اهديها لكل زملكاوى في غفلة

وانا صغير مثل كل المراهقين كان يجذبني اللون البراق ..

ونسي والدي ان يخبرني ان ليس كل مايلمع ذهباً ..
انشغال والدي بتجارته ووالدتي بتربية اخواتي جعلني فريسه سهله لكل من في نفسه مرض ..

هكذا عرفت الزمالك ..

اصدقاء السوء لم يتركوا لي مجالاً للتفكير...

خلونى اشجع الزمالك

اعتقدت ان هذه هي الكوره وهذا منتهى الفن ..

عشر سنوات

من الضياع والتعب النفسي الناس تاخذ بطولات وانا امدح جمال حمزة وعبد المنصف..

عشر سنوات باصص فى الارض والناس كلوا وشى

يقولوا لي فريقك ماجابش الدوري اقول ايه بس حازم جاب كوبري ..

يقولوا فريقك مهدد بالهبوط اقول ايه بس حازم لاعب القرن ..

اشوف الزمالك ينهزم واردد مايقوله مرتضى منصور عن التحكيم ..

عشر سنوات ..

وانا اذا دخلت قعده اتحاشا انى اقول اني زملكاوي ..

تعبت نفسياً واصدقاء السوء راحوا مع اللي راح بعد مازرعوا في نفسي كوره غلط في غلط ..

وكالعاده بعد ماغادرت مدرجات ملعب الزمالك منكس الراس وفريقي مهزوم ..

تركن السياره ورحت امشي حول الملعب اخفف من الوجع ..

وافكر في نفسي ..

وصدفه قابلت زميل كان معانا في الحاره ماشفته من 20 سنه ..

كنت اكرهه لسبب واحد انه كان اهلاوى..

شافني وسلم علي والسعاده واضحه في ملامحه عرف قصتي يوم شافني ماسك العلم الزملكاوى ..

كان مؤدب وكان مراعى لشعورى.. قال بأدب الله يعينك عاللى انت فيه يا أخى..

حبيت ابكي وخفت احسن العيال تعرف ..

ماقدرتش ابص فى عينه .. عرف جوابي ..

مشى جنبي ساكت لحد ما وصلنا السياره وادانى شريطين للاهلى وقال اذا شفت نفسك فاضي اتفرج على الشريطين دول ..

واعطاني رقم موبايله ..

وصلت البيت ..

رميت الاشرطه وقلت مش ناقص الا انى اتفرج على مباريات الاهلى كمان ..

حاولت انام وكل ماافتكر ترتيب الزمالك في الدوري طار النوم من عينى..

رحت امشي في البيت وانا اقول التدخين والزمالك واحد منهم راح يقضي عليَ ..

رجعت اقلب في الدش ملل..

وشفت الاشرطه اللي ادهانى صديقي الاهلاوى ..

قلت أنا خسران ايه ؟؟ بدال مانا زهقان خلنيي أشوف الاهلى واضحك عليهم ..

بديت أتفرج على الاشرطه ..

شي من الهدوء والسكينة بدا يتسلل إلى نفسي ..

شفت شي عكس اللي كانوا أصدقائي يقولونه ..

شفت فن .. شفت كوره حقيقية ..

شفت بطولات من كل شكل ونوع ..

دلوقت بس عرفت ليه جمهور الاهلى أكثر سكينه وهدوء مني..

عشر سنوات من التخبط والضياع ..

دلوقتى بس شوفت الكوره الصح ..

كل ما خلص الشريط رجعته من الأول لحد ما نمت ..

صحيت الصبح وكلمت صديقي الاهلاوى طلبت منه أشرطه ثانيه وثالثه ورابعه ..

ما هو مش عيب إني عشت ضايع العيب استمر فى الضياع ..

عرفت الفن ..عرفت الكوره ..

عمري اللي راح في القهر والتعب والمجادلة الكذابة ..

انضميت لشباب اهلاوية حكيت لهم قصتي ..

اخذوا بيدي ساعدوني..

خفت اضعف وارجع لاصدقاء السوء ..

كل ماضعفت رجعت شغلت واحد من الاشرطه وهدأت نفسي واطمأنت ..

وبقالى سنتين من يوم ما ربنا هدانى ..

أهلي فرحانين بالتغير اللي طرأ على شخصيتي

اصبحت أكثر هدوء وأكثر روقان ..

تحسنت إنتاجيتي في عملي وهذا شي طبيعي ..

وبقيت إذا جلست في مجلس وقلت إني اهلاوى ما فيش حد يتجرأ يتريق عليا ..

الأرقام تتكلم .. والمنصات تشهد ..

هذي قصتي .. اهديها لكل زملكاوى في غفلة ..

الأيام تمضي والسنين تركض ..

العمر واحد حرام نقضيه في ذل وتعب وقهر..

سعادتي اكبر من إني أحطها رهينة أقدام جمال حمزة وعبد المنصف ..

إلى كل زملكاوى اهدي قصتي لتكن عبره وعظه ..

لعل الله ينفع بها احد التائهين .. ا.هـ