مبدئياً كده المقفولين واللى بـ يخافوا يفكروا واللى فاكرين ان ربنا مش عايزنا نفكر وعايزنا نستغفر بس على كل سؤال يخطر ببالنا من غير ما نحاول ندور له على اجابة ، اللى بـيدوروا على اى جبة وقفطان يعرفوهم ربنا من غير ما يدوروا عليه فى الدنيا وفى خلقه جل وعلا وفى ارواحهم ... ما يقروش الموضوع ده أصلاً أخرجوا من الموضوع متفقين ؟؟؟؟


ثانياً : الموضوع ده فى اصله وشكله ومضمونة موضوع دينى ، فأنا هاتكلم عنه بمرجعية اسلامية ، بس أنا قصدى دايماً الافكار الفلسفية اللى ورا الأديان أصلاً .

يوم القيامة فيه ثلاث عناصر أساسية ، حساب وبعدين جنة أو نار ،
بالنسبة للحساب ناس كتير بـتدعى انهم عارفين ربنا هيحاسب ازاى وهو سبحانة وتعالى أدانا فكرة برضه . بس فكرة بعيدة جداً فى رأيى مستحيل تعرفنا الحقيقة ... لأن ربنا قال لنا أن أعمالنا بـ تكتب وان ما تسقط من ورقة الا يعملها ومفيش اتنين أو اكتر بـ يتكلموا مع بعض الا ويعلم الله ما يقولون بل ويعلم ما تخفى الصدور ...

وقالنا كمان ربنا سبحانة وتعالى انه يضاعف لمن يشاء ... وكلمنا كتير جداً فى القرآن عن مغفرته وكرمه ، فموضوع الحساب ده يخصه وحده سبحانه وتعالى . وهنا عايز بس أشير الى استغرابى من الناس الكتير جداً اللى بـقابلهم فى حياتى وبـلاقيهم واخدين موضوع " التجارة مع الله " بمعنى حرفى ضيق وغريب جداً بالنسبة لى .

الناس اللى انا شخصياً بـحس انهم ماسكين آلة حاسبة وماشيين بيها على طول ، بـيشوفوا دى بكام حسنة ودى بـتشيل كام سيئة . وهو منطق فى العبادة يعنى مبـقولش انه من تأليفهم بس انا شخصياً احساسى انه المنطق بتاع أضعف الايمان . لما تعمل الكويس وانت مش قصدك يعنى تعمل كويس بل عينك على اللى هتكسبه زى بالظبط لما تجيب لواحد هدية مش عشان بتحبه ونفسك تجيب له هدية بل تبقى بـتديله الهدية كده وعمال تفكر هو بقى هيجيب لك أيه .

زى ما قلت ده برضه مش شغلى ، ربنا اللى هيحاسبنا كلنا وهو اعلم هيحاسبنا أزاى بس انا شخصياً ساعات كتير بميل للأقتناع بأن ربنا سبحانه وتعالى هيحاسب كل واحد فينا على قد دماغه . انت ذكى وعقلانى وبـتقرا بين السطور وبـتدور تحت الحاجات ، هتتحاسب حساب يناسب ذكائك . انت روحانى بـتحاول تفهم ما وراء الأوامر والطقوس أو بـتحاول تلاقى طريقك الخاص لربنا ، أن شاء الله هيخليك تلاقيه .. انت فاكر ان الحكاية بالآلة الحاسبة يبقى هتتحاسب بـالآلة الحاسبة ، والله اعلم طبعاً .. دى فكرة بس .

فأول حاجة عايز أدعو لها فى هذا المقام هى انى أرجوكم ما تتحشروش فى شغل ربنا ... اعمل كل الخير اللى تقدر عليه وما تعملش كل الشر اللى تقدر ما تعملوش .. راعى ضميرك . حب الناس وساعدهم لما تقدر . والباقى مش شغلك ، هتتحاسب أزاى وهيتحاسبوا أزاى .. دى حاجة تخص اللى هيحاسبنا بس .

وفى سيرة الرسول - عليه الصلاة والسلام - على فكرة حاجات كتير تدلل على كلامى عايز أذكر منها بس الحديث العبقرى المتفق عليه :
أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( عٌذبت امرأة فى هرة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار : لا هى أطعمتها ، ولا سقتها أذ حبستها ، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض ) ..
" يعنى لا رحمتها ولا سابت رحمة ربنا تنزل عليها كما نقول " ..

وحديث تانى عن راجل دخل الجنة علشان شرب كلب عطشان . تلاحظوا بقى بسهولة ان الحديث ماجابش خالص سيرة الراجل والست دول كانوا عاملين ازاى قبل كده ، صالحين ولا طالحين ماقالش . قال دخلوا بكذا وكذا وبس ، يعنى أيه ؟؟ يعنى احنا ما نعرفش هنتحاسب ازاى علشان فيه تفاصيل كتير جداً عن المسألة احنا ما نعرفهاش أصلاً ...

اما عن الجنة ففيه حاجتين بساط . اولهم قصة ذكرها البخارى فى صحيحه ، بحبها جداً جداً عن الفاروق عمر بن الخطاب ، واحد عندى من اهم الشخصيات فى تاريخ الدنيا كله القصة عن رجل سأل عمر بن الخطاب عن قوله تعالى : " وفاكهة وأبا " ( فى آية من آيات وصف الجنة ) قال الرجل : " ما الأبا؟ " فقال عمر : " نهينا عن التعمق والتكلف " .. بمعنى يعنى " انت مالك انت ؟؟ .. حاجة حلوة ربنا واعدنا بيها وخلاص "

القصة دى انا بحبها علشان موافق جدا مع الحكمة اللى وراها . ربنا عامل الدنيا دى كلها ، ربنا اللى عامل البحر والمحيط والجبل والصحرا والجمل والبغبغان والفيل والقرد والبنات الحلوين والرجاله الجدعان والنجوم والكواكب والعظمة دى كلها ... لما تتخيل انك ممكن تعرف الجنة اللى هو عاملها عشان يكرم بيها عبادة الصالحين هتبقى عاملة ازاى ، تبقى ساذج جدا . وحتى مع وصف الجنة اللى فى القرآن والسنة برضه تبقى ساذج جدا . فالجنة هى مكافأة رب العالمين للى يستحق المكافأة ، وخلاص كده . لو انا أستحق حـ يكافئنى . وربنا يعرف احسن منك بكتير جدا يكافئك ازاى .

ومن منطلق قريب جدا من ده ، هو البنى ادم بـيخاف من ربنا ولا من النار ؟؟
من ربنا صح ؟ يبقى ايه دور النار فى الحكاية دى .. انت بتخاف من النار ليه ؟ ، انت تخاف من اللى عامل النار ، من اللى عاملك انت أصلاً .. من اللى عامل كل حاجة . ربنا الكبير العظيم ده اقل اقل ما يستحقه اننا حتى لما نخاف منه نخاف من عظمته وقدرته مش من عقابه .. الحصان بـ يخاف من العصااية ، البنى ادم كمان بـيخاف من العصاية بس كمان فى رأيى الشخصى جدا لازم يخاف من فكرة زى دى . من فكرة ان فيه أله بالقدرة دى كلها ، اللى ما نقدرش نتخيلها أصلاً ... القدرة والعظمة اللى النار نفسها تبدو جنبها فى منتهى البساطة .

عموماً واخيراً الله أعلم بكل اللى انا قلته ده وبغيره ... الموضوع ده كله على بعضه كل ابن ادم جاهل بيه ، فـالتساؤلات يمكن مش هتثير غير المزيد من الحيرة . بس يمكن الحيرة نفسها حاجة كويسة جداً ....

اللهم أحسن خاتمتنا أجمعين ... مش بأعمالنا فقط بل بكرمك يا كريم