أخلى رجال القوات المسلحة في ساعة مبكرة من صباح اليوم "السبت" مبنى جهاز مباحث أمن الدولة الكائن بمنطقة الرمل بالإسكندرية من الضباط والأفراد العاملين به بعد أن احتشد مئات المحتجين أمام المبنى رغبة منهم في الانتقام من أفراد الجهاز.

 

وكان عدد من المتظاهرين قد قاموا الليلة الماضية باقتحام المبنى رغم خضوعه لحراسة القوات المسلحة منذ بدء الاحتجاجات الشهر قبل الماضى.
وتمكن المتظاهرون من إحراق 4 سيارات وتحطيم 6 سيارات للشرطة كانت تقف حول المبنى المكون من 3 طوابق .
وتدخلت القوات المسلحة لفض المتظاهرين وتأمين العناصر بالمبنى من بطش المتظاهرين الذين قاموا بمحاولات تحطيم وإتلاف ماتقع عليه أيديهم ، حيث هرعت قوات الجيش إلى المكان وأطلقت الأعيرة النارية فى الهواء لتفريق المتظاهرين.

 

وقال مصدر أمنى مسئول إن 21 من ضباط الشرطة أصيبوا بإصابات مختلفة على خلفية قيام أعداد كبيرة من المواطنين بالتجمع مساء أمس الجمعة حول مقر جهاز مباحث أمن الدولة بالأسكندرية وقيام بعض العناصر باقتحامه والاستيلاء على الأسلحة الخاصة بالخدمات المتواجدة لتأمينه واحتجازهم بداخله.
وأوضح المصدر الأمنى - فى تصريح اليوم السبت -أن من بين المصابين أحد الضباط فى حالة خطيرة لاصابته بكسر فى قاع الجمجمة ونزيف فى المخ إضافة إلى إصابة أحد عناصر التأمين والاستيلاء على سلاحه، مشيرا إلى أنه تم نقل جميع المصابين للمستشفيات لاسعافهم.
وأكد أن حوالى 1500 شخص كانوا قد تجمعوا الليلة الماضية أمام مقر جهاز مباحث أمن الدولة بالاسكندرية وقاموا برشق مقر الجهاز بالحجارة والزجاجات الفارغة وإشعال النيران بعدد من سيارات الشرطة المتواجدة واقتحام المبنى وإشعال النيران بمدخله .
كما قاموا باقتحام بعض المكاتب بالطابق الارضى والاستيلاء على جميع محتوياته من أجهزة وأوراق واتلاف كافة تجهيزاته ، بالاضافة إلى التعدى على عدد كبير من الضباط والافراد والمجندين المتواجدين بالمقر وكذلك الخدمات الأمنية المعينة على بعض المنشأت الهامة القريبة منه بعد الاستيلاء على أسلحته.
وشدد المصدر الأمنى على أن وزارة الداخلية تؤكد تمسكها بالمبادىء المكتسبة لحقوق التعبير والتظاهر السلمى وحمايتها، وتعرب فى الوقت نفسه عن بالغ الأسف للممارسات المتجاوزة التى من شأنها الاخلال بأمن الوطن والمواطنين وتعريض حياتهم للخطر، وتؤكد للجماهير بأن مصر وأجهزتها الشرطية قد انتقلت لمرحلة جديدة من العمل الوطنى الديمقراطى تتميز بآفاق غير محددة للحريات العامة والخاصة واحترام حقوق الانسان.

وكانت قد تواصلت المظاهرات الأسبوعية بمشاركة الآلاف من أئتلاف ثورة25‏ يناير بالإسكندرية والتي تضم شبابا وقوي سياسية متعددة منها الجمعية الوطنية للتغيير وجماعة الإخوان المسلمين لتأكيد مطالب الثورة حيث شارك عشرات الآلاف ظهر أمس عقب صلاة الجمعة في مشهد متكرر للأحتفال بتنفيذ مطالب الثورة حيث صارت حالة من الارتياح بين جموع المتظاهرين عقب استقالة حكومة شفيق وتكليف د‏.‏عصام شرف بتشكيل الحكومة في تعبير عن تنفيذ مطلب الجمعية الماضية للثوار‏.‏
كما أكد المتظاهرون ضرورة الغاء جهاز مباحث أمس الدولة لأنه تحول الي جهاز أمن النظام السابق وليس جهازا لأمن الدولة مطالبين بضرورة محاكمة المسئولين عن حالة الفراغ الأمني والترويع الذي يعيشه المصريون والتأكيد علي القصاص العادل من الضباط المسئولين عن قتل الشهداء في أحداث الثورة‏.‏
ومن جانبه أكد الشيخ أحمد المحلاوي أحد المرجعيات المهمة لجماعة الإخوان خطيب مسجد القائد إبراهيم عقب صلاة الجمعة أن مصر لابد أن تصل لإقامة حكم مدني قائم علي الديموقراطية وحكم الأغلبية المسلمة وأقامة دولة إسلامية من خلال حكم مدني ديموقراطي‏.‏
ودعا المحلاوي لعودة الشرطة التي مازلت لا تقوم بواجبها ولم تظهر في الشارع السكندري وان بعض المؤشرات تشير الي مؤامرة بعدم نزول الشرطة والقيام بواجبها حتي الآن موضحا أن مساجد الإسكندرية علي أستعداد لطرح مبادرة لمصالحة بين الشرطة والشعب قائمة علي سيادة القانون واحترام الشرطة للشعب مؤكدا دور الشرطة في توفير الأمن والأمان للمواطنين‏.‏
ومن جانب آخر نظم عشرات من الشباب وقفة أحتجاجية بكوبري ستانلي بمنطقة رشدي بالإسكندرية لتأكيد رغبتهم في استمرار أحمد شفيق كرئيس للوزراء مؤكدين أقتناعهم به ورافضين لما وصفوه بديكتاتورية ميدان التحرير‏.

و على صعيد اخر: أكد شهود عيان أن مئات المتظاهرين اقتحمواامس الجمعة مبنى مباحث أمن الدولة بمدينة اسكندرية بعد إلقاء قنابل حارقة وإطلاق رصاص منه، وقال شاهد إن المتظاهرين حطموا قطعا من أثاث وصالة ألعاب في الطابق الارضي. وأضاف أن جنودا من الجيش كانوا يحرسون المبنى انتشروا في طوابقه الأربعة.
وذكر الشاهد أن جنود الجيش كانوا حذروا أفراد الشرطة الموجودين في المبنى من إطلاق النار على المتظاهرين لكنهم لم يستجيبوا للتحذير. وكان المتظاهرون قد حاصروا المبنى قبل قيام الشرطة بإطلاق الرصاص عليهم.
وأضاف الشاهد أن القنابل الحارقة التي ألقيت لفترة من الوقت في اتجاه المتظاهرين تسببت في اشتعال النار في أربع سيارات تابعة لمباحث أمن الدولة.
وأفاد أن المتظاهرين هشموا زجاج ست سيارات تابعة لمباحث أمن الدولة بينها سيارتان مدرعتان بعد إلقاء القنابل الحارقة في اتجاههم.
ويطالب نشطاء الانترنت الذين دعوا لاحتجاجات غاضبة أدت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك الشهر الماضي بحل مباحث أمن الدولة وإلغاء قانون الطواريء.
ويؤكد مصريون أن الشرطة خاصة مباحث أمن الدولة اعتقلت وعذبت ألوف النشطاء وقتلت بعضهم خلال سنوات حكم مبارك.