You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
18-03-2011 01:24
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- elrabehy2010 is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
جزاك الله كل خير
The following user says thank you to Guest for this useful post:

Post: #2
18-03-2011 01:26
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
جزانا واياكم خير جزاء ان شاء الله
نورت يا غالى

Post: #3
19-03-2011 23:19
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

التواضـع

هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه. وقد أمرنا الله تعالى بالتواضع، فقال: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الشعراء215 , وقال : {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63

تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
التواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة، فكان يرحم نساءه، ويساعدهن في أعمال البيت، لشعوره بحاجة الزوجة إلى هذا العون، وهذا العمل لا يتنافي مع العظمة، ولا مع الرجولة، كما يتوهم بعض الأزواج .. بل العكس والله ذلك دليل على رحمته وتواضعه .

انظر معي للأحاديث التالية
- السيدة عائشة رضي الله عنها سُئِلَتْ: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت : كان يكون في مهنة أهله ، تعني خدمة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة . )(80)

وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويُرَقِّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه، ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه , ويلبس الصوف ويأكل الشعير , وربما مشي حافيا , يونام في المسجد , ويركب الحمار , ويردف على الدابة , ويعاون الضعيف , كان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر.

- أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا فأرعد فقال (هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد )(81)

وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين، حتى إن رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته. ثم عفا صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) (سيرة ابن هشام ).

أما عن التكبر
فلا يجوز لإنسان أن يتكبر أبدًا؛ لأن الكبرياء لله وحده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي: قال الله تعالى : ( الكبرياء ردائي ، و العظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار )(82)

والإنسان المتكبر يشعر بأن منزلته ومكانته أعلى من منزلة غيره؛ مما يجعل الناس يكرهونه ويبغضونه وينصرفون عنه، كما أن الكبر يكسب صاحبه كثيرًا من الرذائل، فلا يُصْغِي لنصح، ولا يقبل رأيا، ويصير من المنبوذين.

قال الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }لقمان18 ، وتوعد الله المتكبرين بالعذاب الشديد، فقال: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ }الأعراف146 ، وقال تعالى: { كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35 , والله تعالى يبغض المتكبرين ولا يحبهم، ويجعل النار مثواهم وجزاءهم، يقول تعالى: { إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ }النحل23 ، ويقول تعالى: { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ }الزمر60

صور التكبر
ومن الناس من يتكبر بعلمه، ويحتقر غيره، ويغضب إذا رده أحد أو نصحه، فيهلك نفسه، ولا ينفعه علمه، ومنهم من يتكبر بحسبه ونسبه، فيفتخر بمنزلة آبائه وأجداده، ويرى الناس جميعًا أقل منزلة منه؛ فيكتسب بذلك الذل والهوان من الله.
ومن الناس من يتكبر بالسلطان والجاه والقوة فيعجب بقوته، ويغتر بها، ويعتدي ويظلم، فيكون في ذلك هلاكه ووباله. ومنهم من يتكبر بكثرة ماله، فيبذِّر ويسرف ويتعالى على الناس؛ فيكتسب بذلك الإثم من الله ولا ينفعه ماله.

جزاء المتكبر
ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الكبر، وأمرنا بالابتعاد عنه؛ حتى لا نُحْرَمَ من الجنة فقال: ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )(83)

وقد خسف الله الأرض برجل لتكبره، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في حُلَّة (ثوب) تعجبه نفسه، مُرَجِّل جُمَّتَه (صفف شعر رأسه ودهنه)، إذ خسف الله به الأرض ، فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة) (84)

ويقول صلى الله عليه وسلم: (يُحْشَرُ المتكبرون يـوم القيامة أمثـال الذَّرِّ (النمل الصغير) في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : بُولُس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون عصارة أهل النار طِينَةَ الخبال) (85)

ويقول صلى الله عليه وسلم عندما سبقت ناقة الأعرابي ناقة رسول الله فشق ذلك على المسلمين قال : ( حق على الله أن لا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه )(86)

فليحرص كل منا أن يكون متواضعًا في معاملته للناس، ولا يتكبر على أحد مهما بلـغ منـصبه أو مالـه أو جاهه؛ فإن التواضع من أخلاق الكرام، والكبر من أخلاق اللئام ..

(80) صحيح : رواه البخاري 676 .
(81) صحيح : المزي – تهذيب الكمال 2 / 141 .
(82) صحيح : رواه الألباني صحيح الجامع 4311 .
(83) صحيح : رواه مسلم 91 .
(84) صحيح: الألباني صحيح الجامع 2875 .
(85) صحيح : رواه الترمذي 2492 .
(86) صحيح : رواه البخاري 2872 .



 



لنا عوده مع بر الوالدين



 


Post: #4
19-03-2011 23:20
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

بر الوالدين

هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال تعالى : {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
وقال تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14

بر الوالدين بعد موتهما
فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.
يحكي أن رجلا من الأنصار جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل بقي من بر والدي شيء بعد موتهما ؟ قال : نعم خصال أربع الصلاة عليهما و الاستغفار لهما و إنفاذ عهدهما بعد موتهما وإكرام صديقهما و صلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما )(87)

وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41 ، وقال:{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً }نوح28

رضا الوالدين من رضا الله
المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) (88)

الجنة تحت أقدام الأمهات
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) (89)

الفوز بمنزلة المجاهد
- أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه , قال : هل بقي من والديك أحد ؟ قال : أمي , قال : قابل الله في برها , فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد .)(90)

- وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) (91)

- جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد ، فقال : ( أحي والداك ) . قال : نعم ، قال : ( ففيهما فجاهد ) (92)
والمقصود بالجهاد هنا : الصبر عليهما وطاعتهما والحرص على رضاهم .

الفوز ببرِّ الأبناء
إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله تعالى سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بروا آباءكم يبركم أبناؤكم ، وعفوا تعف نساؤكم ، ومن تفضل إليه فلم يقبل لن يرد علي الحوض ) (93)

الوالدان المشركان
يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين.
كان سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع، فقال لها سعد: تعلمين والله لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي.
فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}لقمان15 (94)

وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: قدمت علي أمي وهي مشركة ، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصل أمي ؟ قال : ( نعم ، صلي أمك ) .(95)

أما عن عقوق الوالدين
حذَّر الله تعالى المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما، وفعل ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى: { فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23, ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما .

جزاء العقوق
قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور . قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت .) (96)

(87) حسن : الفتوحات الربانية 4 / 106 .
(88) صحيح : رواه الألباني في السلسلة الصحيحة 516 .
(89) صحيح : صحيح ابن ماجة 2259 .
(90) صحيح : تخريج الأحياء 2 / 270 .
(91) صحيح : رواه مسلم 2549 .
(92) صحيح : رواه البخاري 3004 .
(93) صحيح : رواه محمد جار الله الصعدي – النوافح العطرة 86 .
(94) صحيح : رواه مسلم 1784 .
(95) صحيح : رواه البخاري 2620 .
(96) صحيح : رواه البخاري 2654 .


Post: #5
19-03-2011 23:22
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

العفة

وهي البعد عن الحرام وعن سؤال الناس .

أنواع العفة

1- عفة الجوارح
المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ }النور33

وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم والعبادة، حتى يغضَّ بصره ويحصن فرجه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة (أداء حقوق الزوجية) فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء (أي وقاية). (97)

ولنتذكر امرأة العزيز، عندما وسوس لها الشيطان أن تعصي الله مع النبي يوسف ، فانتظرت خروج العزيز وقامت بغلق الأبواب جيدًا، واستعدت وهيأت نفسها، ثم دعت يوسف إلى حجرتها، لكن نبي الله يوسف أجابها بكل عفة وطهارة، قائلا: {مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}يوسف23 أي معاذ الله أن أجيبكِ إلى ما تريدين، وأُنَفِّذ ما تطلبين، وإن كنتِ قد أغلقتِ الأبواب، فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

