لما يغادرك حبيب
غالى
لأى سبب كان
لسفر او فراق او رحيل إجبارى
بيبقى الموقف شبيه بحادثة كدا و حصلتلك
و إنت معدى الشارع
و شايف العربية جاية عليك
و هتخبطك خلاص
و رغم محاولتك تفاديها
إلا إنك مبتقدرش تعادى القدر
و برضو بتتخبط خبطة تطيرك فووووق فى الهوا
تنزلك على الأرض
ولحسن الحظ أو لسوءه ... مش متأكدة قوى من الحكاية دى
إنك مبيجرلكشى حاجة ساعتها و تفقد الوعى
لأ
بتقوم بسرعة من وقعتك
و تطمن الناس اللى إتلمت حواليك مخضوضة
و تقولهم
أنا كويس ... أنا كويس
مفيش حاجة
و لحد ما تروح بيتكم و تحكى تفاصيل الحادثة و تاكل و تنام
مبتبقاش فعلاً حاسس بحاجة
لكن بعد صحيانك و مرور كام ساعة
يبدأ التعب يحل عليك
و تقول آآآآآآآآآآآه ه ه ه
لما يغادرك حبيب
مبتحسش فى الأول بألم الفراق
و لا بجسامة حجمه
لكن بتبتدى أعراض الإنسحاب تبدأ واحدة واحدة
و من غير ما تحس تلاقى جواك فراغ رهيب
و إن روحك بقت صحرا واسعة محدش يعرف أولها من آخرها
رغم وجود ناس حواليك
إنت نفسك تبقى مستغرب من نفسك
لما تبتدى تفتقد حبيبك فى أبسط
و أعبط التفاصيل
يعنى مثلا تكتشف إن ريحته وحشاك قوى
و تجرى على آخر بيجامة كان لابسها عشان تضمها
و تستنشق عبيره
و تفضل محتفظ بهدومه و معلقها على الشماعة
عشان كل يوم
تمسكها و تضمها لحضنك زى المجانين
لحد ما الناس حواليك تقلق عليك
و تسألك
فترد تقول
أنا كويس .. أنا كويس
مفيش حاجة
و لما الموضوع يزيد و تحاول تطمن اللى حواليك
يبقى مفيش حل غير إنك تشيلها
و تحطها أخيرا فى سبت الغسيل و تبصلها
و كأنك بتقنع نفسك
إن صاحبها لسه قالعها من ساعات بس
و إنه موجود بس هوه راح مشوار و راجع
لما يغادرك حبيب
يوم ورا يوم بيوحشك حضنه
و تحس بعده ببرد هائل
و تقعد تفكر فى ضمك ليه
و ملمس شعره لما كنت بتدفس فيه مناخيرك
و تفضلوا تحكوا الحكايات لحد ما يغلبكوا النوم
بيوحشك صوته
و ضحكاته المجلجلة
و صخبه الدائم
و تلاقى الحيطان اللى كانت بتضمكوا
بقت ساكتة
و كأنك فجأة بقيت واقف وحدك فى مركب صغير وسط محيط
و يتهيألك كتيرإنك نسيت صوته كان عامل إزاى
و يتهيألك كمان إنك لو سمعته فى أى حتة
مش هتقدر تميز نبراته
و لولا إنك مسجل له على الموبايل مشاهد صوت و صورة
يمكن كنت تنسى بجد .. فتترعب أكتر
و تستعجب من إمكانية أن ينسل بنى آدم منك
بهذه الغرابة و الكيفية
و كمان تستهجن روحك قوى
فى إن إزاى ... تنسى ملامح وشه بسرعة كدا ؟؟
لولا وجود الصور الفوتوغرافية عشان تفكرك
وتبدأ تفتقده و بجنون
فى الأول
كنت بتقعد تتفرج عل كليباته على الكمبيوتر
و على ألبومات صوره
و تضم هدومه زى المجذوب
و بعدين تقرر تقوى قلبك
فتشيل هدوه من ضرفة الدولاب عشان مش كل ما تفتحه
تعيط
و تلم أشياؤه المتنطورة هنا و هناك فى مكان مقفول
عشان متشفهاش فين ما تروح
ومع محاولة إقناع نفسك إن دا الصح
تبطل تجيب سيرته عشان متضايقش اللى حواليك
بحكاياتك المستمرة عنه
و يبطلوا بالتالى يسالوك وتبطل إنت ترد عليهم بجملة
أنا كويس ...أنا كويس
مفيش حاجة
لكن .....
لما تختلى بنفسك
تهاجمك أشباح الوحشة و الإفتقاد
فتكتشف إن غيابه
بيكثف حضوره اكتر
و إنك مهما سكتت ... كل حاجة حواليك بتجبرك تتكلم
و تحس إنه حبك لازم يكون غير كدا
فتقرر إنه
لما يغادرك حبيب
تكون إيجابى
فتبدأ تبعث الحياة فى أوضته من تانى
او تعمله ركن مخصوص فى أوضتك إنت
كل ما تلاقى حاجة فى محل ممكن تعجبه ... تشتريها
و تحطها فى مكانه الخاص
و تمنى روحك إنه يوم هيرجع و يشوفها
و يعرف إنك كنت بتفكر فيه
و منسيتوش لحظة
تبدأ تتكلم عنه كتير من تانى وبسلاسة تنطق إسمه أربع خمس مرات فى الساعة
من غير ما يهمك إن اللى بيسمعك إحتمال يزهق
تحاول تفتكر كل تفاصيل حياتك معاه
و بدقة
و تقرر تسجلها
عشان لو فى يوم نسيت ... الكتابات دى تفكرك
تعلق صوره فى كل حتة فى أوضتك
عشان فين ما تتلفت .. تلاقيه بيبصلك وبيضحكلك
و عشان تقوله و تقول لنفسك
كان فيه واحد هنا
ملء السمع و البصر و القلب
و لو كان ساب المكان دا غصب عنه و عنك
فدا مجرد غياب مكانى
لكن فى حقيقة الأمر
فهوإنه لم يغادر الروح و لا القلب و لا العقل
و لو لثوانى
و مكانه محفوظ و لو غاب ميت سنة ضوئية
و إنه حتى
لو غادرك حبيب
فإنت لن تغادره فى يوم
و هتفضل تقول لنفسك لحد ما يرجع
أنا كويس .. أنا كويس
مفيش حاجة
مـــــنــــــــقــــــــول