بســـــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه أما بعد ..... أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن سورة البقرة
▪ قوله تعالى : ( ورعد وبرق )
قوله تعالى : ( ورعد ) ضرب الله المثل بالرعد لما في القرآن من الزواجر التي تقرع الآذان ، وتزعج القلوب . وذكر بعضا منها في آيات أخر كقوله : ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة ) الآية [ 41 \ 13 ] ، وكقوله : ( من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) الآية [ 4 \ 47 ] ، وكقوله : ( إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) [ 34 \ 46 ] .
وقد ثبت في صحيح البخاري في تفسير سورة الطور من حديث جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه الآية ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ) [ 52 \ 35 ] إلى قوله ( المسيطرون ) كاد قلبي أن يطير ، إلى غير ذلك من قوارع القرآن وزواجره التي خوفت المنافقين حتى قال الله تعالى فيهم : ( يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو ) [ 63 \ 4 ] ، والآية التي نحن بصددها وإن كانت في المنافقين ، فالعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب.
قوله تعالى : ( وبرق ) ضرب تعالى المثل بالبرق ; لما في القرآن من نور الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة .
وقد صرح بأن القرآن نور يكشف الله به ظلمات الجهل والشك والشرك ، كما تكشف بالنور الحسي ظلمات الدجى كقوله : ( وأنزلنا إليكم نورا مبينا ) [ 4 \ 174 ] ، وقوله : ( ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) [ 42 \ 52 ] وقوله : ( واتبعوا النور الذي أنزل معه ) [ 7 \ 157 ].
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن