You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
28-02-2016 10:41
ahmeddodo


Joined: 07-10-2014
Posts: 2,336
Country: Egypt
Male ahmeddodo is Offline now
شرح حديث : ( لكل داء دواء)

شرح حديث : ( لكل داء دواء)


عن جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لكل داءٍ دواءٌ، فإذا أُصِيبَ دواءُ الداء، بَرَأَ بإذن الله عزَّ وجل)).





المفردات:



لكل: جارٌّ ومجرور، خبر مُقدَّم، و(كل) منالكلمات التي تُفيد العموم، وفي أغلب استعمالها تكون مضافة، وقد تُنوَّن،فيكون تنوينها عِوَضًا عن المضاف إليه، نحو قوله تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ﴾ [الإسراء: 84]؛ أي: كل إنسان، أو كل أحد، ولا تدخل عليها "أل" في كلامعربي فصيح؛ لأنها مضافة لفظًا أو تقديرًا، فأصبحت بهذه الإضافة معرفة أو فيحُكْم المعرفة، ومثلها (بعض)[1].





داء: مضاف إليه، والداء: المرض، وهونوعان: بدني، وهو ما يُصيب الإنسانَ في جسمه، كالحمَّى والصداع والقروحوغيرها من الأمراض المادية؛ ورُوحي، وهو ما يُصيب الإنسان في رُوحه ونفسه،كقسوة القلب وغِلْظته، وسوء الخُلُق ورداءته، ومنه النفاق والحسد والكِبْر،والعياذ بالله تعالى! ويُجمَع الداء على أدواء.





دواء: مبتدأ مؤخَّر، والدواء: ما يُعالَجبه الداء طلبًا للشفاء، وهو نوعان كذلك: رُوحيٌّ معنوي، مِثْل الرُّقىوالدعاء والاستغفار؛ وحسيٌّ ماديٌّ: كالعسل، والحجامة، والعقاقير المعروفةفي عِلْم الطب، ومنه الكي، وهو أشدها، ويُجمَع الدواء على أدوية، كما يجمعالشفاء على أشفية.





ولا يجوز من الدواء رُوحيًّا كان أوماديًّا إلا ما أذن به الشرع، وأفضله ما ورد في الكتاب العزيز والسُّنةالنبوية، ولا سبيل إلى معرفة طبِّ القلوب والأرواح إلا من قِبَل الوحي،وأما طب الأبدان، فيرجع معظمه إلى التَّجرِبة.





فإذا أصيب دواء الداء:



الفاء للعطف والترتيب، و(إذا) ظرف للمستقبل من الزمان، والمشهور أنه خافض لشرطه منصوب بجوابه[2]،وأصيب: فِعْل ماضٍ مبني للمجهول فعل الشرط، ودواء: نائب الفاعل، والداء: مضاف إليه، وأصْل الجملة: فإذا أصاب المريضُ دواءَ دائه؛ أي: وجده وصادفه،حذف الفاعل؛ لأنه غير مُعيَّن فلا يتعلَّق به غرضٌ خاص، وأقيم المفعولمقامه فارتفع ارتفاعه.





برَأَ: أي سَلِم وعوفي، جواب الشرط، يقال: برأ من مرضه يبرأ بَرءًا، وبرئ بالكسر بُرءًا فهو بارئ؛ أي: مُعافى،ويقال: برئ من العيب براءةً؛ مِثْل: سلِم سلامة، وزنًا ومعنى.





بإذن الله عزَّ وجلَّ: مُتعلِّق بجواب الشرط، وإذنُه تعالى: إرادتُه ومشيئتُه.





المعنى الإجمالي:



اشتمل الحديث على جملتين: اسميَّة أفادت العموم، وفعليَّة شرطية مُرتَّبة عليها.





بيَّن النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيالجُمْلة الأولى أنه ما مِن مَرَض في هذا الوجود - رُوحيًّا كان أو بدنيًّا - إلا وله دواء يُعالَج به، علِمه مَن علِمه، وجَهِله مَن جَهِله، وبيَّنفي الجملة الأخرى التي رتَّبها على سابقتها أنه إذا وافَق الدواء الداء،وأذن الله تعالى بالشفاء، عوفي المريض من مرضه، وسلِم من دائه، فهذان شرطانللبُرْء لا بد منهما:



إصابة الداء وموافقته للدواء، بأن يكونمناسبًا له في كميَّته وكيفيَّته وزمان تَعاطيه ومكانه، وتلقِّيهبالقَبُول، ولا سيما الدواء الرباني والطب النبوي.





وإذن الله تعالى ومشيئته، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن ﴿ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ [الإنسان: 30].





وفي معنى هذا الحديث قوله صلى الله عليهوسلم: ((ما أنزل الله داء، إلا أنزل له شفاءً))؛ رواه البخاري عن أبيهريرة؛ أي: ما أصاب الله عبدًا بداء إلا جعل له دواءً يُبرئه، بيَّنه اللهتعالى في كتبه، أو على لسان أنبيائه ورسله، أو هدى إليه مَن شاء من عبادهبإلهام صادِقٍ أو تجرِبة موفَّقة.





بعض ما يؤخذ من الحديث:



1- دلَّ الحديثُ بإفادته العموم على أن الله تعالى خلَق أدوية لجميع الأمراض،حتى الناشئة عن السموم القاتلة، والمستعصية على الأطباء المهَرَة، ولكنهسبحانه طوى عِلمَها عنهم فلم يجعل لهم إليها سبيلاً؛ تحقيقًا لقوله - جلشأنه -: ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18]، وقوله سبحانه: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85].





2- كمادلَّ الحديث على أن التداوي من الأسباب المادية للشفاء، فلا تأثير له إلابإذنه وإرادته عزَّ سلطانه، فكما لا يَلزَم من وجود الداء العلمُ بالدواء،لا يلزم من وجود الدواء تحقيق الشفاء، بل ربما أحدث الدواء داءً آخر، وربماتَحقَّق البرء من غير دواء، كما شُوهِد في كثير من الأحيان.





3- وفي الحديث مشروعيَّة التداوي؛ بل استحبابه، وأنه لا يُنافي التوكُّل، بلهو من جملته؛ إذ لا تتم حقيقة التوحيد إلا بالأخذ في الأسباب التي نصبهاالله تعالى مقتضيات لمسبَّباتها قدَرًا وشرعًا، فتعطيلها يَقدَح في التوكلنفسه، فإن الصادق في توكُّله يَمتثِل ما أمر به من الأخذ في الأسباب،مُعتمِدًا على العزيز الوهَّاب، وربما وجب التداوي شرعًا إذا كان في ترْكهتعطيلُ أمر واجب من واجبات المعاش أو المعاد، لا جَرَم أن المرض الشديديحول بين المريض وخير كثير، وقد جاء الأمر بالتداوي صريحًا في قوله صلىالله عليه وسلم: ((تَدَاوَوْا عبادَ الله، فإن الله - عز وجل - لم يُنزِلداءً إلا أنزل معه شفاءً، إلا الموت والهَرَم))؛ رواه الإمام أحمد وغيره عنأسامةَ بن شَريك[3].





4- والحديث يُشير إشارةً لطيفة إلى لطفه سبحانه بعباده ورحمته بهم، إذ ابتلاهمبالأدواء وأعانهم عليها بالأدوية، كما ابتلاهم بالذنوب وأعانهم عليهابالتوبة والحسنات الماحية.





5- وبهذا الإيضاح يردُّ الحديثَ على غُلاةِ الصوفية الذين يُنكِرون التداوي،ويقولون: إن المرض بقضاء الله وقَدَره! غافلين أو متغافلين عن أن التداويكذلك بقضاء الله وقدَره، بل كل ما يقع في الكون بقضاء الله وقدره، ومن ذلكأقرب الأشياء إلينا الجوع والعطش، وقد أُمِرنا بدفعهما بالأكل والشرب، كماأُمِرنا بدفع المضارِّ، وقتال الكفار، وجهاد النفس والهوى، ونُهينا عنالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة، مع أن الأجل لا يتغيَّر، والمقادير لايتقدَّم شيء منها ولا يتأخَّر.





من مباحث الحديث:



(أ) هلهذا الحديث عامٌّ باقٍ على عمومه كما يستفاد من (كل) الموضوعة للعموم، أوهو عامٌّ مخصوص بالهَرَم - وهو كِبَر السنِّ - وبالموت، كما فيحديثأسامةبن شريك المتقدِّم؟



قيل: إنه عام مخصوص، ومعناه أن لكل داءدواء إلا داءين اثنين لا دواء لهما ألبتَّة، هما: الهرم والموت، ولكن هذاالتخصيص لا يتم إلا إذا عدَدْنا الهَرَم والموتَ مرضين حقيقيَّين، وقلنا: إن الاستثناء متَّصِل؛ أي: إنهما من جنس الأمراض الحقيقية، فإن قلنا: إنهماليسا من الأمراض الحقيقية، وإنما سماهما الرسول صلى الله عليه وسلم داءينعلى التشبيه بالمرض الذي تنتهي به الحياة، فالاستثناء حينئذٍ مُنقطِع.





وعلى هذا، فالحديث باقٍ على عمومه، ليس مخصوصًا ولا مُعارَضًا بحديث أسامة، والأمر بالتداوي مطلوب في كل حال مُمكِنة: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].





(ب) وهلالحديثُ بما دلَّ عليه من مشروعية التداوي: جوازًا أو استحبابًا أو وجوبًا - مُعارَض بحديث السبعين ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وقد وصفهمالنبي صلى الله عليه وسلم بأنهم ((لا يسترْقُون ولا يتطيَّرون ولا يكتوون،وعلى ربهم يتوكَّلون))؛ رواه الشيخان وغيرهما عن ابن عباس؟ ففي هذا الحديثالصحيح وصف هؤلاء المتوكلين بأنهم لا يطلبون الرُّقية ولا يتداوَوْنبالكيِّ، وقد قدَّمنا أن الأخذ في أسباب الشفاء لا يمنع من التوكل، بل هومن جُمْلته.





وقد أجيب عن هذا التعارض بجملة أجوبة:



منها: أن التوكل درجات بعضها فوق بعض،وهؤلاء السبعون ألفًا بلغوا الغايةَ في التوكل، وأن التداوي والأخذ فيالأسباب لمن دونهم من المتوكلين، وفي هذا الجواب ضَعْف؛ لأن سيد المتوكلينصلوات الله وسلامه عليه تداوَى وأمر بالتداوي، ورَقَى نفسَه ورقَاه جبريل،وأمر بالرُّقى المأذون فيها، وظاهرٌ أن ذلك كله على سبيل الاستحباب، لالبيان الجواز فقط كما قيل.





ومنها: أن هؤلاء المتوكلين لا يسترْقُونبرُقَى الجاهليَّة، ولا يكتوون مُعتقِدين أن للكي تأثيرًا بذاته، وهذاالجواب أضعف من سابقه؛ لأن مَن رَقَى أو استرقى برُقَى الجاهلية ليس منالمتوكلين أصلاً، وكذلك مَن اعتقد أن للكي أو للدواء تأثيرًا بذاته، فهوضعيف الإيمان، ويُخشى عليه الزَّلل، فما أبعده عن التوكل والمتوكلين (السبعين)! ومن القواعد الشرعيَّة أن المزيَّة لا تَقتضي الأفضلية، فإذاامتاز هؤلاء السبعون ألفًا بهذه الفضيلة، ففي الأمة المحمدية ممن لميتميَّز بها من هم أفضل منهم في الجملة، ولهذا شواهد كثيرة لا تُحصى[4].





ومما يَزيد هذا الجواب قوةً وقَبُولاً ماجاء فيحديثرِفاعةَ الجُهَني عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((وعدني ربي أنيُدخِل الجنةَ من أمتي سبعين ألفًا بغير حساب، وإني لأرجو ألا يدخلوها حتىتَبوءوا أنتم ومَن صلَح من أزواجكم وذرياتكم مساكنَ في الجنة))؛ الحديثرواه الإمام أحمد وصحَّحه ابن حبان[5].





فقد دلَّ على أن مزية السبعين بالدخولبغير حساب، لا تَستلزِم أنهم أفضل من غيرهم، بل فيمن يُحاسَب في الجملةحسابًا يسيرًا من يكون أفضل من هؤلاء السبعين.


المصدر / الالوكه

The following 2 users say thank you to ahmeddodo for this useful post:

Post: #2
28-02-2016 12:10
aboalftooh


Joined: 27-02-2015
Posts: 3,758
Country: Egypt
Male aboalftooh is Offline now
شرح حديث : ( لكل داء دواء)
:thankyou:
The following user says thank you to aboalftooh for this useful post:

Post: #3
28-02-2016 15:46
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- Qasaimeh is Offline now Disabled
شرح حديث : ( لكل داء دواء)
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: