كثيراً .. ما نصدم من أشخاص نحبهم .. بتصرفات مؤلمة .. وغير متوقعة ..
نقف .. لنعجب .. كيف فعل بي ما فعل .. أو لا يدري كم أحبه .. !!
نعم نصدم .. فبطبيعتنا الانسانية .. نحن نتوقع أن نُعَامَل بمثل ما نُعَامِل به غيرنا .. بمعنى أننا إن فعلنا خيراً .. فنحن نتوقع الخير .. وصحيح أنها قناعة رائعة( افعل خيراً وارمه بالبحر ) أي إنس أنك فعلته .. ولكن .. ماذا عن أن يرد لك بسوء ؟
لا أتكلم هنا .. عن رغبتي في أن أعامل ممن أحبهم بمثل ما عاملتهم به .. ولكن أتحدث عن الأذى .. الأذى المؤلم .. والذي يقطع في جدار القلب .. ليحدث شرخاً .. مؤلماً .. ومبكياً .. ومجرحاً !! ألم .. لا يمكن لقلوبنا أن تحتمله .. أو حتى أن تتصوره .. ألم لا نتخطاه بسهولة .. ألم .. لا تعود بعدها المياه لمجاريها .. إلا بعد عناء طويل ..
صحيح أنه إذا أحببنا شخصاً ما .. وربطتنا به علاقة قوية .. من الرائع أن نحتمله .. ونحتمل زلاته وأخطاءه بحقنا .. ولكن .. هناك خطأ عن خطأ .. هناك خطأ عابر .. وهناك خطأ باق !! هناك خطأ غير مقصود .. وهناك خطأ متعمد .. هناك خطأ مرة .. وهناك خطأ مرات .. هناك خطأ عفوي .. وهناك خطأ مخطط له .. هناك أحبتي .. بتلك الزواية المؤلمة .. أخطاء تدل عن عدم اكتراث .. وعدم اهتمام .. هناك خطأ يسحق القلب .. ويطفئ الروح .. ويجري الدمع .. هناك خطأ ينزف .. ويقطع .. بصورة لا نستطيع احتمالها .. كل البعد عن هذا وذاك ..........
نحن نعشق التسامح .. ونتعلمه أكثر وأكثر كل يوم .. نحن نحب أن نغفر لمن نحب .. وأن نملك الروح الطاهرة العذبة .. التي نستطيع بها مسامحة من نحبه .. نحن نتوق لأن نصل لتلك القوة في العفو .. والحب ..
أوليست قلوبنا مجرد قطعة صغيرة .. بقدر أيدينا .. بقدر كفنا الذي مسح دموعنا .. أوليس هذا القلب أضعف من جفاء من نحب .. أوليس هذا القلب .. مكمن الذكريات والأحاسيس .. والذي قد ينفجر في لحظة !!
يا من تفعلون ذلك بمن يحبونكم .. ألا ترون كم قلوبهم ضعيفة أمامكم .. ألا ترون أنهم يحتملونكم فقط لحبهم لكم .. ألا تشعرون بدموعهم الصامتة .. وألمهم المتدفق .. أأنتم من حجر .. ألا تستمعون لصدى بكاءهم .. ونحيبهم مما فعلتم !!
إليكم أقول .. ماذا إن عوملتم يوماً بالمثل .. ورد إليك الصاع أصياع .. ليس من شخص جرحتموه وسرتم ولم تعبأوا .. بل من أشخاص أحببتموهم .. ولم تتوقعوا منهم الألم .. ؟
ماذا إن فوجئتم يوماً .. بتلك الغصة في حلوقكم .. بتلك الدمعة المتحجرة .. بتلك الصدمة .. بتلك النظرة في أعينكم .. التي رأيتموها من قبل .. في أعين من أحبوكم .. بتلك الانكسارة .. وذلك الضعف .. والتحطم ......
ماذا .. إن شهقتم ألماً .. وحدثتم أنفسكم .. بكيف حدث ما حدث .. كيف جرى ما جرى .. كيف نُكافئ على حبنا بمثل هذه القسوة ؟
نعم .. هو إحساس قاتل ..
رجاء إلى قلوبكم .. لا تتفننوا بتعذيب من يحبكم .. لا تنظروا إليهم بازدراء .. لا تعجبوا من حبهم واندفاعهم نحوكم .. وتصدوهم عنكم .. رجاء أبعثه إليكم .. آملة أن يصل لما بقي من حب في قلوبكم ..
وإليكم .. يامن جرحتم .. وسقطتم .. إليكم .. أبعث كلماتي .. تربت على أكتافكم .. وتخبركم .. أنه ما زالت هناك حياة .. والأمل باق .. بأن يأتي إليكم من يحبكم بصدق .. ويقدر مشاعركم .. ويحنو عليكم .. يعوضكم عن ذلك الألم .. وتلك الطعنات ..
صحيح أن الألم لا يطاق .. ولكن أعدكم .. يوماً بعد يوم .. ستقوى قلوبكم أكثر .. وسترون أنفسكم تبتعدون عمن أحببتموهم .. دون قصد .. وتحبون الوحدة !! ..
خذوا وقتاً كافياً .. لتشفى الجراح .. ولتنطلقوا مرة أخرى .. بقلب مفعم بالحياة .. لا تأسروا أنفسكم وقتاً طويلاً .. فأنتم أرق من أن تفعلوا ذلك بأنفسكم ..
الحياة تجربة .. يوم ممتع .. ويوم محزن .. وبين الاثنين .. قوة تكتسب .. وصمود وصبر !!
أنتم .. تستحقون كل الحب .. وكل الروعة ..
فقط ..
لا تنتظروا ذلك ممن تعلمون يقيناً .. أنه لن يهبه لكم .............
منقول