2- عفة الجسد
المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته؛ فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله تبارك وتعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} النور31 ، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
وحرَّم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال:
{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30 , وقال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ }النور31
وقال سبحانه: { إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36

أما عن النظرة الفجأة : سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة (وهي النظرة التي لا يقصدها الإنسان ولا يتعمدها)، فقال الله صلى الله عليه وسلم: (اصرف بصرك) (98)

3-العفة عن أموال الغير
فالمسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق , وكذلك مال اليتيم يتعفف المسلم عنه إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينمِّيه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله عز وجل ، يقول تعالى: { وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ }النساء6

4- عفة المأكل والمشرب
المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه ، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }البقرة172
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبيَّن أن أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان، فقال الله صلى الله عليه وسلم: ( ما أكل أحد طعاما قط ، خيرا من أن يأكل من عمل يده ، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده )(99)

5- عفة اللسان
المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله تعالى يصف المسلمين بقوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24]. ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر: 10] .
ويأمرنا الله سبحانه أن نقول الخير دائمًا، فيقول تعالى:{وقولوا للناس حُسنًا } [البقرة: 83].
وقال صلى الله عليه وسلم : (ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء) (100)

وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُلْ خيرًا أو لِيَصْمُتْ) (101)

-والمسلم لا يتحدث فيما لا يُعنيه قال الله صلى الله عليه وسلم: ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )

6- التعفف عن سؤال الناس
المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى: { يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً }البقرة273 , وقال الله صلى الله عليه وسلم: اليد العليا خير من اليد السفلى ، وابدأ بمن تعول ، وخير الصدقة عن ظهر غنى ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله . )(102)

فضل العفة
وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله، قال الله صلى الله عليه وسلم: (ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغنِ يُغْنِه الله) (103)

ولذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه فيقول: (اللهم إني أسألك الْهُدَى والتُّقَى والعفاف والغنى) وفي رواية والعفة . )(104)

وقال الله صلى الله عليه وسلم: ( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عدل ، وشاب نشأ في عبادة الله ، ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه ، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال ، فقال : إني أخاف الله ، ورجل تصدق بصدقة ، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)(105) .

ولقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين بحفظهم لفروجهم وعفتهم عن الحرام، فقال تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ{5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ{6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ{7} سورة المؤمنون

(97) صحيح : رواه مسلم 1400 .
(98) صحيح : مجموع الفتاوى ابن تيمية – 22/128 .
(99) صحيح : رواه البخاري 2072 .
(100) صحيح : صحيح الترمذي الألباني 1977 .
(101) صحيح : رواه مسلم 47 .
(102) صحيح : رواه البخاري 1427.
(103) صحيح : رواه البخاري 1469.
(104) صحيح : رواه مسلم 2721 .
(105) صحيح : رواه البخاري 1423 .


Post: #6
19-03-2011 23:25
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

الصبر

و هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ويتحمل المشاق، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر ونكباته. يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153

الصبر خلق الأنبياء
ضرب أنبياء الله صلوات الله عليهم أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله،
, ولقد وصف الله تعالى كثيرًا من أنبيائه بالصبر، فقال تعالى: وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ{85} وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ{86} سورة الأنبياء , وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}الأحقاف35 , وأولوا العزم من الرسل هم:
نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم صلوات الله وسلامه.

وقال تعالى عن نبيه أيوب: { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }ص44

صبر النبي مُحمد صلى الله عليه وسلم
حياته صلى الله عليه وسلم كلها صبر ومصابرة ، وجهاد ومجاهدة ، ولم يزل عليه الصلاة والسلام في جهد ، وعمل متواصل ، وصبرٍ لا ينقطع ، منذ أن نزلت عليه أول آية ، وحتى آخر لحظة في حياته .
صبره على الأذى الجسدي
من المواقف التي يتجلّى فيها صبره عليه الصلاة والسلام لما تعرض له من أذى جسدي من قومه وأهله وعشيرته وهو بمكة يبلغ رسالة ربه ،(106) ما جاء عن البخاري أن عروة بن الزبير سأل عبد الله بن عمرو بن العاص عن أشد ما صنع المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : رأيت عقبة بن أبي معيط ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا ، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه ، فقال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ، وقد جاءكم بالبينات من ربكم . )

وكان أبو لهب يتْبَع النبي صلى الله عليه وسلم في مجامع الناس وأسواقهم ، ويكذّبه ، بينما كانت امرأته أم جميل تجمع الحطب والشوك وتلقيه في طريقه صلى الله عليه وسلم , قال الله تعالى : تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ{1} مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ{2} سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ{3} وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ{4} فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ{5} سورة المسد

صبره على الأذى النفسي
وهو الأذى المتمثّل في ردّ دعوته وتكذيبه ، واتهامه بأنه كاهن وشاعر ومجنون وساحر ، وادعاء أن ما أتى به من آيات ما هي إلا أساطير الأولين ، قال الله تعالى : {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ }الصافات36 .
ولقد اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يقم ليلتين أو ثلاثا ، فجاءت امرأة فقالت : يا محمد ، إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك ، لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثا . فأنزل الله عز وجل : { والضحى والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى } .(107)

صبره يوم العقبة
فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا عليك ، وقد بعث الله إليك ملك الجبال ، لتأمره بما شئت فيهم ، فناداني ملك الجبال ، فسلم علي ، ثم قال : يا محمد ، فقال : ذلك فيما شئت ، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ، لا يشرك به شيئا . )(108)

صبره على قومه والدعاء له
حيث كان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل. يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء , ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) (109)

صبره على موت أولاده وبناته
لقد صبر أيّام موت أولاده وبناته ، حيث كان له من الذرية سبعةٌ ، توالى موتهم واحداً تلو الآخر حتى لم يبق منهم إلا فاطمة رضي الله عنها ، فما وهن ولا لان ، ولكن صبر صبراً جميلاً ، حتى قال يوم وفاة ولده إبراهيم : إن العين تدمع والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون .)(110)

صبره على طاعة الله
حيث أمره ربّه بذلك في قوله : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}الأحقاف35 ، وقوله : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}طه132 ، فكان يجتهد في العبادة والطاعة حتى تتفطّر قدماه من طول القيام ، ويكثر من الصيام والذكر وغيرها من العبادات ، وكان شعاره في ذلك : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ , فعن السيدة عائشة رضي الله عنها تقول :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا صلى ، قام حتى تفطر رجلاه . قالت عائشة : يا رسول الله ! أتصنع هذا ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال " يا عائشة ! أفلا أكون عبدا شكورا ) . (111)

فضل الصبر
- أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} سورة البقرة , ويقول الله تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10

- عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ( إن ناسا من الأنصار ، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم ، حتى نفذ ما عنده ، فقال : ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر ) .(112)

- ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) , ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ , حتى الشوكة يُشَاكُها , إلا كفَّر الله بها من خطاياه) (113)

أنواع الصبر
1- الصبر على الطاعة: فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ }الكهف28 , ويقول تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }طه132

2- الصبر عن المعصية: المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل المؤمنين إسلاما من سلم المسلمون من لسانه و يده ، وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ؛ وأفضل المهاجرين من هجر ما نهى الله تعالى عنه ، و أفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات الله عز و جل . )(114)

3- الصبر على المرض: صبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة , عن عبد الله بن عباس قال : قال لي ابن عباس : ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال : هذه المرأة السوداء ، أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع ، وإني أتكشف ، فادع الله لي ، قال : ( إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ) . فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف ، فادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها . )(115)

- ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ( يريد بعينيه ) ثم صبر عوضته منهما الجنة . )(116)

4- الصبر على المصائب: المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو أهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء ، إذا قبضت صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه ، إلا الجنة . )(117)

5- الصبر على ضيق الحياة ( الفقر ) : المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، - كان يمر بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم هلال ثم هلال لا يوقد في بيوتهم شيء من النار لا لخبز ولا لطبيخ قالوا بأي شيء كانوا يعيشون يا أبا هريرة قال الأسودان التمر والماء وكان لهم جيران من الأنصار جزاهم الله خيرا لهم منائح يرسلون إليهم شيئا من لبن .)(118)

6- الصبر على أذى الناس: قال صلى الله عليه وسلم: ( المسلم إذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم ، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ) (119)

الصبر المكروه
الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا. والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، أما الصبر المحمود فهو الصبر على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه، أو بلاء ليس فيه ضرر بالشرع. أما إذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا.قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97

الأمور التي تعين على الصبر
1- معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها.
2- معرفة الإنسـان أنه ملْكُ لله تعالى أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى.
3- التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى:
{وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل96
3- اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً{6} سورة الشرح
4- الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله تعالى: { وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }الأنفال46
5- الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله.
6- الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ{22} لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{23} سورة الحديد
7- الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.

(106) صحيح : رواه البخاري 3678 .
(107) صحيح : رواه البخاري 4950 .
(108) صحيح : رواه البخاري 3231 .
(109) صحيح : رواه البخاري 3477 .
(110) صحيح : رواه البخاري 1303 .
(111) صحيح : رواه مسلم 2820 .
(112) صحيح : رواه البخاري 1469 .
(113) صحيح : رواه البخاري 5641 .
(114) صحيح : صحيح الجامع الألباني 1129 .
(115) صحيح : رواه البخاري 5652 .
(116) صحيح : الألباني صحيح الجامع 4302 .
(117) صحيح : رواه البخاري 6424 .
(118) صحيح : مجمع الزوائد رواه الهيثمي 10 / 318 .
(119) صحيح : صحيح الترمذي الالباني 2507 .



 



لنا عوده مع الاحسان


 


Post: #7
20-03-2011 17:12
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

الإحسان

وهو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله, فهو مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه , وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم ، فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، و ليحد أحدكم شفرته ، و ليرح ذبيحته )(120)

أنواع الإحسـان
1- الإحسان مع الله:
وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.قال صلى الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك )(121)

2- الإحسان إلى الوالدين:
المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
- ولقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : ( أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أمك ) . قال : ثم من ؟ قال : ( ثم أبوك ) . (122)

- قال رسول الله صلى الله عليه سلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور . قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت ) (123)

3- الإحسان إلى الأقارب:
المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
- وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (أي يُوَسَّع له فيه)، وأن يُنْسأ له في أثره (أي يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) (124)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَصِل رحمه) (125)

, وقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة قاطع رحم )(126)

- كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ( الصدقة على المسكين صدقة ، و هي على ذي الرحم اثنتان : صدقة و صلة )(127)

4- الإحسان إلى الجار:
- فالمسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار ، حتى ظننت أنه سيورثه )(128)

- ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره , ..... إلى نهاية الحديث ) (129)

5- الإحسان إلى الفقراء:
المسلم يحسن إلى الفقراء، ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، ولابد للمسلم أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألا يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون عمله خالصًا لوجه الله. قال تعالى: {قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ }البقرة263

6- الإحسان إلى اليتامى والمساكين:
- أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه بالجنة، فقال: فقال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا . وقال بإصبعيه السبابة والوسطى . )(130)

- وقال صلى الله عليه وسلم: ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو : كالذي يصوم النهار ويقوم الليل )(131)

7- الإحسان إلى النفس:
المسلم يحسن إلى نفسه؛ فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ }الإسراء7

8- الإحسان في القول:
الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ}الحج24 ، وقال تعالى: { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً }البقرة83

9- الإحسان في التحية:
والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}النساء86

10- الإحسان في العمل:
والمسلم يحسن في أداء عمله حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: ( إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )(132)

11- الإحسان في الزينة والملبس:
قال تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ}الأعراف31

جزاء الإحسان
المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى:
{هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }الرحمن60
وقال: { إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً }الكهف30
وقال: { وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }البقرة195

(120) صحيح : صحيح النسائي الألباني 4417 .
(121) صحيح : صحيح الجامع الالباني 2762 .
(122) صحيح : رواه البخاري 5971 .
(123) صحيح : رواه البخاري 2654 .
(124) صحيح : رواه البخاري 5985 .
(125) صحيح : مشكلة الفقر الألباني 42 .
(126) صحيح : رواه مسلم 2556 .
(127) صحيح : صحيح الجامع الألباني 3858 .
(128) صحيح : رواه البخاري 6015 .
(129) صحيح : رواه البخاري 6018 .
(130) صحيح : رواه البخاري 6005 .
(131) صحيح : رواه البخاري 6006 .
(132) صحيح : صحيح الجامع الألباني 1880 .


Post: #8
20-03-2011 17:14
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

الأمانة
هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، وفريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، يقول تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا }النساء58, ولقد جعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه، فقال صلى الله عليه وسلم: ( لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له &(133)

الأنبياء والأمانة
الأنبياء و الرسل هم أمناء الله في أرضه على شرائعه و دينه لذلك كانت الأمانة واجبة لهم كما قال هود عليه السلام :{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ }الأعراف68, وكما قال يوسف عليه السلام : {إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }يوسف54 , وكما قالت ابنة شعيب عليه السلام في وصف موسى عليه السلام حيث قالت : {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ }القصص26

أمانة النبي صلى الله عليه وسلم
أمانته بحمل رسالة الإسلام
لقد كان مثالاً للأمانة كيف لا و قد ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة فكان خير من أدى هذه الأمانة إلى حد الكمال فقد قال تعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً }المائدة3

لُقِب قبل البعثة بالصادق الأمين
الأمانة من أَخَصِّ الأوصاف التي اتصف بها منذ نشأته صلى الله عليه وسلم حتى لَصِقت به قبل بعثته، فنعتته قريش بالصادق الأمين، واشتُهِر بذلك عند أهل مكة فحكَّموه في خصوماتهم، واستودعوه أماناتهم، فما حُفظت عنه غدرة، ولا عُرفت له في أمانته زلة , نعم , فقد كان المشركين يتركون ودائعهم عنده ليحفظها لهم؛ وحينما هاجر من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب رضي الله عنه , ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.

- أمانته مع السيدة خديجة ( تجارة أموالها ) :
لقد استأمنته السيدة خديجة رضي الله عنها على أموالها فاتجر بها، وأربحها ضِعْفَ ما كان يُربحُهَا غيرَه، فما كتمها شيئا، ولا أخفاه عنها وكان ذلك قبل بعثته صلى الله عليه وسلم وقبل أن يتزوج بها , ثم تزوج بها وكانت أول زوجة له , وأول من صدقه واتبعه من الناس .

- أول ما دعا إليه الأمانة :
كان من أوائلِ ما دعا الناسَ إليه إبَّان بعثته صلى الله عليه وسلم: أداءُ الأمانة، ودليل ذلك أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه لما قابل النجاشي رحمه الله تعالى، وسأله النجاشي عن دينهم، أجابه جعفر رضي الله عنه فقال له: (أَيُّهَا الْمَلِكُ، كنا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ ونسيء الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِىُّ مِنَّا الضَّعِيفَ فَكُنَّا على ذلك حتى بَعَثَ الله إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ فَدَعَانَا إلى الله لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ ما كنا نَحْنُ نعبد وَآبَاؤُنَا من دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الحديث وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ...)(134)

- شهد بأمانته أعدائه قبل أصدقائه :

نعم شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه و سلم أعدائه قبل أصدقائه و صحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل إسلامه يشهد للنبي صلى الله عليه و سلم بصفة الأمانة لما سأله عظيم الروم هرقل عن ذلك ثم قال هرقلٌ: (وَسَأَلْتُكَ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شيئا وَيَنْهَاكُمْ عَمَّا كان يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ، وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ والصدق وَالْعَفَافِ وَالْوَفَاءِ بِالْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، قال: وَهَذِهِ صِفَةُ النبي) (135)


Post: #9
20-03-2011 17:37
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )

أنواع الأمانة

1- الأمانة في العبادة:
فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب العالمين.

2- الأمانة في حفظ الجوارح:
وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله سبحانه ؛ فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام، والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل أمانة ... وهكذا , قال تعالى : {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36

3- الأمانة في الودائع:
ومن الأمانة حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المشركين , قال تعالى:{ فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ } البقرة283

4- الأمانة في العمل:
ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.

5- الأمانة في الكلام:
ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24 , وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله سبحانه مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ، ما كان يظن أن تبلغ مابلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، و إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه .  (136)
والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى ، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث : (والكلمة الطيبة صدقة) (137)

6- المسئولية أمانة:
كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم: ( ألا كلكم راعٍ . وكلكم مسئول عن رعيته . فالأمير الذي على الناس راعٍ ، وهو مسئول عن رعيته . والرجل راعٍ على أهل بيته ، وهو مسئول عنهم . والمرأة راعية على بيت بعلها وولده ، وهي مسئولة عنهم . والعبد راعٍ على مال سيده ، وهو مسئول عنه . ألا فكلكم راعٍ . وكلكم مسئول عن رعيته ) (138)
7- الأمانة في حفظ الأسرار:
فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا حدث الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة ) (139)
8- الأمانة في البيع:
المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، فعن أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة من طعام . فأدخل يده فيها ، فنالت أصابعه بللا . فقال : يا صاحب الطعام ما هذا ؟ قال : أصابته السماء ، يا رسول الله ! قال : أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس ؟ ثم قال : من غش فليس منا .) (140)
فضل الأمانة
عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ }المؤمنون8 , وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
أما عن الخيانة
كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله سبحانه وتعالى لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً }النساء107 , وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تَخُنْ من خانك)(141)
جزاء الخيانة
بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة) (142)
.. ويا لها من فضيحة وسط الخلائق !! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.
الخائن منافق:
الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان) (143)

(133) صحيح : صحيح الجامع الألباني7179 .
(134) صحيح : مسند أحمد 1766 .
(135) صحيح : رواه البخاري 2941 .
(136) صحيح : السلسلة الصحيحة الألباني 888 ,
(137) صحيح : رواه البخاري 2989.
(138) صحيح : رواه مسلم 1829 .
(139) صحيح : السلسلة الصحيحة الألباني 1090 .
(140) صحيح : صحيح الترمذي الألباني 1315 .
(141) صحيح : صحيح الترمذي الألباني 1264 .
(142) صحيح : صحيح الجامع الألباني 5168 .
(143) صحيح : رواه البخاري 33 .


Post: #10
20-03-2011 19:33
elmared


Joined: 01-03-2011
Posts: 299
Country: Egypt
Male elmared is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
جزاك الله خير
The following user says thank you to elmared for this useful post:

Post: #11
20-03-2011 19:53
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
انا واياكم
نورت يا غالى

Post: #12
20-03-2011 22:05
AlmoN7areF
No Mercy


Joined: 20-12-2010
Posts: 47
Country: Egypt
Male AlmoN7areF is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
الله عليك تسلم ايدك
The following user says thank you to AlmoN7areF for this useful post:

Post: #13
20-03-2011 23:04
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
نورت يا برو

Post: #14
20-03-2011 23:43
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- wweraw is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
تسلم ايدك موضع بجد جميل جدا
The following user says thank you to Guest for this useful post:

Post: #15
21-03-2011 01:13
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
مرورك اجمل
نورت

Post: #16
21-03-2011 01:52
faroukcmd


Joined: 18-09-2010
Posts: 184
Country: Algeria
Male faroukcmd is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
اللهم صلي وسلم على رسولك الكريم
The following user says thank you to faroukcmd for this useful post:

Post: #17
25-03-2011 14:59
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
Awards:  
-- Neo is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
عليه افضل الصلاه وافضل السلام

Post: #18
25-10-2011 19:27
Guest


Joined: Today
Posts: 0
Country:
-- Mr.Raye2 is Offline now Disabled
RE: لماذا رسول الإسلام أشرف الخلق؟ ولماذا استحق هذا اللقب؟ ( تمت اضافه مقالات جديده )
جزاك الله كل خير



Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: