بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

التخفيف في الصلاة..

المراد بالتخفيف ما وافق سنة النبي صلى الله عليه وسلم..

وليس المراد بالتخفيف ما وافق أهواء الناس حتى

صار الإمام يركض في صلاته ولا يطمئن فيها...

قال أنس بن مالك رضي الله عنه:

ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم صلاة من النبي

صلى الله عليه وسلم..

إذن:-

إذا كان الإنسان إماما فإنه لا ينبغي له أن يطيل في الصلاة،

كما في الحديث المتفق عليه

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله

صلى الله عليه وسلم قال:

إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن فيهم

الضعيف والسقيم والكبير وذا الحاجة...

واعلم أنه قد يكون التخفيف عارضا طارئا مثل

ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يفعل...

كان يدخل في الصلاة وهو يريد أن يطيل فيها

فيسمع بكاء الصبي فيوجز مخافة أن تفتتن أمه...

كما في حديث أنس بن مالك المتفق عليه أنه

كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن تفتتن أمه..

وفي رواية عند البخاري عن أبي قتادة الحارث

بن ربعي الأنصاري

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :إني

لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع

بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه..

وقوله: "أريد أن أطول"..

المراد بالإطالة النسبية ليست الإطالة الزائدة كما كان يفعله

من قبل فإذا سمع بكاء الصبي أوجز وخفف مخافة أن يشق

على أمه..

وربما يشغلها كثيرا عن الصلاة فيخفف من أجل ذلك..

ومن فوائد هذه الأحاديث:-

*-أنه يجوز المصلى أن يغير نيته من التطويل

إلى التخفيف أو بالعكس..

إذا وجد سبب لذلك لأن النبي صلى الله عليه

وسلم كان اذا دخل الصلاة ويريد أن يطليها فيخفف..

*-فإذا حصل طارئ يوجب أن يخفف الإنسان

صلاته لكن على وجه لا يخل بالواجب..

إذن التخفيف نوعان:-

*-تخفيف دائم:-

وهو ما وافق سنة النبي صلى الله عليه وسلم..

*-وتخفيف طارئ أو عارض:-

وهو ما دعت إليه الحاجة وهو أيضا من السنة..

والمهم أنه ينبغي للإنسان مراعاة أحوال الناس ورحمتهم..

فوائد ابن عثيمين رحمه الله من رياض الصالحين

(ص556-555. 563-561/م2)