فقط بعد وصول الصفائح الدموية للسيدة ذاتها والتي وصلت بالطائرة من جنوب أفريقيا بسفرة مستعجلة للمختبر في حيفا أنقذت حياتها
في رمبام يقع المركز لعلاج داء الغوشر والمختبر الوحيد في البلاد الذي يستطيع تشخيص مشاكل في الصفائح الدموية. مؤخرا تلقى المستشفى نداء لمساعدة سيدة من جنوب أفريقيا تدهور وضعها. فقط بعد وصول الصفائح الدموية للسيدة ذاتها والتي وصلت بالطائرة من جنوب أفريقيا بسفرة مستعجلة للمختبر في حيفا أنقذت حياتها. القرية العالمية بالنسخة الطبية!
أرسلت عينات من دم سيدة من سكان جنوب افريقيا التي تبلغ من العمر 22 عاما، بسفرة مستعجلة الى مستشفى رمبام بهدف انقاذ حياة الشابة. هذا يكشف جانبا من الجهد الطبي العالمي لعلاج المرضى بداء الغوشر، جهد يأخذ المركز الطبي رمبام مكانا مركزيا به.
داء الغوشر(Gaucher) هو داء ايضي متوارث، الذي يتمثل بنقص بالانزيمات وتراكم مواد دهنية في الطحال، الكبد، النخاع الشوكي، الرئتين وحتى في بعض الأحيان في الدماغ. هذا المرض منتشر بشكل خاص لدى اليهود الأشكناز، سويديون من احدى المناطق في السويد، ورجال بعض القبائل المنتشرة في افريقيا. احدى الطرق لعلاج هذا المرض، والتي تسبب لنقص بالصفائح الدموية عادة، هي علاج انزيمي يسبب الارتفاع بكمية وعدد الصفائح الدموية خلال نصف سنة حتى السنة. الا أنه وضمن متابعة الموضوع في المركز المتعدد المجالات لعلاج داء الغوشر في رمبام برئاسة الدكتور حانا روزنباوم وفي مختبر الصفائح الدموية بقسم الدم وجهاز المناعة الذي تديره الدكتورة ليلاخ بونشطاين، تم تشخيص عدد من المرضى الذين بقيت نسبة الصفائح الدموية لديهم منخفضة وفي بعض الأحيان انخفضت رغم علاج دام سنين طويلة.
وتبين أن هؤلاء المرضى طوّروا مضادات للصفائح الدموية الخاصة بهم أنفسهم. "بحسب معطيات البحث المميز الذي أجري في رمبام، يتبين أن المضادات التي يطوّرها المرضى ضد الصفائح الدموية الخاصة بهم هي التي تسبب انخفاضا في تعداد الصفائح الدموية وفيما بعد لنزيفات دموية، التي تعرّض حياتهم للخطر في بعض الأحيان وليس الخلايا المرضية كما كان معتقدا حتى الآن" بحسب ما تقول الدكتورة بونشطاين.
قبل حوالي الشهر شاهد طبيب جنوب افريقي محاضرة للدكتور روزنباوم بموضوع الصفائح الدموية، وتوجه لرمبام بطلب لفحص وتشخيص وتقديم المشورة حول علاج مريضة بداء الغوشر من جنوب أفريقيا والتي على ما يبدو طوّرت مضادات ضد صفائحها الدموية نفسها. وطلب من الطبيب أن يرسل بسفرة مستعجلة عينة من دم الشابة، وتفسّر الدكتور روزنباوم: "عندما وصلت العيّنة تبيّن ان المريضة طوّرت مضادات تجاه صفائحها الدموية بالفعل، هذا وضع يتطلب علاجا مختلفا كل الاختلاف". وتضيف: "عند وصول النتائج من المختبر، تحدثت الى زميلي عبر الهاتف ونصحته بخصوص العلاج بالمنشطات وهو العلاج المناسب بهذه الحالة. خلال ثلاثة أسابيع ضاعفت الصفائح الدموية في المريضة عددها