يستعد “جوكر” المسرح العربي الفنان محمد صبحي لتقديم “خيبتنا” لأنه يرفض أن “يعيش في الغيبوبة” ويحلم “بسكة السلامة” لمجتمعنا العربي بعيدا عن “ماما أمريكا”.
محمد صبحي تفرغ لمسرحيته الجديدة وسيغيب عن شاشة رمضان هذا العام على أن

يعود مجددا إليها مع “عائلة ونيس” التي فقدت الراحلة سعاد نصر، الكثير من التفاصيل نتابعها في الحوار التالي مع فنان لا يحب التنازلات حتى أنه وصف بالديكتاتور:

ما تفاصيل “خيبتنا” التي تقدمها قريبا في عرض مسرحي؟

في البداية أحب أن أوضح أن هذا الاسم له مدلول خاص يعبر عن الحالة التي نعيشها في عالمنا العربي والتدني الذي أصاب هذه الأمة، وقد مكثت في كتابة مسرحية “خيبتنا” ما يقرب من ثلاث سنوات وستكون ضمن عروض مهرجان المسرح للجميع حيث سأقدم بعدها مسرحية من الأدب اليوناني هي “أوديب” ومسرحية “غزل البنات” للريحاني.

ما القضية الرئيسية التي تناقشها المسرحية؟

تتعرض المسرحية لتجربة الهندسة الوراثية حيث تسعى الدول المتقدمة علميا للسيطرة على باقي الشعوب بالوصول إلى جينات تؤثر في اتجاهاتها وطرق تفكيرها ويتم إطلاق مواد كيميائية تحمل جينات العرب في أمريكا فيتحول حكامها إلى قادة على الطريقة العربية، وهذا الموضوع تم تناوله عن طريق رجل أعمال محب للفن يقرر عمل برنامج للمواهب الفنية على طريقة ستار أكاديمي وأجسد أنا شخصيته.

ماذا عن آخر استعداداتك لهذا العمل المسرحي؟

أحضر حاليا للبروفات وأختار الوجوه الجديدة التي سيصل عددها إلى عشرين وستكون أدوارهم مؤثرة للغاية وقد قررت اختصار فترة التدريب في الاستوديو الخاص بي بمدينة سنبل واعتبارها جزءا من بروفات المسرحية.

ومتى سيظهر العرض للنور؟

سأفتتح العرض عندما أراه كمخرج جاهزا وأنا لا أقدم عرضا مرتبطا بموسم فأنا لا أضحي بالقيمة الفنية للعمل لصالح حسابات السوق، خاصة أن جمهوري يثق كثيرا فيما أقدمه في أي وقت حتى أنني سبق وأن قدمت عروضا مسرحية في شهر رمضان وحققت حضورا جماهيريا لافتا.

لماذا تغيب عن الدراما التلفزيونية في رمضان هذا العام؟

كرست كل وقتي في الفترة الماضية لمسرحية “خيبتنا” وكان من الصعب أن أشتت ذهني في أعمال فنية أخرى لأنني أحرص دائما على جودة ما أقدمه ثم إن الفضائيات جعلت الفنان متواجدا طوال أيام العام، مثلا قناة “المحور” تعرض حاليا مسلسل “رجل غني فقير جدا” وهناك العديد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات تعرض بانتظام.

ولكن يقال إنك غير متحمس لمسلسلات رمضان؟

ظللت سنوات طويلة أحارب تشويه مسلسلاتي بالإعلانات واختيار توقيتات عرض غاية في الصعوبة بالنسبة للمشاهد الذي أصبح في حيرة من أمره بسبب تشتت ذهنه بين المسلسلات والبرامج التلفزيونية التي تكتظ بها الشاشة الرمضانية وفي النهاية وجدت أنه من الصعب تغيير الأوضاع الحالية لأنها أصبحت السمة السائدة لذلك أخذت هدنة هذا العام ربما تحسنت الأوضاع مستقبلا.

وما أخبار الجزء السادس من مسلسلك “عائلة ونيس”؟

بعد انتهائي من مسرحية “خيبتنا” سأصور الجزء السادس من المسلسل الذي ستبدأ أحداثه بوفاة “ميسا” أو سعاد نصر التي رحلت عن دنيانا وسنهدي هذا العمل إلى روحها وبالنسبة لباقي فريق المسلسل فلا تغيير فيه مع إمكانية ضم عدد من الممثلين وذلك حسب طبيعة الأحداث.

وأين مشاريعك السينمائية؟

السينما فقدت هويتها بعد أن ضاعت فيها الشخصية المصرية ثم إنها لا يمكن أن تسير في الاتجاه الصحيح ونحن نعيش قصورا واضحا في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ألاحظ أن التشاؤم أصبح جزءا من شخصيتك؟

لست متشائما ولكنني أرفض تزييف الواقع وربيت أولادي على هذا الأساس فأنا لست مثاليا ولكنني إنسان مصري غيور على وطنه وأمته العربية.

وهل ورث ابنك كريم وابنتك مريم قناعات والدهما؟

المشروع الفني الوحيد الذي كان لابد ألا أفشل فيه هو تربية أبنائي وأحمد الله على هذا وأنا سعيد الآن بأحفادي عائشة وليلى وعلي وأتمنى أن يرثوا أيضا صفات جدهم التي قد لا تتناسب مع الزمن الحالي ولكنها ستمنحهم الحب والراحة النفسية.

هل مازلت ديكتاتورا في أعمالك الفنية؟

أنا ديكتاتور الفن الجميل، وأحارب الابتذال وأسعد بحب الناس وإقبالهم على أعمالي التي تخاطب قضاياهم، وإذا كان الالتزام أصبح مرتبطا بالديكتاتورية فمرحبا بها.