بعض الناس عندهم قسوة القلب وليس قلبه لينًا؛ فتجده لا يخشع وإن أُصِيب بأعظم المصائب -نسأل الله العافية- قلبه متحجِّر كالحجارة أو أشد قسوة
- ومن أسباب لِينِ القلب: قراءةَ القرآن الكريم؛ فإنه يُليِّنُ القلب، إذا قرأه الإنسان بتدبُّرٍ وتَمعُنٍ ألان قلبه؛ بدليل قول الله تعالى: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ ﴿ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ هٰذا وهو جبل حصى!
ويقول ابن عبد القوي -رحمه الله- في داليَّتِهِ المشهورة
«وحافظ على درس القرآن فإنه .. يُليِّن قلبًا قاسيًا مثل جَلمَدِ»
- ومن ذٰلك؛ أي مما يُليِّن القلب: قراءة السيرة النبوية علىٰ صاحبها أفضل السلام وأتم التحية -أتم التحية للمخلوق-؛ فإن قراءة السيرة لها تأثيرٌ عجيب على القلب؛ لأنه يتذكر الإنسان وكأنه مع الصحابة فيلِينُ قلبه.
- ومنها؛ أي من أسباب لِين القلب: رحمة الأطفال والتلطف معهم؛ فإن ذلك يُليِّنُ القلب وله تأثير عجيب؛ ولهٰذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
- ومن أسباب لين القلب: سماع المواعظ والقصائد التي تُحْيي القلب؛ ولذٰلك تجد الرجل إذا سمع قصيدة مؤثرة يخشع قلبه وتدمع عينه.
- ومن أسباب لين القلب: حضور القلب في الصلاة؛ فإن ذٰلك من أسباب الخشوع ولين القلب. نسأل الله -تعالى- أن يلين قلوبنا لذكره، وأن يعيذنا من قسوة القلب.
ومن الأمور التى تعين أيضا على علاج قسوة القلب
1- تذكر الآخرة:
حيث إن من لا يتذكر أن لكل بداية نهاية، وأن العبد صائر إلى الله، وأنه لا بدَّ من حساب، وأنه لا بدَّ من جنة أو نار!
كما أن من لا يتذكر أن الحياة زائلة، وأن متاعها فانٍ وبهجتها راحلة، وأنها دار غرور!..
دعاه كل ذلك إلى الإقبال على الدنيا، والانشغال بها، والبعد تدريجيًّا عن الخوف من الله، وقلة الاستعداد ليوم لقاه, وعندها يقسو القلب وتتحجر عواطفه؛ لذلك كان تذكر الآخرة مع زيارة القبور طريقًا جيدًا لعلاج قسوة القلب.
2- زيارة المقابر:
ففيها فوائد كثيرة منها: تذكر الموت, وتُقصر الأمل, وتُرقق القلب, وتُوجد الخشية.
قال ابن المنكدر عن رجل يكثر من زيارة المقابر: هذا رجل يحرك قلبه بذكر الموت، كلما عرضت له قسوة.
وقال أحد الصالحين: ما اشتقت إلى البكاء إلا مررت عليه. قال له رجل: وكيف ذلك؟ قال: إذا أردت ذلك، خرجت إلى المقابر، فجلست إلى بعض تلك القبور، ثم فكرت فيما صاروا إليه من البلى، وذكرت ما نحن فيه من المهلة. قال: فعند ذلك تختفي قسوة قلبي.
3- الإحسان إلى اليتامى والمساكين:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً شكا إلى رسول الله
قسوة قلبه, فقال له: "إن أحببت أن يلين قلبك، فامسح رأس اليتيم وأطعم المسكين".
4- كثرة الدعاء:
"اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي".
قالوا: يا رسول الله، أي المال نتخذ؟ قال: "ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكرًا، وزوجةً مؤمنةً تعينه على أمر الآخرة".
"اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، وأسألك عزيمة الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، وأسألك لسانًا صادقًا وقلبًا سليمًا، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك مما تعلم إنك علام الغيوب".
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى أن تهب لنا قلوبًا لينةً، تخشع لذكرك وشكرك.
اللهم إنا نسألك قلوبًا تطمئن لذكرك، اللهم إنا نسألك ألسنةً تلهج بشكرك.
اللهم إنا نسألك إيمانًا كاملاً، ويقينًا صادقًا، وقلبًا خاشعًا، وعلمًا نافعًا، وعملاً صالحًا مقبولاً عندك يا كريم.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
منقووول