Post: #1
|
||
ahmeddodo Joined: 07-10-2014 Posts: 2,360 Country: |
شرح حديث : الصوم ثلاثة ايام كل شهر. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أُوتر قبل أن أنام"؛ متفق عليه.
فيه مسائل: تعريف الخُلَّة: قال ابن الأثير: الخُلة بالضم: الصداقة والمحبة التي تخللت القلب، فصارت خلاله؛ أي: في باطنه.
ولا تعارُض بين قول أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "خليلي"، وبين نفي النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلة عن أحد؛ كما في قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا، لاتَّخذت ابن أبي قحافة خليلًا، ولكن صاحبكم خليل الله))؛ رواه البخاري، ومسلم.
فإن أبا هريرة لم يخبِر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اتخذه خليلًا، ولكنه هو يخبر عن نفسه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خليله؛ أي: إن الخلة من جهة أبي هريرة - رضي الله عنه.
هذا من أفضل الصيام، ولا تعارُض بين تفضيل صيام داود - عليه الصلاة والسلام - وبين صيام شهر محرَّم.
اختُلِف في تعيين هذه الأيام على أقوال: أ- فسَّره جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم - بأيام البيض (13، 14، 15).
ب- من أول الشهر.
جـ- من أيام الاثنين والخميس، واستدلوا بقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأُحب أن يُعرض عملي وأنا صائم))؛ رواه الترمذي.
ومن فسره بأيام البيض، استدل بحديث عائشة - رضي الله عنها - وقد سئلت: أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم ثلاثة أيام من كل شهر؟ قالت: نعم، قيل: من أيِّه كان يصوم؟ قالت: كان لا يبالي من أيِّه صام؛ رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي.
وبحديث أبي ذر - رضي الله عنه -: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض: ثلاث عشر، وأربع عشرة، وخمس عشرة؛ رواه ابن حبَّان وغيره.
وبحديث جرير بن عبدالله عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر: صيام الدهر، أيام البيض: صبيحة ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة))؛ رواه النسائي.
وبقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام، فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة))؛ رواه الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي.
قال الإمام البخاري - رحمه الله -: باب صيام أيام البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة.
ثم روى بإسناده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث.
اختُلِف في سُنيَّة صلاة الضحى.
والصحيح أن صلاة الضحى سُنة؛ فقد صلاها النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الفتح؛ كما في حديث أم هانئ - رضي الله عنها - وهو مُخرَّج في الصحيحين.
وصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيت رجل من الأنصار؛ كما في حديث أنس، وهو مخرَّج في الصحيحين، وقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الضحى، ومن صلى صلاة الضحى، كانت له عدل ثلاثمائة وستين حسنة؛ ففي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى"؛ رواه مسلم.
وأما ما جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت عن ركعتي الضحى: بدعة؛ كما في صحيح البخاري.
وما رواه البخاري من طريق مُوَرِّق قال: قلت لابن عمر - رضي الله عنهما -: أتصلي الضحى؟ قال: لا، قلت: فعمر؟ قال: لا، قلت: فأبو بكر؟ قال: لا، قلت: فالنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا إخاله.
فهذا محمول منهما - رضي الله عنهما - على عدم العلم بهذه السُّنة، فإن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال في الأخير: "لا إخاله"؛ يعني: لا أظنه!
اختلاف وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه، مبني على علمه - صلى الله عليه وسلم - بأحوال أصحابه، وما يناسب كل واحد منهم، فالقوي يناسبه الجهاد، والعابد تناسبه العبادة، والعالم يناسبه العلم، وهكذا.
وفي هذا إشارة إلى المربين والقائمين على التربية والتعليم والتوجيه، أن يوجهوا كل متعلم لِما يناسبه.
والوتر سُنة مؤكدة؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد حافَظ عليها، وأمر به من غير إيجابٍ، والله أعلم الالوكة |
|
|
||
Bookmarks | ||||
|
|