You are Unregistered, please register or login to gain Full access
Recover Password: via Email | via Question
Thread Options  Search this Thread  
Post: #1
08-11-2016 11:12
ahmeddodo


Joined: 07-10-2014
Posts: 2,324
Country: Egypt
Male ahmeddodo is Offline now
تفسير قول الله تعالى ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا..

 بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته --------- تفسير قول الله تعالى ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ [البقرة: 17، 18]   لما ذكر الله حقيقة وصف المنافقين وما هم عليه من الفساد والكفر والضلال عقبه بضرب المثل زيادة في الكشف والبيان. لأن المثل يؤثر في القلوب ما لا يؤثره وصف الشيء في نفسه؛ ولأن المثل تشبيه الشيء الخفي بالجلي، فيتأكد الوقوف على ماهيته، وذلك هو النهاية في الإيضاح. وشرط المثل أن يكون فيه غرابة من بعض الوجوه لإلفات السامع أكثر. وقد تقرر عند علماء البلاغة أن لضرب الأمثال شأناً عظيما في إبراز خفيات المعاني، ورفع أستار محجبات الدقائق. ولهذا استكثر الله تعالى منه في كتابه الكريم؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يكثر من الأمثال في مخاطباته ومواعظه.   وقال ابن عباس رضي الله عنهما في الآية نزلت في المنافقين؛ يقول تعالى مثلهم في نفاقهم كمثل رجل أوقد ناراً في ليلة مظلمة في مفازة، فاستدفأ ورأى ما حوله، فاتقى ما يخاف، فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره؛ فبقي في ظلمته حائراً متخوفا، فكذلك حال المنافقين: أظهروا كلمة الإيمان فآمنوا بها على أنفسهم وأموالهم وأولادهم، وناكحوا المسلمين وقاسموهم في الغنائم، فذلك نورهم، فلما ماتوا عادوا إلى الظلمة والخوف.   وقال ابن جرير رحمه الله: مثل استضاءة المنافقين بما أظهروا بألسنتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الإقرار به، وقولهم له وللمؤمنين آمنا بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر حتى حكم لهم بذلك في عاجل الدنيا بحكم المسلمين في حقن الدماء والأموال والأمن على الذرية من السباء، وفي المناكحة والموارثة، كمثل استضاءة الموقد النار بالنار، حتى ارتفق في ضيائها، وأبصر ما حوله، مستضيئاً بنورها من الظلمة، حتى خمدت النار وانطفأت فذهب نوره، وعاد المستضئ بها في ظلمة وحيرة. وذلك أن المنافق لم يزل مستضيئاً بضوء القول الذي دفع عنه في حياته القتل والسباء مع استبطانه ما كان مستوجبا به القتل وسلب المال - لو أظهره بلسانه - تخيل إليه بذلك نفسه أنه بالله ورسوله والمؤمنين مستهزئ مخادع، حتى سولت له نفسه - إذ ورد على ربه في الآخرة أنه ناج منه بمثل الذي نجا به في الدنيا من الكذب والنفاق. أو ما تسمع الله جل ثناؤه يقول إذ نعتهم ثم أخبر خبرهم عند ورودهم عليه ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ ﴾ [المجادلة: 18] ظنا من القوم أن نجاتهم من عذاب الله في الآخرة بمثل الذي كان به نجاتهم من القتل والسباء وسلب المال في الدنيا: من الكذب والإفك؛ وأن خداعهم نافعهم هنالك نفعه إياهم في الدنيا؛ حتى عاينوا من أمر الله ما أيقنوا به أنهم كانوا من ظنونهم في غرور، وضلال واستهزاء بأنفسهم وخداع إذ أطفأ الله نورهم يوم القيامة، فاستنظروا المؤمنين ليقتبسوا من نورهم. فقيل لهم! ﴿ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا ﴾ [الحديد: 13] واصلوا سعيرا فذلك حين ﴿ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [البقرة: 17] كما انطفأت نار المستوقد النار بعد إضاءتها له، فبقي في ظلمته حيران تائها، لقول الله جل ثناؤه ﴿ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الحديد: 13 - 15].   