علقت مجلة الإيكونوميست البريطانية على اعتقال مصر خلية حزب الله، معتبرة أن الحادث يكشف عمق الشقاق بين المعسكرين المتناحرين فى الشرق الأوسط. وقالت إن الكشف عما تخطط له هذه الخلية أثار مخاوف الكثير من الحكومات العربية السنية وكذلك الشعب اللبنانى من أن إيران تستخدم حزب الله الشيعى، الذى اكتسب مكانة كبيرة فى الشرق الأوسط بعد تصديه للهجوم الإسرائيلى فى يونيو 2006، فى توسيع نفوذها فى المنطقة على حسابهم.
ورصدت المجلة تطورات قضية الكشف عن هذه الخلية والاتهامات التى وجهت إلى أعضائها، وقالت إنها تعكس حالة الإحباط الذى تشعر به حكومة الرئيس حسنى مبارك والتى تعرضت لحالة من الازدراء بعد رفضها فتح المعابر مع غزة أثناء الهجوم الإسرائيلى على القطاع فى بداية هذا العام، وعندما اتهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الرئيس المصرى بالتواطؤ مع النظام الصهيونى، ودعا الضباط المصريين إلى الحفاظ على هيبة بلادهم. وظلت مصر تعانى من العزلة فى العالم العربى بعد أن كثف الرئيس مبارك جهود مكافحة تهريب الأسلحة عبر الأنفاق الحدودية.
وأضافت المجلة أن بعض الاتهامات التى وجهتها مصر صحيحة، حيث اعترف نصر الله فى خطاب تلفزيونى بأن أحد الرجال الذين اعتقلتهم السلطات المصرية هو عضو فى الحزب، إلا أنه أنكر صلات حزبه بالرجال الآخرين ونفى أى نية لإلحاق الضرر بمصر.
كما أن نائبه نعيم قاسم قال إن رجال حزب الله لديهم تعليمات واضحة بعدم استهداف الإسرائيليين فى مصر، وتساءل قائلاً: كيف يحق لإسرائيل أن تحصل على أسلحة ومعلومات استخباراتية من جميع أنحاء العالم، فى حين أن محاولة صغيرة لرفع القمع عن الفلسطينيين أو إمدادهم بحاجاتهم الضرورية من أجل الاستمرار فى النضال تتم إدانتها.
وتنتهى الإيكونوميست إلى القول بأن الكشف عن تورط حزب الله فى مصر يثير التساؤلات عن نوايا الحركة الشيعية. فعلى الرغم من قيامها بأعمال تدخل فى نطاق "الإرهاب الدولى" على حد وصف الصحيفة، إلا أن حزب الله أعلن فى السنوات الأخيرة اهتمامه بالشئون اللبنانية وتزايد هذا الأمر مع اقتراب الانتخابات النيابية فى لبنان والمقررة فى يونيو المقبل. وسيصبح أمام منتقدى حزب الله فى لبنان سبب جديد للشكوى من أن الحزب يخاطر بإقحام لبنان فى مشاحنات إقليمية لا علاقة له بها