلل من احترامي يوما ،علم باني استغله واكذب عليه لكنه لم يحاول ايذائي بكلمة بل ستر علي وغمرني بالحبفشاء الله شكره على ذلك فأمات ثمرة خيانتي له قبل ان تولد وعشت انا لأجله بوفاءعظيم