السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم هجر المجاهر بالمعصية؟.
● سئل الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، هل يجوز السَّلام على رجل مجاهر بالمعصية كشرب الدُّخَّان ؟، فأجاب: لا يجوز هجر المؤمن ولو كان يشرب الدُّخَّان ، إلاَّ إذا كان في هجره مصلحة، بحيث يخجل إذا هجر ويدع المعصية"
[التَّعليق على صحيح مسلم 308].
● وقال الشَّيخ ابن عثيمين أيضا : "فنحن لا نهجر العاصي إلاَّ إذا استفدنا بالهجر، إذا كان هذا الرَّجل المجاهر بالمعصية أهجره أنا ويهجره الثَّاني والثَّالث والرَّابع وكلُّ مؤمن، ينتفع بهذا الهجر ولا لا؟، ينتفع بلا شكٍّ، الإنسان مدنيٌّ بالطَّبع لا يمكن أن ينفرد عن النَّاس، لكن إذا هجرته أنا وذهب إلى واحد جنبي، أهلا بو فلان يلا حيو كيف أصبحت؟، تفضَّل اجلس هنا، تغدَّى معنا اليوم، تعشَّى معنا اللَّيلة، هل يستفيد من هجري أنا ولا لا؟، أبدا ما يستفيد، بل ما يزداد إلاَّ طغيانا وكراهة لي، وعدم قبول لما أقول مهما كان،وهذه المسائل ينبغي للإنسان أن يلاحظ المقاصد الشَّرعيَّ ة.
صحيح أنَّ العلماء -رحمهم الله- قالوا : يسنُّ أن يهجر من جهر بالمعصية، الإنسان إذا أخذ هذه العبارة على ظاهرها يقول: أنا أهجره مطلقا، نفع ولا ما نفع، لكن إذا رأى مقاصد الشَّريعة، وأنَّه يوجد الفسق في كلِّ زمان ومكان، وأنَّ هجر الفاسق قد يؤدِّي إلى طغيانه وزيادته في الفسوق، ولا يستفيد الهاجر، فإنَّه يجب أن يراعي ذلك، وكم من أناس اهتدوا وهم فسَّاق بلين الدَّاعية وسلامه، يمرُّ الفاسق برجلين كلاهما ذو دين وعلم، أحدهما يسلِّم عليه، والثَّاني يهجره، أيُّهما الَّذي يقبل منه؟، اللِّي يسلَّم عليه بلا شكٍّ يبي يقبل، يقول هذا والله رجل طيِّب، هذا واسع الصَّدر، ثمَّ يقبل ما جاء به، لكن ذاك والله هذا لو يعطيني كلَّ شيء ما أقبل منه، ليش يهجرني؟ واضح ذلك"
[شرح العقيدة الواسطيَّة ، الشَّريط: 26].