السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
متى تشرع الإستخارة؟.
● قال العلاَّمة العينيّ -رحمه الله- : "قوله ﷺ: (فِي الأُمُورِ كُلِّهَا) دليل على العموم، وأنَّ المرء لا يحتقر أمرا لصغره وعدم الاهتمام به، فيترك الاستخارة فيه، فرُبَّ أمر يستخفُّ بأمره فيكون في الإقدام عليه ضرر عظيم أو في تركه، ولذلك قال النَّبيُّ ﷺ: لِيَسْأَلَ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَتَّى فِي شِسْعِ نَعْلِهِ" [عمدة القاري (223/7)].
● وقال الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : "وصفة ذلك أن يصلِّي ركعتين من غير الفريضة، ثمَّ إذا سلَّم دعا بالدُّعاء المشهور: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ فَإِنَّكَ تَعْلُمُ وَلاَ أَعْلَمُ وتقدرُ ولا أقدرُ وأنتَ علَّامُ الغيوبِ اللَّهُمَّ إِن كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ -ويسمِّيه- خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايِ وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدِرْهُ لِي وَيسِّرْهُ لِي وَبَارِكْ لِي فِيهِ، اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُهُ شَرًّا لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايِ وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدِرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ)" [فتاوى نور على الدَّرب 285].
● وقال الشَّيخ ابن عثيمين أيضا : "الاستخارة تشرع عندما يهمُّ الإنسان بشيء عنده فيه تردُّد، يهمُّ بالزَّواج، يهمُّ بالسُّفر، يهمُّ بالتِّجارة في أشياء معيَّنة ويتردَّد، فهذا يستخير الله، يصلِّي ركعتين كما أمره النَّبيُّ ﷺ، ثمَّ يدعو ربَّه، يرفع يديه" [فتاوى نور على الدَّرب (61/11)].
● وقال الشَّيخ ابن عثيمين أيضا : "صلاة الاستخارة لا تشرع كلَّ وقت، إنَّما تشرع إذا همَّ الإنسان بالأمر وتردَّد فيه، فإنَّه يصلِّي ركعتين ويدعو بدعاء الاستخارة، وعلى هذا فلا نقول للشَّاب من حين أن تشتهي النِّكاح: صلِّ كلَّ يوم الاستخارة أو كلَّ ساعة؛ فإنَّ هذا أمر لا يشرع بل بدعة، لكن إذا همَّ الإنسان بالنِّكاح وأراد أن يخطب امرأة وتردَّد في الأمر، فإنَّه يصلِّي ركعتين، ويستخير الله -سبحانه وتعالى-، فإن بدا له أمر فهذا المطلوب، وإن لم يبد له أمر وبقي متحيِّرا، أعاد الاستخارة مرَّة أخرى، حتَّى يأذن الله له بالإقدام، وإذا قدم بعد الاستخارة فإنَّ هذا يكون من خيرة الله له" [فتاوى نور على الدَّرب 295].
● وقال الشَّيخ ابن عثيمين أيضا : "إذا تردَّد الإنسان في شيء هل يفعله أو لا يفعله، فالمشروع له أن يستخير الله -عزَّ وجلَّ-؛ فيصلِّي ركعتين، وإذا سلَّم دعا بدعاء الاستخارة المعروف، ثمَّ إن ركن إلى شيء من الأشياء فهذا علامة على أنَّ الله اختار له ذلك، وإن لم يركن وبقي متردِّدا يعيد الاستخارة مرَّة بعد أخرى، ثمَّ الاستشارة، ثمَّ يقدم على ما يقدم عليه، وإذا أقدم على ما يقدم عليه، مع إخلاصه في الدُّعاء، وثقته بربِّه -عزَّ وجلَّ-، فإنَّنا نعلم أنَّ هذا الَّذي قدِّر له وأقدم عليه هو الخير"
[لقاءات الباب المفتوح 100].