You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
28-09-2016 10:55
ahmeddodo


Joined: 07-10-2014
Posts: 2,362
Country: Egypt
Male ahmeddodo is Offline now
- نهي الشرع عن لعن الدواب

نهي الشرع عن لعن الدواب
نهى الشرع الحكيم عن اللعن مطلقًا لكل من لا يستحق اللعن، حتى إنه نهى عن لعن الدواب.   ♦ فقد أخرج الإمام مسلم من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقةٍ، فضجرت [1]، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((خذوا ما عليها ودعوها؛ فإنها ملعونة))، قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد".   ♦ قال النووي رحمه الله تعالى في "رياض الصالحين" (ص590): "إنما قال هذا زجرًا لها ولغيرها، وكان قد سبق نهيها ونهي غيرها عن اللعن، فعوقبت بإرسال الناقة، والمراد النهي عن مصاحبته صلى الله عليه وسلم لتلك الناقة في الطريق، وأما بيعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبته صلى الله عليه وسلم من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا، فهي باقية على الجواز؛ لأن الشرع إما ورد بالنهي عن المصاحبة، فبقي الباقي كما كان"؛ اهـ بتصرف.   ♦ وأخرج أبو يعلى وابن أبي الدنيا بإسناد جيد عن أنس رضي الله عنه قال: "سار رجلٌ مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلعن بعيره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عبد الله، لا تسِرْ معنا على بعير ملعون))".   وعند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر يسير، فلعن رجلٌ ناقةً - وفي رواية: ناقته -، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين صاحب الناقة؟))، فقال الرجل: أنا، فقال: ((أخِّرْها؛ فقد أجيب فيها))".   وفي رواية الإمام مسلم من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: "بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وتضايق بها الجبل، فقالت: حل[2]، اللهم العنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة))".   وبالجملة: فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لعن الدواب؛ ليتعود المسلمين على حلاوة الألفاظ، وطيب الأقوال، وتجنب السخط، وبذاءة الكلام، وكان هذا هو حال السلف رحمة الله عليهم يقول عمرو بن مالك: سمعت أبا الجوزاء يقول: "ما لعنت شيئًا قط، ولا أكلت شيئًا ملعونًا قط، ولا آذيت أحدًا قط"؛ (سير أعلام النبلاء: 4/ 371).   تحذير: احذر من لعن شخص معين؛ فهذا أمر خطير، فاللعن على ثلاث مراتب: الأولى: اللعن بالوصف الأعم؛ كقولك: "لعنة الله على الكافرين والمبتدعين، والفسقة والظالمين"، فهذا جائز، وهو في القرآن كثير؛ كقوله تعالى: ﴿ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 18]، وقوله تعالى: ﴿ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44].   الثانية: اللعن بأوصاف أخص منه؛ كقولك: "لعنة الله على اليهود والنصارى والمجوس، وعلى القدرية والخوارج والرافضة، أو على الزناة وآكلي الربا"، وهذا أيضًا جائز، والأدلة على ذلك كثيرة، منها: ♦ قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))؛ (رواه مسلم).   ♦ وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من غيَّر منار الأرض[3]))؛ (رواه مسلم).   ♦ وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن أحدث فيها [4] حدَثًا[5] أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)).   ♦ وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله آكل الربا))؛ (رواه البخاري ومسلم). ♦ وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله الواصلة والمستوصلة[6]))؛ (رواه البخاري). ♦ وقوله صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله السارق يسرق البيضة))؛ (رواه البخاري ومسلم).   ♦ وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم العن بني لحيان، ورعلًا، وذكوان، وعصية[7]؛ عصوا الله ورسوله))؛ (رواه مسلم).   ♦ وأنه صلى الله عليه وسلم: ((لعن المصورين))؛ (كما جاء عند البخاري).   ♦ وأنه صلى الله عليه وسلم: ((لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال))؛ (أخرجه البخاري).   وغير ذلك من الأحاديث التي ذكر فيها لعن أصحاب الأوصاف المذمومة دون تعيين لأحد بعينه.   الثالثة: اللعن لشخص بعينه، وهذا لا يجوز، وهو من الأمور الخطيرة التي تساهل فيها الناس؛ كقول البعض: "فلان لعنه الله، أو لعنة الله على فلان، أو فلان ملعون"، ويقال هذا في حق إنسان كافر أو عاصٍ، لم يأتِ في حقه نص يدل على لعنه أو تكفيره، وعليه فلا يجوز لعنه؛ لأننا لا ندري بما سيختم له، فهذه من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا رب البرية.   تنبيهات: 1) كل شخص ثبتت لعنته من جهة الشرع فيجوز لعنه؛ كقولك: "لعنة الله على فرعون أو هامان"، أو "لعنة الله على أبي جهل"، "وأبي لهب وزوجته"... وأشباههم، فمن جاء في حقهم نص أنهم ماتوا على الكفر أو الشرك، أما غيرهم من الأحياء من أهل الكفر أو الشرك أو الفسق فلا يجوز لعنهم - كما مر بنا - لأن اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله، ونحن لا ندري ما يختم به لهذا الفاسق أو الكافر، فربما يهديهم الله وتنصلح أحوالهم ويصبحون من أنصار الحق بعد أن كانوا من أنصار الباطل، ويختم لهم بخاتمة السعادة، فكيف نقطع بأنهم مطرودون من رحمة الله".   ♦ والنبي صلى الله عليه وسلم لما دعا في قنوته شهرًا على أناس (لم يأتِه من الوحي في حقهم شيء، ولم يتم معاقبتهم)، وهم الذين قتلوا أصحاب بئر معونة، نزل قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ﴾ [آل عمران: 128]، يعني أنهم ربما يسلمون، فمن أين تعلم أنهم ملعونون؟! فترك النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء عليهم ولَعْنَهم [8].   وأيضًا ثبت في "صحيح البخاري" من حديث عمر رضي الله عنه: "أن رجلًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبدالله، وكان يلقب: حمارًا، وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد جلده في الشراب، فأتي به يومًا، فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تلعنوه؛ فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)).   فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وهذا يدل على عدم جواز لعن إنسان بعينه حتى ولو كان عاصيًا، إلا من جاء في حقه نصٌّ بلعنه أو بكفره.   قال مكي بن إبراهيم: "كنا عند ابن عون، فذكروا بلال بن أبي بردة، فجعلوا يلعنونه ويقعون فيه، وابن عون ساكت، فقالوا: يا بن عون، إنما نذكره بما ارتكب فيك، فقال: إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم القيامة: لا إله إلا الله، ولعن الله فلانًا، فلأن يخرج من صحيفتي: لا إله إلا الله، أحب إلي من أن يخرج منها: لعن الله فلانًا".   2) قد يقول قائل: "إن الكافر يلعن؛ لكونه كافرًا في الحال، كما يقال للمسلم: "رحمه الله"؛ لكونه مسلمًا في الحال، وإن كان يتصور أن يرتد.   والرد على هذا أن معنى قولنا: "رحمه الله"؛ أي: ثبَّته الله على الإسلام الذي هو سبب الرحمة، وعلى الطاعة، ولا يمكن أن يقال: "ثبت الله الكافر على ما هو سبب اللعنة"، فإن هذا سؤال للكفر، وهو في نفسه كفر، بل الجائز أن يقال: "لعنه الله إن مات على الكفر"، ولا لعنه الله إن مات على الإسلام، وذلك غيب لا يدرى، والمطلق مترددٌ بين الجهتين، ففيه خطر، وليس في ترك اللعن خطر، وإذا عرفت هذا في الكافر، فهو في زيد الفاسق أو زيد المبتدع أولى.   فلعن الأعيان فيه خطر؛ لأن الأعيان تتقلب في الأحوال، إلا من أعلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم.   3) يجوز لعن من لعنه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم من الحيوانات: ♦ فقد أخرج ابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "لدغ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عقربٌ وهو يصلي، فقال: ((لعن الله العقرب، لا تدع مصليًا ولا غيره، فاقتلوها في الحل والحرم)).   ♦ وفي رواية عند الطبراني من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقربٌ وهو يصلي، فلما فرغ قال: ((لعن الله العقرب، لا تدع مصليًا ولا غيره))، ثم دعا بماءٍ وملح، وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾ [الفلق: 1]، و﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾ [الناس: 1].   4) يقرب من اللعن: الدعاء على الإنسان بالشر، حتى الدعاء على الظالم؛ كقول الإنسان مثلًا: "لا صحح الله جسمه، ولا سلمه... وما يجري مجراه، فإن ذلك مذموم؛ (انظر الإحياء: 3/ 132 - 35)، (رياض الصالحين: ص590 - 591، الأذكار: ص303، وكلاهما للإمام النووي - رحمه الله تعالى).   من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم: أخرج الإمام أحمد والبخاري في "التاريخ" والطبراني في "الكبير" عن جرموزٍ بن أوس الهجيمي رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله، أوصني، قال: ((أوصيك ألا تكون لعانًا))"؛ (صحيح الجامع: 2542)، (الصحيحة: 1729).   ويعلنها النبي صلى الله عليه وسلم مدوية لتستقر في أذن كل صغير وكبير، فيقول: ((لا تلاعنوا بلعنة الله[9]، ولا بغضبه[10]، ولا بالنار[11]))؛ (رواه الترمذي وأبو داود عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، وهو في صحيح الجامع: 7443).   ♦ ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة؛ حيث قال ربنا سبحانه: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].   ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم لعَّانًا، ولا سَبَّابًا، ولا فاحشًا، بل كان رحمة للعالمين.   وقد ثبت في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قيل: يا رسول الله، ادع على المشركين، قال: ((إني لم أُبْعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعِثْتُ رحمةً)).   وأخرج الطبراني في "الكبير" عن كريز بن أسامة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((إني لم أُبْعَثْ لعَّانًا)). وفي "الصحيحين" من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال: ((لم يكُنْ رسول الله فاحشًا، ولا لعَّانًا، ولا سَبَّابًا)).   فاللهم اجمعنا به في جنتك ومستقر رحمتك!   وبعد: فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة.   نسأل الله أن يكتب لها القَبول، وأن يتقبلها منا بقَبول حسن، كما أسأله سبحانه وتعالى أن ينفع بها مؤلفها وقارئها، ومن أعان على إخراجها ونشرها؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.   هذا، وما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما كان من سهو أو خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وهذا شأن أي عمل بشري، يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صوابًا، فادع لي بالقبول والتوفيق، وإن كان ثم خطأ فاستغفر لي! وإن تجد عيبًا فسد الخللا ♦♦♦ فجلَّ مَن لا عيبَ فيه وعلا   فاللهم اجعل عملي كله صالحًا، ولوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحد فيه نصيبًا. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.   وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.   هذا، والله تعالى أعلى وأعلم. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك --------------------------------------------------------------------------------------------------------------

The following user says thank you to ahmeddodo for this useful post:

Post: #2
28-09-2016 12:45
ElMasrawia


Joined: 13-05-2015
Posts: 524
Country: Saudi Arabia
Male ElMasrawia is Offline now
- نهي الشرع عن لعن الدواب
فتح الله عليكم
The following user says thank you to ElMasrawia for this useful post:

Post: #3
28-09-2016 21:06
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- f@dy_DoDo is Offline now Disabled
- نهي الشرع عن لعن الدواب
thaaaaaaaaaaaaank



Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: