Post: #1
|
||
ahmeddodo Joined: 07-10-2014 Posts: 2,362 Country: |
شرح حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل
شرح حديث: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن لم يَدَعْ قول الزُّور والعملَ به والجهلَ، فليس للهِ حاجةٌ أن يَدَعَ طعامه وشرابه))؛ رواه البخاري[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: هذا الحديثُ أصلٌ عظيم في بيان الحكمة من مشروعية الصيام، فإن الله تعالى لم يشرع الصيام لأجل الامتناعِ عن الطعام والشراب ونحوهما من المباحات في الأصل؛ وإنما شرع الصيام لحكمةٍ عظيمة، ذكَرها النبيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، وذكرها الله تعالى في كتابه الكريم، وهي تقوى الله جل وعلا، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، وتقوى الله تعالى تكونُ باتِّباع شرعه وعبادته وطاعته، بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه.
الفائدة الثانية: ((قول الزور)): الكذب وقول الباطل. ((والعمل به)): يعني العمل بالباطل. ((والجهل)): السَّفَه، سواء أكان سفهًا على النفس أو على الآخرين، ويدخل في الجهل جميع المعاصي؛ لأنها من الجهل بالله وعظيم وقدره وشرعه؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 17]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: مَن عمِل السوء فهو جاهل، مِن جهالته عمل السوء[2]؛ فدل الحديث على أمرين: الأول: أنه يتأكَّد على الصائم ترك الذنوب والمعاصي أكثر من غيره، وإلا لم يكن لصيامه معنى. الثاني: أن الذنوب والمعاصي تؤثِّر في الصوم فتَجرَحه وتُضعف ثوابه.
الفائدة الثالثة: الصيام مدرسةٌ يتربى فيها المسلم على طاعة الله، فلا بد أن يتميز المسلم في صيامه بتقوى الله جل وعلا، فيترك ما اعتاده من التقصير في الواجبات، ويترك ما اعتاده من المنكرات.
[1] رواه البخاري 5/ 2251 (5710)، (1804). [2] رواه الطبري في تفسيره 4/ 298 تفسير سورة النساء آية 17. الالوكة ................ |
|
|
||
Bookmarks | ||||
|
|