كان في بلد من بلاد الله الواسعة
"رجل أعمى"
قد انعم الله عليه بنعمة الإيمان به .. وكان هذا الرجل يواظب على صلاة الفجر في المسجد كل ليلة .. وكان يستعين بـ"إبنـه" الشاب في توصيله للمسجد كل ليلة ...

وفي ليلة من ليالى الشتاء القارصة البرودة .. كانت الامطار تهطل بغزارة شديدة .. والجو شديد البرودة مما يصعب الخروج فيه ...

قام الرجل في موعده المعتاد .. وقام بإيقاظ ولده ليقوم بتوصيله للمسجد ككل ليلة .. رفض الولد رفضاً شديداً الخروج في مثل هذا الجو .. وحاول إرجاع أبوه عن رأيه وإقناعه أن الصلاة في البيت قد تكون أصلح له في هذا اليوم ..

لكن الأب كان مصراً على الصلاة في المسجد .. واخبره انه إذا لم يذهب معه فإنه سيذهب بدونه .. تردد الولد قليلا ثم تذكر ان ابوه لن يستطيع الذهاب وحده .. لعدم معرفته بالطريق .. وحاجته لم يدله ولن يجد من يدله في مثل هذا الطقس .. وإعتقد فى قرارة نفسه أن أبوه يحاول إثارتة فقط

وأصر على رفض للخروج .. وذهب للنوم -متيقناً- أن أبوه لن يجد حلاً سوى الصلاة في البيت ..

ولكن الأب لم يكن يمزح .. وامسك عكازه وخرج إلى المسجد .. وكلما خطى خطوه او خطوتين .. تعثر وسقط في بركة من البرك التى صنعتها الأمطار .. ويقاوم جاهدا للنهوض بعد أنا إتبلت ملابسه عن آخرها ويتابع السير

فلا يلبث أنا يمشى لمسافة بسيطة .. حتى يتعثر ويسقط وتبتل ملابسه ، ويجاهد لينهض مرة آخرى ..

وبعد ان تكرر الموضوع مرات عديدة وهو يجاهد للنهوض إذ بيد قوية تمسك ذراعه وتساعده على النهوض وصوت قوى يقول : تعال يا والدى سأساعدك
للذهاب للمسجد

وأمسك به صاحب اليدين القويتين وسارا معا إلى ان وصلا إلى باب المسجد

وعند الباب قال له : هاك هو المسجد يا والدى
فتعجب الرجل الأعمى وقال : ألن تدخل لتصلى
فقال معتذرا : لن يمكننى الصلاة ، إعفنى ، لقد قمت بواجبي واوصلتك

فقال له : تاب الله عليك يا ولدى .. حسنا فلتقل لي إسمك إذا حتى أدعو لك وانا أصلى
فقال له : لا يهم
فقال الاعمى رافضاً : وكيف لا أعرف إسم من أدين له بالجميل
فقال له : أما عرفت من أنا

فقال الأعمى : لا ، من انت ؟؟
فقال : أنا إبليس

فر الأعمى فاهه متعجبا عندما سمع إسم من قام بتوصيله للمسجد

وقال له : لماذا إذن اوصلتني لباب المسجد .. وأنا ما كنت أستطيع الوصول إليه وحدى .. هل كنت تنوي أن تساعدنى على طاعة الله
فقال له :لا ، بل رأيتك تمشى ثم تسقط على الأرض وتبتل ملابسك ثم تجاهد لتنهض مرة آخرى فيكتب لك الله على ذلك الكثير من الحسنات

فأردت أن أساعدك وأخفف عنك بعضاً من هذه الحسنات الكثيرة