قام الكاتب المسرحي البريطاني السير ديفيد هير بمحاكاة المونولوج الداخلي الذي رصد فيه تجربة جدار برلين، لينسج على منواله حوارا آخر مشابه يقوم بأدائه ممثل واحد ويدور حول جدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل لعزل أراضيها عن مناطق الضفة الغربية.
وسوف يتم عرض العملين معا في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الشهر المقبل تحت اسم "برلين/جدار"، رغم أنهما قد قُدِّما في العاصمة البريطانية لندن بشكل منفصل.
وفي عمل "برلين"، الذي جرى عرضه على خشبة المسرح الوطني في لندن في شهر فبراير/شباط الماضي، قدم السير ديفيد نظرة ملؤها الرقة والحنان للمدينة الألمانية بعد مضي 20 عاما على سقوط الجدار الذي كان ذات يوم أحد أهم معالمها الأيقونية البارزة.
أما عمله الجديد، فهو، على كل حال، يحمل نبرة أشد غضبا، فهو يحلل طبيعة ورمزية الجدار الذي يبلغ طوله 670 كيلو مترا وقد بدأت إسرائيل بتشييده في عام 2002 حول الضفة الغربية المحتلة.
يقول الكاتب البريطاني، إن جدار الفصل الإسرائيلي سوف يكون عند الانتهاء من بنائه "أطول بأربع مرات من جدار برلين، وفي بعض الأماكن يبلغ ارتفاع الجدار الأول ضعفي ارتفاع الثاني.
ويتابع هير في وصف الجدار الإسرائيلي بقوله إنه خليط من ألواح الخرسانة والأسوار الكهربائية والخنادق والحفر وأبراج المراقبة ونقاط التفتيش والحواجز، وتكلف عملية إنشاء وصيانة الكيلو متر الواحد منه قرابة المليوني دولار أمريكي.
أما إسرائيل، فتقول إن الجدار هو السبيل الوحيد للدفاع عن نفسها في وجه التفجيرات الانتحارية التي ينفذها المسلحون الفلسطينيون ضد إسرائيل.
ولأن نسبة 85 بالمائة من خط سير الجدار المذكور سوف تكون داخل الضفة الغربية، فهو، برأي هير، يُعد من قبل معارضيه بمثابة عملية اغتصاب وسلب للأراضي.
وكان السير ديفيد قد قام بادئ ذي بدء بزيارة إسرائيل والضفة الغربية لكي يكتب "طريق (أو درب) المعاناة"، وهو اسم لشارع في مدينة القدس القديمة يُعتقد أن المسيح كان قد سلكه وانتهى بعملية صلبه، وهدف الكاتب من خلال حوارية الممثل الواحد تلك تسليط الضوء على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بوجهه الأشمل.