كشف مسؤولون إسرائيليون كبار, أمس, أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لن تتحرك على صعيد القضايا الأساسية في محادثات السلام مع الفلسطينيين, حتى تحقيق تقدم في الجهود الأميركية لوقف المساعي الإيرانية لحيازة أسلحة نووية وتقليص نفوذ طهران في المنطقة.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن المسؤولين المطلعين على عملية رسم سياسة نتانياهو حول القضيتين, ان هذا الأخير يعتبر الخطر الإيراني كبيراً جداً إلى درجة أنه يرسم السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وفقاً لتطورات القضية الإيرانية.
وأشارت إلى أن هذا التغيير في المقاربة يضع مسألة المسار الفلسطيني في مرتبة ثانية بعد حل الأزمة الإقليمية والدولية حول القضية الإيرانية, ونقلت عن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني آيالون تأكيده أن حل الملف الايراني "شرط رئيسي إذا كنا نريد أن نسير قدماً", مضيفاً "إذا أردنا أن نحقق تقدماً سياسياً حقيقياً مع الفلسطينيين, لا يمكن أن يكون الإيرانيون يقوضون عملية السلام ويخربونها".
واعتبر أن "ساعة الصفر" في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني "ستدق في غضون أشهر", في حين أن الجدول الزمني بما يتعلق بالدولة الفلسطينية "مفتوح".
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الموقف الإسرائيلي الجديد يشكل تغييراً كبيراً في السياسة التي تبنتها الحكومات السابقة وتشكل تحدياً لإدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما, الذي وضع التقدم السريع على صعيد إقامة دولة فلسطينية هدفاً رئيسياً في سياسته الخارجية.
وأعرب مسؤولون أميركيون عن مخاوفهم من ربط القضيتين الفلسطينية والإيرانية, واستعدادهم لبذل ما يمكن من مجهود لقلب الاقتراح الإسرائيلي عبر استخدام التقدم في المحادثات الإسرائيلية- الفلسطينية لوقف توسع النفوذ الإيراني في المنطقة الذي يتنامى عبر منظمات مناهضة لإسرائيل مثل "حزب الله" وحركة "حماس".
وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى, طلب عدم ذكر إسمه, "علينا أن نكون شديدي الحذر حيال كيفية مقاربة هذا النوع من الربط, نحن نتعامل مع الإيرانيين لأن سلوكهم مثير للقلق, وسنفعل ذلك حيال القضيتين, وبحسب المقاربة نفسها قإن القضية الفلسطينية هي قضية تشكل بالغة الأهمية في المنطقة".
في المقابل, أكد وزير الدفاع الايراني العميد مصطفى محمد نجار, امس, استعداد القوات المسلحة للرد بشكل حاسم على اي تهديد اجنبي, معلنا ان طهران تمكنت من تطوير قدراتها الصاروخية عبر صنع جيل جديد من الصواريخ بعيدة المدى, حيث أنتجت صواريخ (أرض - أرض) تحمل اسم "سجيل" تفوق قدراتها القتالية قدرات صواريخ "شهاب".