قال الكاتب الكبير أنيس منصور: «عشت معظم حياتى كقبطى، ولم يكن أحد يتصور أننى مسلم، لأن معظم أصدقائى كانوا مسيحيين وعلى رأسهم كمال الملاخ»، مشيراً إلى أنه فى بداية الثورة كانت تصله برقيات تهنئة فى عيد الفصح، بينما تصل للملاخ برقيات تهنئة فى عيد الأضحى.

وأضاف منصور - عقب تكريمه أمس الأول بمناسبة يوم التراث العالمى -: «فى أحد الأيام سمعت شيخ الجامع المقابل لمنزلى يدعو علىّ، ويقول اللهم اخرب بيته وفرّق بينه وبين زوجته اعتقاداً منه بأننى مسيحى».

وتابع - فى الحفل الذى نظمه المجلس الأعلى للآثار بالمتحف القبطى -: «نحن أبناء الدقهلية من أصول فرنسية - مسيحية، وكثير من أبناء أسرتى لم يٌغيّروا دينهم، ووجودى فى هذا المكان (المتحف القبطى) يثير فى نفسى مشاعر مختلفة».

وأشار منصور إلى أنه ألّف عقب اكتشاف الملاخ مراكب الشمس كتابا يقدم تفسيراً كيميائياً للعنة الفراعنة، ويوضح أن سبب وفاة مكتشفى مقبرة توت عنخ آمون بالحمى يرجع إلى القمح والفطريات التى تكون موجودة فى المقابر ويستنشقها من يدخل المقابر.

وقال: «فى أحد الأيام تحدثت إلى الرئيس مبارك لأطلب منه عدم الذهاب إلى أحد المقابر الفرعونية خوفاً من لعنة الفراعنة، كما أن الرئيس الروسى الأسبق خورشوف وصلته برقيه خلال زيارته لمصر تحمل المعنى نفسه ولم يدخل المقبرة».

وخلال الحفل، هنأ الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الأقباط بعيدهم، مشيراً إلى أن المجلس يحتفل اليوم للعام السادس على التوالى بيوم التراث العالمى، وأنه تم اختيار منطقة أبومينا الأثرية، لأنها كانت تصنف عام ٢٠٠١ ضمن مناطق التراث العالمى المعرضة للخطر بسبب المياه الجوفية.

وقال حواس: «نفذنا مشروعاً للتخلص من المياه الجوفية قارب على الانتهاء».

وأضاف أن الآثار القبطية «تنال من الاهتمام والرعاية اليوم أكثر من أى فترة مضت، وكذلك الآثار اليهودية، حيث تم ترميم ٩ معابد خلال العام الماضى، إضافة إلى الانتهاء من ترميم شارع المعز الذى يضم ٣٣ أثراً إسلامياً».

وقدم حواس لمنصور جائزة ذهبية باسم الإله ماعت (إله الحق والعدل) عند الفراعنة.

وأشار حواس إلى أنه يكرم أنيس منصور اليوم، لأنه قضى معظم حياته وهو يكتب، وقال: «عند اكتشافى مقابر العمال بناة الأهرام تحدثت مع منصور، وقلت له ألا ينشر الكشف حتى نعلن عنه رسمياً، لكن منصور سمع أننى سألقى محاضرة عن الاكتشافات الأثرية الجديدة فظن أننى أعلنت عن الكشف، وكتب ١٢ مقالة فى جريدة (الأهرام) حول الموضوع».

وأضاف: «هذه الكتابات أصابت رئيس هيئة الآثار فى ذلك الوقت بالجنون العقلى، مما اضطرنى إلى تقديم استقالتى والسفر إلى الولايات المتحدة»، مؤكداً أن منصور له «فضل كبير فى جعل رجل الشارع يتحدث عن الآثار».