وقال ابن كثير رحمه الله: وتقرير هذا المثل: أن الله سبحانه وتعالى شبههم - في اشترائهم الضلالة بالهدى وصيرورتهم بعد البصيرة إلى العمى - بمن استوقد ناراً، لما أضاءت ما حوله وانتفع بها وأبصر ما عن يمينه وشماله وتأنس بها. فبينما هو كذلك إذ طفئت ناره وصار في ظلام شديد، لا يبصر ولا يهتدي، وهو مع هذا أصم لا يسمع أبكم لا ينطق، أعمى؛ لو كان ضياء لما أبصر. فلهذا لا يرجع إلى ما كان عليه قبل ذلك فكذلك هؤلاء المنافقون في استبدالهم الضلالة عوضا عن الهدى، واستحبابهم الغي على الرشد. وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا. كما أخبر تعالى عنهم في غير هذا الموضع. والله أعلم.   وقال الشوكاني "ضرب الله هذا المثل للمنافقين لبيان أن ما يظهرونه من الإيمان مع ما يبطنونه من النفاق؛ ليثبت لهم به أحكام الإسلام؛ كمثل المستوقد الذي أضاءت ناره ثم طفئت، فإنه يعود إلى الظلمة، ولا تنفعه تلك الإضاءة اليسيرة، وكان بقاء المستوقد في ظلمات لا يبصر كبقاء المنافق في حيرته وتردده، وإنما وصفت هذه النار بالإضاءة مع كونها نار باطل، لأن الباطل كذلك تسطع ذوائب لهب ناره لحظة ثم تخفت. ومنه قولهم: للباطل صولة ثم يضمحل".   وقال في تفسير المنار: ضرب الله تعالى لهذا الصنف (المنافقين) في مجموعته مثلين ينيئان بانقسامه إلى فريقين خلافا لما في أكثر التفاسير من أن المثلين لفريق واحد وأن معناهما وموضوعهما واحد: الأول: من آتاهم الله دينا وهداية عمل بها سلفهم، فجنوا ثمرها، وصلح حالهم بها أيام كانوا مستقيمين على الطريقة، آخذين بإرشاد الوحي؛ واقفين عند حدود الشريعة؛ ولكنهم انحرفوا عن سنن سلفهم في الأخذ بها ظاهراً وباطناً، ولم ينظروا في حقائق ما جاءهم، بل ظنوا أن ما كان عند سلفهم من نعمة وسعادة إنما كان أمراً خصوا به، أو خيرا سيق إليهم لظاهر قول أو عمل امتازوا به عن غيرهم ممن لم يأخذوا بدينهم، وإن كان ذلك العمل لم يخالط سرائرهم، ولم تصلح به ضمائرهم، فأخذوا بتقاليد وعادات لم تدع في نفوسهم مجالا لغيرها؛ ولذلك لم يتفكروا قط في كونهم أحرى بالتمتع بتلك السعادة والسيادة من سلفهم، لأن حفظ الموجود أيسر من إيجاد المفقود؛ بل لم يبيحوا لأنفسهم فهم الكتاب الذي اهتدى من قبلهم بما فيه من شموس العرفان ونجوم الفرقان، لزعمهم أن فهمه لا يرتقي إليه إلا أفراد من رؤساء الدين يؤخذ بأقوالهم ما وجدوا، وبكتبهم إذا فقدوا. فمثل هذا الفريق من الصنف المخذول في فقده لما كان عنده من نور الهداية الدينية وحرمانه من الاهتداء بها بالمرة، وانطماس الآثار دونها عنده، مثل من استوقد ناراً... الخ.   والوجه في التمثيل: أن من يدعي الإيمان بكتاب نزل من عند الله قد طلب بذلك الإيمان أن توقد له نار يهتدي بها في الشبهات، ويستضيء بها في ظلمات الريب والمشكلات، ويبصر على ضوئها ما قد يهجم عليه من مفترسة الأهواء والشبهات، فلما أضاءت ما حوله بما أودعته من الهدى والرشاد، وكاد بالنظر فيها يمشي على هداية وسداد، هجمت عليه من نفسه ظلمة التقليد الخبيث، وعصب عينيه شيطان الغرور، فذهب عنه بذلك النور، وأطبق عليه جو الضلالة، بل طفئ فيه نور الفطرة، وتعطلت قوى الشعور بين يديه، فهو بمنزلة الأعمى الأصم، لا يبصر ولا يسمع. وأما الفريق الثاني فقد ضرب له الله المثل في قوله ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ [البقرة: 19] الخ، وهو الذي يبقى له بصيص من النور، فله نظرات ترمي إلى ما بين يديه