You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
06-07-2022 11:43
ahmeddodo


Joined: 07-10-2014
Posts: 2,360
Country: Egypt
Male ahmeddodo is Offline now
يوم عرفة: فضائله وخصائصه

 



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:



فيوم عرفة يوم من أيام الله - تعالى - الفاضلة المباركة، وهو يوم يحمل من الخصائص والمميزات والمكرمات ما ليس في غيره من سائر الأيام، فهو يوم تجاب فيه الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي الله تعالى فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله جل وعلا أمره، وقدره ومنزلته ومكانته على باقي الأيام، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة والفضل، ويوم مغفرة الخطايا والذنوب، وهو يوم العتق من النيران.
 
ويوم كيوم عرفات يتميز بهذه الخصائص والمميزات، حقَّ لنا أن نقف عنده؛ لنتعرف على فضائله ومنزلته وخصائصه، ولذا عمَدت إلى كتابة مختصر مفيد بهذا الخصوص؛ ليسهل تداوله، ويعم نفعه، ويقرؤه كل مريد، وبالله العلي الأعلى التوفيق والسداد.
 
يوم عرفة هو اليوم الذي يوافق يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وهو اليوم الذي يقف الناس فيه على جبل عرفات.
 
من فضائل يوم عرفة:
♦ صوم يوم عرفة يكفر ذنوب سنتين، سنة ماضية وسنة باقية؛ لحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن صَومِ يومِ عَرَفةَ، فقال: (كفَّارةُ سَنتَينِ)، وسُئِلَ عن صَومِ يومِ عاشوراءَ، فقال: (كفَّارةُ سَنةٍ)؛ أخرجه مسلم.
 
وحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُئل عن صومِ يومِ عرفةَ، فقال: يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ والباقيةَ، وسُئل عن صومِ يومِ عاشوراءَ فقال: يُكفِّرُ السَّنةَ الماضيةَ؛ إسناده حسن صحيح.
 
♦ يوم عرفة يوم إكمال الدين وإتمام النعمة؛ لحديث عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أنَّ رَجُلًا مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتابِكُمْ تَقْرَؤُونَها، لو عَلَيْنا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا؛ قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: ﴿ اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا ﴾ [المائدة: ٣]، قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنا ذلكَ اليَومَ والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهو قائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ»؛ متفق عليه.
 
♦ يوم عرفة يوم من أعياد أهل الإسلام؛ لحديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهي أيامُ أكلٍ وشربٍ»؛ أخرجه أحمد بإسناد صحيح.
 
♦ يوم عرفة يوم أقسم الله تعالى به، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم، فهو اليوم المشهود في قوله تعالى: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3].
 
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اليومُ الموعودُ يومُ القيامةِ، واليومُ المشهودُ يومُ عرفةَ، والشاهدُ يومُ الجمعةِ، قال: وما طلَعتِ الشَّمسُ ولاَ غرَبَت على يومٍ أفضلَ منهُ، فيهِ ساعةٌ لاَ يوافِقُها عبدٌ مؤمنٌ يَدعو اللهَ بخيرٍ إلا استجابَ اللهُ لَهُ، ولا يستعيذُ من شيءٍ إلا أعاذَهُ اللهُ منه»؛ صحيح الترمذي.
 
♦ يوم عرفة يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف؛ لحديث عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فيه عَبْدًا مِنَ النارِ مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُباهِي بهِمِ المَلائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرادَ هَؤُلاءِ؟»؛ رواه مسلم.
 
ونرجو أن يكون العتقَ من النار عام لجميع المسلمين، فرحمته جل وعلا واسعة، وفضله عظيم؛ قال ابن رجب في اللطائف: «فيعتق الله تعالى من النار من وقف بعرفة، ومن لم يقف بها من أهل الأمصار من المسلمين، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، مَن شهِد الموسم منهم ومَن لم يشهده، لا شتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة، وإنما لم يشترك المسلمون كلهم في الحج كل عام رحمةً من الله وتخفيفًا على عباده، فإنه جعل الحج فريضة العمر لا فريضة كل عام، وإنما هو في كل عام فرض كفاية بخلاف الصيام، فإنه فريضة كل عام على كل مسلم، فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار، اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك، وشرع للجميع التقرب إليه بالنسك، وهو إراقة دماء القرابين، فأهل الموسم يرمون الجمرة، فيشرعون في التحلل من إحرامهم بالحج، ويقضون تفثهم ويوفون نذورهم، ويقرِّبون قرابينهم من الهدايا، ثم يطوفون بالبيت العتيق، وأهل الأمصار يجتمعون على ذكر الله وتكبيره والصلاة له».
 
♦ يوم عرفة يوم يباهي الله تعالى فيه بأهل عرفات أهل السماء؛ لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ أهلَ السَّماءِ، فيقولُ لهم: انظُروا إلى عبادي جاؤوني شُعْثًا غُبْرًا»؛ إسناده صحيح؛ قال ابن عبدالبر: «وهذا يدل على أنهم مغفور لهم؛ لأنه لا يباهي بأهل الخطايا والذنوب إلا من بعد التوبة والغفران»؛ التمهيد (1 /120).
 
♦ يوم عرفة يوم يُستحب فيه الإكثارُ من الدعاء بالمغفرة والعتق، وهو يوم يرجى فيه إجابة الدعاء؛ لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيرُ الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»؛ رواه الترمذي وحسنه الألباني.
 
قال ابنُ عبدالبر: « وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليلٌ على فضل يوم عرفة على غيره، وفي الحديث أيضًا دليلٌ على أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وفيه أيضاً أن أفضل الذكر لا إله إلا الله..
 
♦ يوم عرفة هو اليوم الذي أخذ الله تعالى فيه الميثاق على ذرية آدم عليه الصلاة والسلام؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بِنَعْمان - يعني عرفة - وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها، فنثرهم بين يديه كالذَّرِّ، ثم كلمهم قِبَلًا؛ قال: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [الأعراف: 172، 173]؛ رواه أحمد وصححه الألباني.
 
♦ حكم صيام يوم عرفة إن وافق يوم الجمعة أو السبت:
يُشرع صوم يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة أو يوم السبت، ولا يشترط صوم يوم قبله؛ لأن صوم يوم عرفة عبادة وسنة مستقلة، وهي عبادة ذات سبب.
 
♦ حكم من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه قضاء أيام من شهر رمضان؟
من صام يوم عرفة بقصد التطوع وعليه أيام من رمضان، فصيامه صحيح على الراجح من أقوال أهل العلم، والمشروع له ألا يؤخر قضاء الواجب؛ لأنه قد يعرض له عارضٌ يمنعه من قضاء الفائت الواجب؛ لأن الفرض مقدَّم على النافلة، وهو أولى بالصوم من النافلة.
 
♦ حكم صيام يوم عرفة للحاج؟
لا يجوز للحاج صيام يوم عرفة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصمه في عرفات حين حج.
 
♦ حكم صيام أيام التسع من ذي الحجة؟
صيام أيام التسع من ذي الحجة من أعمال البر، لكونها أيامًا شريفة وفضيلة، وهو من جملة العمل الصالح المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيهنَّ خيرٌ وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر"، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء"؛ رواه البخاري.
 
هذا ما تيسَّر إيراده من فضائل وخصائص يوم عرفة، والحمد لله رب العالمين.


د. كامل صبحي صلاح




Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: