ترجمة وإعداد: عمرو أبو بكر
مرّت عشر سنوات منذ أن قام 19 إرهابيا من تنظيم القاعدة بخطف أربع طائرات ركاب أمريكية، واقتحموا بها برجَيْ مركز التجارة العالمي، والبنتاجون، وقد تحطّمت الطائرة الرابعة (التي كان مِن المخطط أن تصطدم بالبيت الأبيض) في حقل في ريف بنسلفانيا، وهو ما أسفر عن مقتل جميع مَن كانوا على متنها، وقُتِل ما يُقدَّر بـ3000 وجرح الآلاف في تلك الهجمات المنظَّمة.
لقد شهد هذا اليوم واحدا من أكبر الأحداث التي رجّت الأوساط الإعلامية في التاريخ الحديث، والجميع تقريبا سوف يتذكَّر أين كانوا عندما اندلعت هذه الحادثة، وسط تلك المأساة والرعب الذي وقع في تلك الأيام والأسابيع والأشهر التي تلت تلك الحادثة، ونعرض هنا تسعة أشياء مذهلة، قد لا تكون معروفة حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر:
الحقيقة الأولى: تمّ انتشال 20 شخصا أحياء من تحت الأنقاض
خلال عملية البحث عن الناجين تحت أنقاض برج مركز التجارة العالمي في أحداث 11 سبتمبر، تمّ انتشال 20 شخصا أحياء من تحت الأنقاض، وكان مِن بين الناجين جون ماكلولين وويليام جيمينيو، وهما من رجال شرطة الموانئ، واللذان تمّ إنقاذهما بعد أن ظلا تحت الأنقاض لمدة تتراوح ما بين 13 و 21 ساعة، وكانا موضوعا لفيلم عُرِض عام 2006 بعنوان "مركز التجارة العالمي" لأوليفر ستون.
كما كان من بين الناجين باسكوالي بازللي -مهندس إنشاءات بهيئة الموانئ- وجينلي جوزمان -وتعمل سكرتيرة- وكانت في مكاتب الطابق 64 من البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي عندما صدمت الطائرة المبنى.
فَقَد بازللي الوعي لمدة ثلاث ساعات، واستيقظ على ثلة من الأنقاض، وظلّ يبحث عن السماء، حتى نجا من تحت الأنقاض، وهو يُعاني كسرا في القدم، وجروحا قطعية، وارتجاجا في المخ، وتمّ إخراجه من تحت الأنقاض من قِبل العاملين في الإنقاذ، أما جوزمان -التي كانت تحت الأنقاض لأكثر من 27 ساعة بعد سقوط البرج- فقد سُحقت ساقها، لكنها تعافت تماما في غضون أربعة أشهر.
الحقيقة الثانية: بريطانيا ثاني دولة كانت لها خسائر في الأرواح بعد أمريكا
لم يكن الأمريكيون وحدهم هم الذين وقعوا ضحية هجمات مركز التجارة العالمي والبنتاجون؛ فقد عانت أكثر من 80 جنسية على الأقل من بين ضحايا أحداث ذلك اليوم المروّع، بما في ذلك: الأيرلندية، واليابانية، والأسترالية، والبريطانية، والنيوزيلندية، والسويسرية، والهندية، والمكسيكية، والبرازيلية، والجنوب إفريقية، والكندية، فقد لَقِي 372 مصرعهم من غير الأمريكيين، منهم 67 شخصا من الجنسية البريطانية.
الحقيقة الثالثة: تمكّن ديفرانسيسكو من الهرب في آخر لحظة من انهيار البرج الجنوبي
ديفرانسيسكو (البالغ من العمر 37 عاما) تمكّن من الهرب أثناء وجوده بالطابق الأول من البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي، وذلك أثناء ضرب الطائرة الثانية للبرج بين الطابقين 77 و 85؛ حيث دفعته الصدمة إلى خارج المبنى، والذي انهار بعد خروجه على الفور.
وأثناء هروبه من المبنى -في وقت انهياره- سقطت عليه كتلة من اللهب أصابته بعدة حروق في أنحاء جسده، وكسر في ظهره، وكان واحدا من أربعة أشخاص تمكَّنوا من الهرب قبل انهيار برج مركز التجارة العالمي.
الحقيقة الرابعة: اندلعت الحرائق في برجَيْ مركز التجارة العالمي لمدة 99 يوما
ظلّت الحرائق مشتعلة لمدة 99 يوما، في يوم 11 سبتمبر وفي تمام الساعة 08:46 بدأت الحرائق، بعد أن ضربت أوّل طائرة البرج الشمالي، وانتهت في نهاية المطاف الحرائق المتبقية يوم 19 ديسمبر.
الحقيقة الخامسة: سقوط خامس ناطحة سحاب
المبنى رقم 7 لمركز التجارة العالمي هو واحد من أكبر البنايات الموجودة وسط منهاتن (48 طابقا)، وكان قد سقط أثناء حادثة 11 سبتمبر دون أن تلحظه أي من وسائل الإعلام؛ لأنه لم يسقط باختراق الطائرة له، ويعتقد أنه انهار نتيجة تأثّره بانهيار برج مركز التجارة العالمي المجاور له، جرّاء اختراق الطائرة له.
وقد أوردت لجنة تقصّي أحداث 11 سبتمبر تقريرا نصّ على أن الانهيار التام لثالث أكبر ناطحة سحاب ضخمة قد حدث في وقت متأخّر من بعد ظهر يوم 11 سبتمبر، وكان انهياره بمثابة أمر تافه؛ ذلك لأن معظم الناس لم يروْا فيديو لانهيار المبنى رقم 7، بل يكاد يكون من المستحيل العثور على أي إشارة إلى انهيار المبنى رقم 7 في الصحف والمجلات، أو بثّ تقارير عنه من خلال وسائل الإعلام بعد 11 سبتمبر.
الحقيقة السادسة: تمّ إرسال رسائل كودية من قِبل المتآمرين تحمل الكود 11/ 9
يُزعم أن أحد المتآمرين في أحداث 11 سبتمبر ويُدعَى "أبو عبد الرحمن" قد بعث برسالة إلى صديقته الألمانية عَبْر غرفة المحادثة على الإنترنت قبل أسابيع من الهجوم، والذي اتضح بعد ذلك أن المرسل إليه لم تكن صديقة ألمانية كما كان يُسمّيها على الإنترنت، بل كان زميلة المتآمر في أحداث 11 سبتمبر رمزي بن الشيبة.
وكانت الرسالة تنصّ على أن الفصل الدراسي الأول يبدأ في غضون ثلاثة أسابيع، وهناك مدرستان ثانويتان (وكان يقصد بهما برجَيْ مركز التجارة العالمي)، وهناك جامعتان اثنتان (وكان يقصد بهما أهداف واشنطن) متميّزتان هذا الصيف، وهناك 19 شهادة للتعليم الخاص (وهو عدد المختطفين للطائرات الأربعة التي نفّذت الهجوم)، وسيكون هناك أربعة امتحانات (وهي عدد الطائرات المستخدمة في الهجوم).
وقد أوردت شبكة CNN تقريرا أوردت فيه أن قبل حوالي ثلاثة أسابيع من أحداث 11 سبتمبر، كان قد حدّد المنفّذون لهجمات 11 سبتمبر الأهداف الأربعة التي سيتمّ استهدافها بالطائرات؛ ثلاثة منهم كانوا يطلقون عليها أسماء رمزية؛ فكان مبنى الكونجرس الأمريكي يُسمّونه "كلية الحقوق"، ومبنى البنتاجون سُمّي "كلية الفنون الجميلة"، وبرج مركز التجارة العالمي الشمالي أطلق عليه اسم "كلية التخطيط العمراني".
الحقيقة السابعة.. فَقَدت شركة واحدة ثلثي القوة العاملة لديها
كانت شركة الخدمات المالية العالمية "كانتور فيتزجيرالد" من أكثر الشركات التي تضرّرت من هجمات 11 سبتمبر، فقد فَقَدت مقرّها الواقع في الطابقين 101 و 105 في أحد برجَيْ مركز التجارة العالمي، كما فَقَدت 658 من أصل 960 من القوة العاملة؛ حيث سقطوا ضحايا في هذه الهجمات، وهو العدد الذي يبلغ ثلثي مجموع موظفيها في مدينة نيويورك.
وبعد هذه المأساة، دعا "هوارد لوثنيك" -المدير التنفيذي للشركة- زملاءه، وقال لهم: "يمكننا أن نغلق الشركة، ونحضر جنازات أصدقائنا، أو نذهب إلى العمل بجدية أكبر من أي وقت لمساعدة عائلاتهم"، وهذا بالضبط ما فعلوه، فبعد مرور عشر سنوات، صرفت الشركة أكثر من 180 مليون دولار لعائلات الموظفين المتوفّين، وأوفت بوعدها برعايتهم الصحية.
الحقيقة الثامنة: تمّ بيع حديد الصلب الذي تمّ إخراجه من هيكل مركز التجارة العالمي المنهار
ماذا تفعل السلطات الأمريكية مع 185101 طن من الصلب المكوّن منه هيكل برجي التجارة العالمي، والذي ظلّ في مقر أنقاض البرجين.
لقد قامت بإعادة تدويره، وهو ما أدّى إلى غضب الرأي العام الأمريكي؛ حيث رأوا أن السلطات تعجّلت في استخراج هيكل الصلب لبرجي التجارة قبل أن تفحص الأنقاض بشكل جيد؛ للحصول على أدلة تفيد بمن يقف وراء هذه الأحداث، وهو ما ردّ عليه رئيس بلدية بلومبرج قائلا: "إذا كنتم تريدون أن نلقي نظرة على أساليب البناء والتصميم، ففي هذا اليوم وهذا العصر تقوم أجهزة الكمبيوتر بهذا الفحص، أمّا مجرد النظر بالعين على قطعة من المعدن بشكل عام، فلن نعرف منها شيئا. "
ووفقا للموقع الإلكتروني للجنة التحقيق في أحداث 11 سبتمبر؛ فقد تمّ شحن الجزء الأكبر من الصلب (المستخرج من برجي التجارة العالمي المنهارين) إلى الصين والهند؛ حيث اشترت شركة باوستيل الصينية 50000 طن بسعر 120 دولارا للطن الواحد، وتمّ استخدام ما تبقّى من المواد الفولاذية؛ لنصب تذكاري في جميع الولايات الخمسين.
الحقيقة التاسعة: محرّك إحدى الطائرات نجا من التحطُّم
في أعقاب الهجمات، تطوّع المهندسون للتحقيق في مدى تأثّر هياكل مباني مركز التجارة العالمي، ووفقا لوكالة إدارة الطوارئ الاتحادية الفيدرالية؛ فإن محركا واحدا من الطائرات التي ضربت برجَيْ مركز التجارة العالمي نجا بأعجوبة، وظلّ سليما على الرغم من تحطّم الطائرة وانفجارها، وانهيار البرجين.