Post: #1
|
|||
hadyhosny Joined: 22-11-2011 Posts: 59 Country: |
العبادة في الهَرْج كهجرة إليّ تتأسّى النفوس بما تشاهده من أحوال من حولها، فإذا كثرت يقظةُ الناس وطاعاتهم كثُر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهُلت الطاعات، وإذا كثُرت الغفلات وأهلها تأسّى بهم عموم الناس، فيشقُّ على نفوس المستيقظين طاعاتهم، لقلة من يقتدون بهم فيها، ولذا كان للعبادة في زمن الغفلة أجر عظيم، وثواب جزيلٌ، بينه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مَعْقِل بن يَسَار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العِبَادة في الهَرْج كهجرة إليَّ) رواه مسلم، وعند الإمام أحمد بلفظ: (العمل في الهَرْج كهجرةٍ إليَّ)، وعند الإمام الطبراني في المُعجم الكبير بلفظ: (العبادة في الفتنة كهجرة إليَّ). يقول المُنَاوِي في فيض القدير: "قوله صلى الله عليه وسلم: (العبادة في الهَرْج) أي: وقت الفتن واختلاط الأمور، (كهجرة إلي): في كثرة الثواب، أو يقال: المهاجر في الأول كان قليلاً؛ لعدم تمكُّن أكثر الناس من ذلك، فهكذا العابد في الهَرْج قليل. قال ابن العربي: وجْه تمثيله بالهجرة أن الزمن الأول كان الناس يفرِّون فيه من دار الكفر وأهله، إلى دار الإيمان وأهله، فإذا وقَعَت الفتن تعيَّن على المرء أن يفرَّ بدينِه من الفتنة إلى العبادة، ويَهْجُر أولئك القوم وتلك الحالة، وهو أحد أقسام الهجرة". السبب الأول: أن الناس يَغْفُلون عنها ويَشْتَغلون عنها، ولا يتفرَّغ لها إلا أفراد، كما ذكر ذلك الإمام النووي رحمه الله. - كيفية العبادة التي يريدها ويحبُّها الله عز وجل منا: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "العبودية": العبادة هي: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم، والمسكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة. وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله، والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك، هي من العبادة لله. وذلك أن العبادة لله هي: الغاية المحبوبة له والمرضية له التي خَلَق الخلق لها، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56)، وَبهَا أرسل جَمِيع الرُّسُل، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (الأنبياء:25). فمهمَّتنا في هذه الدنيا، ورسالتنا العظمى: أن نحقِّق العبودية لله وحده؛ من توحيده، وعبادته بما افترضه علينا من الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر... إلخ. والعبادة أصل معناها الذل أيضًا، يقال: طريق معبَّد، إذا كان مذلَّلاً، قد وَطِئته الأقدام، لكنَّ العبادة المأمور بها: تتضمَّن معنى الذل، ومعنى الحب؛ فهي تتضمَّن غاية الذل لله، بِغَاية المحبَّة له، نسأل الله عز وجل أن يثبتنا على طاعته وعبادته ومحبته، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه. |
||
|
|||
|
Post: #2
|
|||
AlNajjar Eng.Mohamed Hosseini Al-Najjar Joined: 08-07-2012 Posts: 360 Country: |
العبادة في الهَرْج كهجرة إليّ شكرا على الموضوع
|
||
|
|||
|
Bookmarks | ||||
|
|