الآباء يدفنون رؤوسهم فى الرمال..
الموبايل واليوتيوب والدش.. الأبواب الخلفية للمعلومات الجنسية
سؤال لأى مراهق: هل يجيب والداك على أسئلتك الجنسية؟
الإجابة فى الحال: لا طبعا دى قلة أدب.
سؤال آخر:هل تشاهد أفلاما إباحية؟
الإجابة بمنتهى الثقة: طبعا هو فيه شاب دلوقتى مش بيتفرج عليها!!.
خجل الآباء الذين يدفنون رؤوسهم فى الرمال، حوّل المعلومات الجنسية إلى قلة أدب، بينما مشاهدة الأفلام الإباحية أمر عادى مادام يتم فى الخفاء. المجلات الإباحية والصور وبعض الأفلام ظلت حتى وقت قريب، المصدر الوحيد لحصول المراهقين على المعلومات الجنسية، إلا أن الانترنت وفر عليهم الكثير من المال والوقت، فبضغطة زر يحصل على عدد لا حصر له من الأفلام والصور، بعيدا عن عيون الأهل، يتسلل المراهق إلى غرفته ويظل لساعات طويلة قابعا أمام شاشته التى لا توجه له أى لوم ولا تصفه "بقلة الأدب".
"بتكسف أسأل ماما فبدخل أعمل بحث عن السؤال وأشوف آراء الأطباء"، قالت نورا فاروق (18 سنة)، والتى تعتمد على الإنترنت للحصول على المعلومات الجنسية التى تبحث عنها، وخاصة المواقع الطبية التى تهتم بالاستشارات الجنسية.
منتديات الثقافة الجنسية على الإنترنت، نافذة أخرى للمراهق على الحياة الجنسية، ويفضلها البعض على المواقع الطبية، "كل واحد بيكتب اللى مجربه، مش دكتور واستشارة وبتاع".
Chat الطريقة التى يعتقد الكثير من المراهقين أنها الأكثر أمانا، وبعضهم يعتمد عليها اعتمادا كلياً للإجابة على جميع الأسئلة التى تخطر بباله.
استخدام بيانات شخصية لا أساس لها من الصحة يعفيهم من الحرج فى طرح الأسئلة، وتقول خلود أشرف (19 سنة) إن المعلومة الوحيدة التى عرفتها عن الجنس كانت من خلال الشات، وعن طريق الصدفة، حيث كانت تتحدث مع شاب لا تعرفه، واستخدمت كلمة لا تعرف معناها جيدا، مما جعله ينصحها بألا تردد هذه الكلمة نظرا لمدلولاتها الجنسية، واستمرت فى الإلحاح عليه حتى فهمت معناها وبعدها حذفته لشعورها بالخجل.
"الشات مضمون 100% عشان بدخل باسم مستعار، وبسأل عن العلاقة الجنسية من غير أى إحراج"، قالت ص.ع ( 19 سنة)، التى تتذكر نصيحة صديقاتها لها باستخدام الشات للحصول على المعلومات الجنسية التى تبحث عنها.
حتى إعلانات الاستشارات الجنسية لم تسلم من اهتمام المراهقين، يقول أحمد سمير (19 سنة) "إنهم يحتاجون لاستشارتنا الجنسية لأن معلوماتهم سطحية جداً".
"عاوز تعرف معلومات ..أقعد على القهوة"، حيث تجد إجابات كل الأسئلة من مصادرها، فهناك الرجال المتزوجون الذين يتحاكون بخبراتهم الواسعة، كما يذكر أحد الشباب الذى رفض ذكر اسمه، أن القهوة هى المصدر الأول الذى يتلقى منه إجابات عن أسئلته الجنسية.
وأحيانا تتعدد المصادر كما تؤكد "ش.أ" "فى البداية كانت أمى هى مصدر معلوماتى، وبعد ما دخلت الجامعة صديقاتى المتزوجات يتحدثن عن خبراتهن مع الزواج، إلا أن خطيبى الآن هو الذى يشرح لى كل شىء".
علياء محمد( 18 سنة) تقول إن والدتها أعطت لها عندما بلغت كتابا يوضح تغيرات جسم الفتاة بعد البلوغ لتقرأه "ماما بتكلمنى بصراحة فى كل جوانب الموضوع، فجاوبت على كل أسئلتى من غير ما أسال".
أغلب المعلومات التى يبحثون عنها تنحصر فى العلاقة الجنسية الكاملة، ويعتمدون على أفلام الموبايل والكمبيوتر واليوتيوب وقنوات الدش، ولا يتساءلون عن مدى صحة المعلومات التى يحصلون عليها، بحجة أن ليس أمامهم بديل "هو احنا لقينا غيره وقولنا لأ".