من الهداية أحياناً، ولمعاني التنزيل لمعان يسطع على نفسه الفينة بعد الفينة؛ ويأتلق في نظره الحين بعد الحين عندما تحركه الفطرة، أو تدفعه الحوادث للنظر فيما بين يديه، ولكنه من التقاليد والبدع في ظلمات حوالك، ومن الخبط فيها على حال لا تخلو من المهالك، وهو في تخبطه يسمع قوارع الإنذار الإلهي، ويبرق في عينه نور الهداية، فإذا أضاء له ذلك البرق السماوي سار، وإذا انصرف عنه بشبه الضلالات الغرارة قام وتحير، لا يدري أين يذهب. ثم إنه ليعرض عن سماع نذر الكتاب ودعاة الحق كمن يضع إصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع إرشاد المرشد ولا نصح الناصح، يخاف من تلك القوارع أن تقتله، ومن صواعق النذر أن تهلكه. هذا هو شان فريق هذا الصنف بما يشير إليه المثلان إجمالا (ا هـ).   وقوله ﴿ صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴾ [البقرة: 18] أي أن المنافقين باشترائهم الضلالة بالهدى لم يكونوا للحق والهدى مستهدين، ولا عن الضلالة والغي مقلعين؛ مهما وعظوا وذكروا، ورأوا من الآيات البينات، فهم لغلبة ظلمات التقليد للشيوخ والآباء لا يسمعون إلا لقولهم، ولا يرون إلا بنظرهم، ولا يتكلمون إلا بأهوائهم. فكأنهم لما صارت حواسهم إلى هذه الحالة من الفناء والتلاشي؛ والانصياع إلى أولئك الشيوخ فقط؛ قد فقدوا تلك الحواس. لأنها ما جعلت إلا لتتلقى كل محسوس على حقيقته فتؤديه إلى المدركة التي تميز الطيب من الخبيث، والنافع من الضار. ولكن أين للمقلدين ذلك الإدراك الذي هو هبة من الله لمن استنارت بصائرهم بنور الحق وحده، غير متأثرين بأي اعتبار آخر. لا من أشخاص، ولا من أزمنة ولا أمكنة؟ فما أضيع البرهان عند المقلد. ولو جاءتهم كل آية لا يؤمنون ما داموا لا يسمعون ولا يرون هذه الآيات إلا بتلك الحواس المعكوسة الملوثة بظلمة التقليد. فهم لا يرجعون عن ضلالتهم؛ ولا يثوبون من غيهم ولا يقلعون عن نفاقهم وكفرهم. وكذلك الشأن في كل من جعل مقود عقله وزمام حواسه طوعاً للهوى ورأي غيره؛ فإنه لا ينتفع بشيء منها في هدى ولا خير. بل تكون عليه وبالا وشقاء؛ لأنها تكون سببا في زيادة عماه وضلاله، ونسأل الله العافية والهداية إلى السبيل الأقوم؛ وأن يبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا. ويجعلنا من المهتدين بهداية القرآن والسنة قائمين بهما، وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هداها.   والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على إمام المتقين وخير الهداة المهتدين ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------   شبكة الألوكة

The following user says thank you to ahmeddodo for this useful post:

Post: #2
14-02-2017 15:34
AlNajjar
Eng.Mohamed Hosseini Al-Najjar


Joined: 08-07-2012
Posts: 360
Country: United Arab Emirates
Male AlNajjar is Offline now
تفسير قول الله تعالى ﴿ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا..
شكرا على الموضوع 
The following user says thank you to AlNajjar for this useful post:



Bookmarks
Digg del.icio.us StumbleUpon Google

Quick Reply
Decrease Size
Increase Size
Insert bold text Insert italic text Insert underlined text Align text to the left Align text to the centerr Align text to the right Justify text Insert quoted text Code Insert formatted PHP code Insert formatted SQL code
Colors
Insert hyperlink Insert image Insert email address
Smilies
Insert hidden text



Forum Jump: